الكويت تعيش هاجس خطر أغسطس من الجارة الشمالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد 24 عاماً على غزو النظام العراقي الكويت في 2 أغسطس 1990، يهيمن الهاجس الأمني على المنطقة ومنها الكويت بسبب المعارك الدائرة التي تدور رحاها على أراضي الجارة الشمالية نتيجة سيطرة تنظيم داعش على مساحات شاسعة وتهديده للمناطق والدول المجاورة، بشكل مباشر، كان آخرها الوعيد من رئيس التنظيم أبوبكر البغدادي بالتخطيط ونقل المعارك إلى الأراضي الكويتية.


وعلى الرغم من عدم حدوث أي خروقات أمنية حتى الآن في الكويت، إلا أن السلطات أخذت تلك التهديدات على محمل الجد، وبدأت أجهزتها الأمنية بالاستنفار من ناحية المراقبة الشديدة للمنافذ البرية أو البحرية أو الجوية، بالإضافة إلى رصد المجموعات والأفراد المتعاطفين مع تلك التنظيمات المشبوهة التي تسعى إلى تقويض الأمن والاستقرار في الكويت ودول الخليج العربي.


ويقول رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام فهد الشليمي إن «وجود داعش جاء نتيجة سياسات واشنطن الخاطئة في سوريا والعراق»، لافتا إلى أن «إدارة واشنطن للعديد من القضايا في الشرق الأوسط فاشلة زادت من التطرف في المنطقة، وإن الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس الأميركي باراك أوباما مترددة وهذا ما ذكرته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون في كتابها». وشدد على «ضرورة أن تطلب دول المنطقة من واشنطن توضيحا للاستراتيجية التي ستتخذ إزاء ما يجري في المنطقة».

وأضاف الشليمي إن «هناك اتفاقية تعاون بين دول المنطقة أمام هذا الخطر في إطار اتفاقية دولية للأمم المتحدة، بالإضافة إلى اتفاقيات في الجامعة العربية لمكافحة الإرهاب، لكن للأسف فإن التقاطعات السياسية والمصالح السياسية بين دول المنطقة تضعف الدور الاستخباراتي لمواجهة هذا الخطر بل زيادة في الأمر هناك من يحتضن هذه الفئات الإرهابية». وعرج الشليمي على الوضع في الكويت، وقال إنه لا يرى أي «مظاهر غير طبيعية» من ناحية الاستنفار الأمني، وما ظهر حتى الآن من تهديدات لا يتعدى «تغريدة» منسوبة لزعيم «داعش»، مشيرا إلى أن «هناك تنسيق بين الدول الخليجية فيما يخص الأمن، وشدد على ضرورة أن يكون هناك تحصين للمجتمعات الخليجية من هذه المجموعات المتطرفة».


حذر واستعداد
أما رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية سامي الفرج، فشدد على «ضرورة الحذر المبني على المعلومات الصحيحة المتبادلة بين دول المنظومة الخليجية»، مشيرا إلى «وجوب الاستعداد على مستوى وطني ومستوى إقليمي لقتال ما يعتبره أنصار داعش في العالم خلافة إسلامية». وأضاف إن «هناك العديد من مؤيدي داعش بين ظهرانينا وكثير ممن ذهبوا ليقتلوا وينتحروا».

وأوضح الفرج أن «العمل العسكري لداعش في العراق يختلف عن العمل العسكري في سوريا»، مبينا أن «العمل بالصورة التي تتم حاليا على سبيل المثال الاستيلاء على سد الموصل وهذا هدف استراتيجي وتفكير استراتيجي وليس تفكير داعش». وأضاف إن «هذا يدل على أن خبرة القتال هذه مبنية على عقود وهي خبرة الجيش العراقي وليست خبرة منظمة غير تقليدية لأن منظمة غير تقليدية لا تستطيع الخروج إلى العلن بهذه الصورة».


قدرة
أكدت مصادر أمنية أن وزارة الداخلية الكويتية تمتلك القدرة الفنية والكوادر البشرية المدربة لإحباط أي محاولة تسلل للعناصر الإرهابية وفقا للخطة الأمنية الاستراتيجية المطروحة للتنفيذ منذ وقوع الأحداث في العراق.

Email