مع الذكرى الثالثة لبدء حملة انتزاعها من القذافي

سكان طرابلس يعيشون على وقع المعارك

الدخان يتصاعد قرب مطار طرابلس على خلفية المعارك أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

يعيش سكان العاصمة الليبية طرابلس على وقع صدى الاشتباكات المتكررة للسيطرة على مطار طرابلس في حياتهم اليومية وشاغلهم الشاغل الصمود وسط انقطاعات الكهرباء ونقص الوقود. وضجيج المعارك بالأسلحة الثقيلة بين «الإسلاميين» و«الوطنيين» يتكثف أو يهدأ تبعاً للأيام لكن المواجهات لا تتوقف البتة. واثرها الوحيد الظاهر هو عمود الدخان الأسود الذي يتصاعد باستمرار من مستودعات النفط المشتعلة في جنوب طرابلس منذ إصابتها بقذائف في أواخر يوليو.

وساحة المعركة لا يمكن أن تصل إليها الصحافة المستقلة لذلك فإنه يتعذر التحقق من حصيلتها، وتبقى نتيجتها غير مؤكدة. فالمهاجمون الذين جاؤوا من مصراتة (شرق طرابلس) لمساندة حلفائهم الإسلاميين، يؤكدون التقدم باتجاه المطار الواقع على مسافة 30 كيلومتراً إلى جنوب المدينة بعد أن سيطروا على جسر استراتيجي ومقر القيادة السابق للجيش الليبي. أما خصومهم كتائب الزنتان «الوطنية»، فتؤكد أنها ما زالت تمسك بالمطار وتمنع خصومها من قطع خط إمداداتها في غرب العاصمة. والخسائر الجانبية المباشرة للمعارك هم الضحايا المدنيون الذين هرب العديد منهم من احيائهم في جنوب طرابلس. وبالنسبة إلى بقية السكان، فإن هذه المواجهات تزيد من صعوبات حياتهم اليومية.

انقطاعات الكهرباء

ويشكو علي تاجوري (60 عاماً) المقيم في شرق العاصمة من أن «انقطاعات التيار تصل الى تسع ساعات في اليوم ولا يتم اخطارنا مطلقاً بها». ويتذكر هذا الموظف في احدى الشركات الأجنبية ان «الانقطاعات كانت اقل قسوة اثناء الثورة على معمر القذافي» الذي سقط حكمه في 2011. وهذه الانقطاعات تتسبب باضطراب الحياة في طرابلس حيث اقفلت متاجر عديدة وحيث هجر الموظفون مكاتبهم فيما الخدمات العامة شبه غائبة.

ذكرى حدث

وصادف أمس الذكرى الثالثة لتحرير العاصمة الليبية. فقبل ثلاثة أعوام أطلقَ ثوار 17 فبراير حملة لتحرير طرابلس أسموها «عملية فجر عروس البحر». ودارت معارك بين الثوار وكتائب القذافي بهدف السيطرة على طرابلس واستمرت حتى إعلان المجلس الوطني الانتقالي تحرير المدينة بالكامل في 27 أغسطس.

استهداف الاستخبارات

واستمر الوضع متدهوراً أمس، حيث أصيب ثلاثة أشخاص بجروح في قصف بالصواريخ استهدف مقر الإدارة العامة للاستخبارات الليبية في طرابلس . وأوضحت قناة «ليبيا أولاً» أن صاروخاً سقط بالقرب من مجمع المحاكم في شارع السيدي، ما أدى إلى إصابات طفل ورجل وامرأة.

إغلاق محطتين

وكانت السلطات الليبية أغلقت أول من أمس محطتي تلفزيون تابعتين للدولة عبر الطلب من إدارة «نايل سات» وقف البث، إثر سيطرة جماعات متطرفة عليهما خلال الاشتباكات في طرابلس. وأفاد مسؤول حكومي أن السلطات أغلقت التلفزيون الرسمي «ليبيا الوطنية» الذي تديره الحكومة المؤقتة، وقناة «ليبيا الرسمية» التابعة للبرلمان «بسبب انحياز المحطتين إلى جماعات متطرفة محسوبة على مدينة مصراتة وحلفائها».

ناقلة ووزير

وفي سياق آخر، قال الناطق باسم المؤسسة الوطنية للنفط محمد الحراري إن السلطات تعتزم تعيين رئيس مجلس إدارة المؤسسة مصطفى صنع الله في منصب قائم بأعمال وزير النفط خلفاً لعمر الشكماك الذي قال إنه سيستقيل من منصبه بناء على طلب رئيس الوزراء عبد الله الثني. كما قال الحراري إن ميناء السدرة في شرق البلاد بدأ تحميل أول ناقلة بالخام منذ إعادة فتحه بعد إغلاقه لنحو عام على يد جماعة تطالب بمزيد من الحكم الذاتي في شرق البلاد.

تظاهرات

أطلق ناشطون ليبيون دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر أمس والتجمع أمام مقر الأمم المتحدة للمطالبة بحماية المدنيين ووقف إطلاق النار الفوري في طرابلس.

Email