هادي يطلق مبادرة «الفرصة الأخيرة» أمام الحوثيين

حشود غفيرة من الحوثيين يحمل بعضهم السلاح في منطقة حمدان على مشارف صنعاء إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

في خطوة من شأنها تدارك الموقف المتوتر في اليمن، لاسيما في محيط العاصمة صنعاء، مدّ الرئيس اليمني عبدربه منصور أمس يد الحوار لزعيم التمرد عبدالملك الحوثي وأطلق مبادرة «الفرصة الأخيرة» للتهدئة، والتي تشمل مشاركتهم في حكومة وحدة وطنية، فيما تابع الآلاف من أنصار الحوثي، بينهم مسلحون، الاحتشاد عند مداخل صنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة قبيل احتجاجات غداً الجمعة.

وواصل المحتجون إقامة عشرات الخيام عند المدخل الغربي للعاصمة صنعاء أمس قبيل احتجاجات الجمعة. وبينما احتشد الآلاف من أنصار الحوثيين وحلفائهم من القبائل في المناطق اليمنية الشمالية، شوهد مسلحون بين جموع المجموعتين،

وعلى الرغم من أن المخيم يقع في الصباحة على بعد كيلومتر ونصف الكيلومتر فقط عن معسكر لقوات الأمن الخاصة، إلا أن السلطات لم تفرض أي تدابير أمنية استثنائية في المنطقة، فيما حلقت طائرة مقاتلة فوق المخيم على ارتفاع منخفض.

وفي منطقة حزيز جنوب صنعاء، أقام المحتجون الذين بينهم مئات المسلحين سواتر ترابية وخنادق كما أقاموا نقاط تفتيش.

وأكد شهود عيان أن المحتجين المناصرين للحوثيين أقاموا مخيما كبيرا في منطقة بيت نعم بين صنعاء والمحويت في الشمال.

وبحسب السلطات اليمنية: «استخدمت المجاميع المسلحة الجرافات والمعدات لإعداد المتاريس والخنادق، بما يتنافى مع مظاهر السلم والتعبير عن الرأي بالصورة الحضارية المعمول بها في المطالبة بالحقوق القانونية والمشروعة».

دعوة للحوار

وفي ظل التوتر المتزايد، ترأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اجتماعا وطنيا واسع النطاق ضم قيادات الدولة وأعضاء مجلس النواب والشورى والاحزاب وأعضاء الحوار الوطني ومنظمات المجتمع المدني والعلماء وقادة الجيش. وقال مستشار الرئيس فارس السقاف إن الاجتماع أصدر بيانا تضمن «مبادرة اللحظة الاخيرة» إزاء الحوثيين، إذ تم تشكيل وفد سيزور الحوثي في معقله في صعدة (شمال) اليوم الخميس وينقل له رسالة عرض مشاركته في الحكومة مقابل سحب المجاميع المسلحة من محيط العاصمة.

وقال السقاف إن المجتمعين أكدوا على أن «الأساليب التي يعتمدها الحوثيون غير مقبولة، فالحوثي كان مشاركا في الحوار وعليه الالتزام به».

وبحسب السقاف، فإن الرسالة تدعو الحوثيين إلى «الحوار والتعقل والمشاركة في حكومة وحدة وطنية بموجب قرارات الحوار الوطني»، كما «تؤكد استحالة التراجع عن الجرعة السعرية (رفع أسعار المحروقات) لأن الدولة ستنهار في هذه الحالة».

إنذار وبراءة ذمة

كما ذكر السقاف أن هادي والمشاركين في الاجتماع أكدوا «استحالة القيام بأي خطوة قبل يوم الجمعة»، فأي خطوة لتعديل الحكومة تتطلب وقتا أكثر.

واعتبر السقاف أن الحوثي «يستثمر معاناة الناس»، وأن «الكرة الآن في معلب الحوثي والتصعيد أو عدمه مرتبط بكيف سيكون رد الحوثي على المبادرة». وخلص إلى القول إن ما وصل إليه الاجتماع «إنذار وإبراء ذمة» مؤكدا أن الدولة لن تفرط في رعاية المواطنين.

خطاب استثنائي

وقال سياسيون حضروا اللقاء لـ «البيان» إن هادي ألقى خطابا «مخالفا للتوقعات، جدد فيه التأكيد على ضرورة الاصطفاف الوطني ونبذ العنف والالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وتجنب التهديد باستخدام القوة لإجبار الحوثيين على رفع الطوق المفروض على العاصمة».

