واشنطن تتأهب لمعركة طويلة وبريطانيا تستبعد التحالف مع الأسد

أميركا تربط هزيمة «داعش» بضربه في سوريا

نازحون من الطائفة الإيزيدية يتلقون مساعدات أهلية في مدينة دهوك إي.بي.أيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبحث الولايات المتحدة تغيير مقاربتها تجاه التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، بحيث لا تكتفي فقط بالضربات الجوية على مواقعها في مناطق الأقليات، بل توسيعها لتشمل مواقع التنظيم في سوريا بحسب وزارة الدفاع الأميركي (البنتاغون) التي أقرت بأن التنظيم هو أخطر مجموعة إرهابية واجهتها واشنطن خلال السنوات الأخيرة، وحذرت من ان الشرق الأوسط يواجه معركة طويلة الأمد لإلحاق الهزيمة بها، ولا يجب الاكتفاء بمحاربتها في العراق بل إن شرط هزيمتها هو محاربتها في سوريا أيضاً، على أن تكون العملية في مجملها قائمة على التعاون مع العشائر السنية في كل من العراق وسوريا، غير أن إشكالية توسيع الهجوم إلى سوريا يضع الغرب أمام مشكلة سياسية وأخلاقية، حيث لم يتوضح ما إذا كان عليهم طلب الإذن من النظام السوري أو التعاون معه في هذا المجال، رغم أن بريطانيا رفضت فرضية التعامل مع النظام السوري.

واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية أنه من الممكن الإطاحة بالتنظيم المتطرف إذا رفضته المجموعات السنية المحلية وتوحدت القوى الإقليمية لمحاربته ولكن بشرط ألا تقتصر المعركة على العراق بل ان تمتد الى سوريا أيضا.

ويأتي موقف مسؤولي البنتاغون بأن «الدولة الإسلامية» يشكل خطرا حقيقيا بعد الإعلان عن فشل عملية عسكرية لتحرير رهائن أميركيين من ايدي التنظيم في سوريا خلال الصيف، بالإضافة إلى التأكيد على نية واشنطن مواصلة غاراتها الجوية في العراق.

وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أن مقاتلي الدولة الإسلامية «يتخطون كل ما شاهدناه حتى الآن. يجب ان نكون مستعدين لكل شيء». وتابع ان هذا التنظيم «يتخطى بكثير أي مجموعة ارهابية. فهو يجمع بين الأيديولوجية وتطور الخبرة العسكرية التكتيكية والاستراتيجية، كما انه يتلقى تمويلاً طائلاً». وقال وزير الدفاع الأميركي: «هم يمثلون تهديدا وشيكا لكل مصالحنا سواء كانت في العراق أو أي مكان آخر».

ولم يسبق لأي مسؤول في الإدارة الأميركية ان وصف التهديد الذي يشكله التنظيم المتطرف بعبارات بمثل هذه القوة.

لكن هاغل لم يكشف تفاصيل عن العملية العسكرية التي قامت بها قوة أميركية في يوليو الماضي في سوريا لإنقاذ الرهائن الأميركيين وبينهم فولي، لكنها لم تعثر عليهم. وقال ان مقتل الصحافي «يشكل نموذجا جديدا للأيديولوجية البربرية العديمة الشفقة».

تغيير جذري

من جهته، قال رئيس أركان الهيئة المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي خلال المؤتمر الصحافي إنه إذا كان باستطاعة الدولة الإسلامية إقامة الخلافة، فإن «الشرق الأوسط سيشهد تغييرا جذريا من شأنه ان يسفر عن أوضاع أمنية تهددنا بطرق عدة». وقال ان التنظيم لديه «رؤية استراتيجية اقرب الى نهاية العالم سيتحتم في نهاية المطاف هزمها».

إلا أن ديمبسي اكد ان الغارات الـ90 التي شنها الطيران الأميركي في العراق منذ الثامن من الشهر الحالي أدت الى «وقف اندفاعة» مقاتلي التنظيم المتطرف. وردا على سؤال حوال ما اذا كانت الحملة ضد التنظيم ستتخطى العراق، قال ديمبسي: «هل من الممكن هزيمتهم من دون التعامل مع فرع التنظيم في سوريا؟ الجواب هو لا».

وتابع: «بالإمكان السيطرة عليهم ومن ثم إلحاق الهزيمة بهم» لكن للقضاء عليهم «يجب مهاجمتهم في سوريا» وليس في العراق فقط. لكن ديمبسي لم يقل صراحة أن الولايات المتحدة هي التي ستهاجم. وأردف: «يجب الهجوم على جانبي الحدود (بين العراق وسوريا) والتي لم تعد موجودة. سيكون هذا ممكنا لدى تشكيل تحالف قادر على الانتصار على الدولة الإسلامية». وتحدث عن معركة «طويلة جدا» لا يمكن ان تنتصر فيها الولايات المتحدة وحدها من دون دعم إقليمي من جهة ودعم «الـ20 مليون سني المهمشين ويحدث انهم يقيمون بين دمشق وبغداد».

التعاون مع الأسد

في الأثناء، استبعدت بريطانيا الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن السبيل الوحيد للتعامل مع التهديد من خلال العمل مع الحكومة العراقية التي لديها قوات على الأرض وإن الحوار مع الأسد لن يفيد القضية.

وأضاف لراديو «بي.بي.سي»: «ربما نرى جيدا أننا في بعض المناسبات نحارب نفس الأشخاص كما يفعل لكن هذا لا يجعلنا حلفاءه... مجرد التفكير لن يكون عمليا أو منطقيا أو مفيدا للسير في هذا الطريق».

امتداد المواجهة

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانز إن قتال المتشددين لا يمكن أن يأتي ثماره إلا إذا امتدت المواجهة إلى سوريا بجانب العراق.

وأضاف للصحافيين في لاهاي: «إذا لم نفعل ذلك لن يكون لأي تحرك أي فائدة لأن (التنظيم) سينتقل ببساطة إلى سوريا. لن تدوم الحلول في العراق إذا لم نجد حلاً لسوريا».

متشددون في النمسا

قال مسؤولون في فيينا إن السلطات تشتبه في تحالف نحو 130 شخصا يعيشون في النمسا -معظمهم أجانب- مع متشددين إسلاميين يقاتلون بالخارج.

ويزيد هذا الرقم بنحو الثلث تقريبا عن تقديرات سابقة للسلطات.

وقال مدير الأمن العام كونراد كوجلر في مؤتمر صحافي إن هذا العدد يشمل «أشخاصا يشاركون بالفعل في القتال وأشخاصا عادوا للنمسا، لأن المجموعتين مهمتان بالنسبة لنا».

وأضاف إنه يعتقد أن ثلثيهم عاد إلى النمسا، وأن ثلثهم يشارك في القتال أو في طريقه إلى ذلك. فيينا- رويترز

Email