الزياني وبنعمر يدعمان هادي ويرفضان تقويض العملية السياسية في اليمن

الحوثيون يصعّدون ويعتصمون في قلب صنعاء

آلاف الحوثيين يعتصمون في صنعاء ويشلون الحركة فيها أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة من شأنها أن تزيد من تعقيد الموقف في اليمن بدأ الآلاف من الحوثيين أمس اعتصاما في حي المطار بالقرب من وزارة الداخلية فيما استمر الآلاف من المسلحين في تطويق العاصمة صنعاء من مختلف الاتجاهات في وقت تعثرت فيه مفاوضات إقناعهم بالمشاركة في حكومة وحدة وطنية، في حين أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني ومساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر عن رفضهما لأي محاولات تستهدف تقويض العملية السياسية القائمة في اليمن مؤكدان دعمهما للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وعقب مشاركة عشرات الآلاف من أنصار الحوثيين بأداء صلاة الجمعة في شارع المطار أعلنوا اعتصاما مفتوحا إلى حين الاستجابة لمطالبهم وشرعوا في نصب الخيام.

خيام منصوبة

وأعلن منظمو التظاهرة أنهم نصبوا الخيام في شارع فرعي مجاور للشارع المؤدي إلى مطار صنعاء الذي توجد به ثلاث وزارات هي الداخلية والكهرباء والاتصالات.

وقال الحوثيون على موقعهم الرسمي: إن «الاعتصام هو إيذان بانطلاق المرحلة الثانية مما أسموه التصعيد الثوري».

ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد من حدة الأزمة التي تعيشها اليمن بعد دفع الحوثيين بالآلاف من المسلحين القبليين إلى مداخل صنعاء والتهديد باقتحام المدينة وإقامة مخيمات في شوارعها وفي المباني الحكومية إلى حين إجبار الرئيس عبدربه منصور هادي على الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في إقالة حكومة محمد سالم باسندوة والتراجع عن قرار رفع أسعار المشتقات النفطية.

هذه التطورات أعادت إلى الأذهان واقعة استيلاء الحوثيين على مدينة عمران قبل شهر حيث بدأ سقوط المدينة بمخيمات لرجال القبائل استمرت عدة أشهر قبل أن يقتحموها، كما أنها تأتي مع تعثر المفاوضات التي تم بها تشكيل لجنة رئاسية في صعدة لإقناع الحوثيين بالدخول في حكومة وحدة وطنية.

وبدت شوارع العاصمة اليمنية أمس خالية من السيارات والمارة وسط مخاوف من وقوع أعمال عنف بين القوات الحكومية وأنصار الحوثيين، وشاهدت «البيان» في جولة شملت معظم أحياء العاصمة إغلاق لمعظم المحلات التجارية وانتشار محدود لقوات الجيش في تقاطعات الشوارع الرئيسية، كما شاهدت انتشار قوات الأمن الخاص في محيط المنطقة التي أقام فيها الحوثيون صلاة الجمعة، لكن اللجان الأمنية التابعة للحوثيين تولت إغلاق المنطقة وتفتيش الداخلين إليها.

الزياني يدعم هادي

إلى ذلك تلقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اتصالا هاتفيا من أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني عبر فيها عن قلق دول مجلس التعاون الخليجي بصورة بالغة لما يجري من إخلال بالالتزامات والتعهدات وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل.

وأكد الزياني أن مخرجات الحوار هي الطريق الوحيد الذي يرسم خريطة المستقبل في اليمن بعيدا عن العنف ومحاولة الاستقواء.

ونسبت وكالة الأنباء الرسمية إلى الزياني القول ان «اليمن كان الوحيد من بين من داهمتهم ما يسمى بالربيع العربي هو الذي غلب المصلحة الوطنية العليا بالحوار الوطني الشامل الجامع وتنفيذ المرحلة الانتقالية ترجمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بالعديد من الخطوات والاجراءات والقرارات التي مهدت الطريق نحو المستقبل المشرق لليمن وفقا للإجماع الوطني الذي التأم تحت مظلة الحوار الوطني الشامل الذي شاركت فيه كل القوى السياسية والحزبية والمجتمعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة ومن بينها جماعة الحوثيين». واعتبر الزياني ان ما تم في ظل قيادة الرئيس هادي مع كل القوى الوطنية التي تتوق الى اخراج اليمن من محنته وأزمته الطاحنة التي اندلعت مطلع العام 2011 قد حقق إنجازات وطنية استثنائية جنبت اليمن مخاطر الانزلاق الى أتون المجهول.

وقال الزياني: إن «مجلس التعاون الخليجي بل والمجتمع الدولي يعتبر من يتعارض مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المتفق عليها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، معرقلا ومتمردا بالإجماع ويعتبر من المعرقلين لخروج اليمن الى آفاق السلام والوئام».

وأكد الزياني الرفض المطلق لهذا المسلك، والدعم الكامل للرئيس هادي من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان.

وفي السياق ذاته، جدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالوقوف الى جانب اليمن ودعم الرئيس هادي في إنجاح العملية السياسية في اليمن المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة وذلك خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية اليمني جمال عبدالله السلال في صنعاء أمس.

دعوة خطباء

دعا خطباء المساجد في خطبة الجمعة أمس أبناء الشعب اليمني إلى تحقيق الاصطفاف الوطني الكامل والوقوف في وجه دعوات العنف والفوضى والتصدي لمحاولات جر الوطن إلى جحيم الصراعات وسعير الحروب العبثية والإفساد في الأرض والعمل بكل جهد وإخلاص في حفظ أمن الوطن واستقراره وسلامة أبنائه وذلك مقصد شرعي عظيم وواجب ديني على عامة المواطنين. صنعاء-سبأ

Email