كما أشاد هادي بقوات الجيش والأمن، وقال إنها «الحصن القوي للبلاد ولا يمكن التفريط بأي من الثوابت الرئيسية وهي الجمهورية والوحدة وقرارات مؤتمر الحوار الوطني».

استعداد الجيش

كما أقر المجتمعون أنه في حال رفض الحوثيون هذا العرض، فإن الدولة «ستضطر لاستخدام كافة الوسائل والأساليب المناسبة لحماية الأمن والقانون»، حيث دعا الرئيس هادي الجيش إلى أن «يكون على قدر كبير من الجاهزية».

وقالت مصادر عسكرية في العاصمة صنعاء إن قيادة القوات الجوية نقلت عشرات الطائرات بما فيها المروحيات وطائرات نقل عسكرية إلى محافظة لحج والحديدة وتعز تحسبا من اندلاع حرب جديدة بين الجيش اليمني ومسلحي الحوثي.

ونقلت صحيفة «عدن الغد» عن المصادر قولها «صدرت توجيهات من قيادة القوات الجوية بنقل الطائرات الحربية العسكرية من قاعدة الديلمي ومطار صنعاء، إلى قاعدة العند بمحافظة لحج والقاعدة الجوية بالحديدة وقاعدة طارق في تعز، كإجراء احترازي وتحسبا من اندلاع حرب جديدة بين الجيش ومسلحي الحوثي».

ووفقا لهذه المصادر، فإنه في حال استمرار الفوضى فإن «الجيش لن يقف مكتوف الأيدي، وسيواجه بكافة وحداته العسكرية أي أعمال فوضى وتخريب، بما في ذلك الوحدات الجوية التي سيتم الاستعانة بها من تلك القواعد الجوية التي نقلت إليها الطائرات».

لجنة

تضم اللجنة اليمنية التي ستلتقي عبدالملك الحوثي كلاً من الأمين المساعد لحزب المؤتمر الشعبي سلطان البركاني، والأمين المساعد للحزب الاشتراكي يحيى منصور أبو أصبع، إلى جانب عبد الحميد حريز ونبيله الزبير ومحمد قحطان ومبارك البحار وخالد الرويشان ومحمد علي أبو لحوم .البيان

أخبار الساعة تدعو إلى دعم وحدة اليمن

 

 

أكدت نشرة أخبار الساعة، ضرورة دعم ومساندة المجتمع الدولي لليمن، حتى يستطيع أن يتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها، خاصة أنه دولة مهمة للأمن والاستقرار، ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، وإنما بالنسبة إلى العالم كله.

وتحت عنوان: «نحو دعم وحدة اليمن واستقراره»، أشارت أخبار الساعة في افتتاحيتها أمس، إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد من أهم الدول الداعمة لليمن وللتنمية والاستقرار والوحدة فيه، وهو ما يلقى التقدير والشكر من قبل القيادة اليمنية، حيث تدرك الإمارات أهمية اليمن بالنسبة إلى الأمن القومي العربي بشكل عام، وأمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل خاص، فهو العمق الاستراتيجي لدول المجلس.

ولفتت النشرة، التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إلى أن التظاهرات التي نظمها الحوثيون مؤخراً ضد الحكومة اليمنية، تشير إلى ما تتعرض له العملية الانتقالية في اليمن من مخـاطر وتعقيدات تتصاعد مع مرور الوقت، وإلى وجود أطراف داخلية وخارجية لا تريد لليمن أن يستقر، أو أن يخرج من عنق الزجاجة أمنياً وسياسياً واقتصادياً أيضاً، لأن في استقراره ووحدته تهديداً لمصالحها وخططها وأهدافها.

وحذرت النشرة من أن هناك من يريد أن يدفع الأمور في اليمن إلى التقسيم بحيث تتوافر البيئة المناسبة لظهور كيان طائفي مستقل في الشمال، وأن تظل البلاد تعيش حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار والصراع الداخلي، حتى تكون مصدراً للخطر والتهديد لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، أو أن توفر البيئة الحاضنة لنمو أفكار التطرف والعنف والإرهاب التي لا تنمو ولا تترعرع إلا في مناطق التوتر والصراع وعدم الاسـتقرار.

Email