القوات العراقية نحو استعادة الموصل وتؤكد تطهير السد من »داعش«

البيشمركة تستعيد مناطق في شمال العراق

مقاتلو البيشمركة على ظهر شاحنات تتوجه إلى سد الموصل على نهر دجلة أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت قوات البيشمركة امس سيطرتها على معظم المناطق التي انسحبت منها سابقاً في شمال العراق وسط استمرار تراجع مسلحي «داعش»، تزامناً مع إعلان القوات العراقية اعتزامها شن هجوم على مدينة الموصل من اجل استعادتها، في حين اكد الجيش تطهير سد الموصل بشكل كامل، من قبل قوات مكافحة الإرهاب والبيشمركة وبإسناد جوي مشترك.

وبينما أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما أعضاء الكونغرس ان الضربات الجوية في العراق هي حماية للمصالح الأميركية، طمأن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مواطنيه بأن بلاده لن ترسل قوات برية للتدخل في الأزمة العراقية، تزامناً مع تصريح وزير دفاعه مايكل فالون بأن الدور البريطاني في الأزمة العراقية تخطى «المهمة الإنسانية» وإن عملياتها الموسعة قد تستمر لأشهر.

وقال مصدر مسؤول في قوات البيشمركة في تصريح صحافي ان قوات البيشمركة تمكنت بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي على طول حدود إقليم كردستان العراق من استعادة المناطق التي انسحبت منها سابقاً والتصدي لمسلحي «داعش» وإلحاق خسائر فادحة بهم وذلك بفضل الدعم والإسناد الجوي للطائرات الحربية الأميركية.

وأضاف المصدر أن هناك خطة وضعت حيز التنفيذ لاستعادة وحماية المناطق وطرد المسلحين مشيراً الى استمرار تدفق المساعدات الدولية والأسلحة والذخائر من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى اقليم كردستان.

خطة للهجوم

في السياق قال الناطق باسم وحدة مكافحة الإرهاب في العراق صباح نوري إن القوات العراقية تعتزم شن هجوم على مدينة الموصل في الشمال على أمل استعادتها من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وأوضح نوري لرويترز ان التكتيك الجديد بشن هجوم سريع تكتنفه السرية أثبت نجاحه مشيراً إلى أن القوات مصرة على مواصلة هذه الطريقة بمساعدة معلومات المخابرات التي يقدمها الأميركيون.

عملية مشتركة

وبالتزامن مع تلك التصريحات أكد الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا امس تطهير سد الموصل من عناصر الدولة الإسلامية بشكل كامل، مشيراً إلى أن عملية التطهير تمت من قبل قوات مكافحة الإرهاب والبيشمركة وبإسناد جوي مشترك.

وكان مصدر مسؤول في البيشمركة أفاد في وقت سابق مساء أول من أمس، بأن قوات البيشمركة سيطرت على سد الموصل بشكل كامل، مؤكداً استمرار قصف الطائرات الحربية الأميركية لمواقع تواجد مسلحي «داعش».

نزوع آلاف العائلات

في الأثناء أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، امس، بأن أكثر من 25 ألف أسرة نزحت من مناطق الاشتباك في المناطق المحيطة بسد الموصل.

وقال المصدر حسب ما نقل عنه موقع «السومرية نيوز»، إن «الغارات الجوية والاشتباكات الدائرة بين قوات البيشمركة ومسلحي تنظيم داعش، أجبرت أكثر من 25 ألف أسرة على النزوح من قضاء تكليف وناحية وسد الموصل». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الاشتباكات مستمرة في تلك المناطق من اجل طرد تنظيم داعش منها».

حماية المصالح الأميركية

وأبلغ الرئيس الأميركي باراك اوباما أول من امس الكونغرس ان الغارات «المحدودة» التي اجاز شنها في العراق لاستعادة السيطرة على اكبر سدوده من الجهاديين تحمي المصالح الأميركية هناك.

وأفادت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن ان الغارات الداعمة لقوى الأمن العراقية تجري بالتوافق مع «قرار صلاحيات الحرب» الذي يستدعي موافقة الكونغرس قبل ان يدخل الرئيس البلاد في حالة حرب.

واكد الرئيس الأميركي ان «سقوط سد الموصل قد يهدد حياة اعداد كبيرة من المدنيين ويعرض للخطر الموظفين الأميركيين ومرافق الولايات المتحدة، بما في ذلك السفارة الأميركية في بغداد، ويمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات أساسية للشعب العراقي».

موقف بريطاني

في الأثناء قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس لـ«بي.بي.سي» ان بريطانيا «لن تتورط في حرب ثانية في العراق. لن نرسل جنودا على الأرض.

لن نرسل الجيش البريطاني». وبعدما قال رئيس الوزراء البريطاني اول من أمس إن على بريطانيا استخدام قوتها العسكرية للتصدي لمتشددي الدولة الإسلامية ومنعهم من اقامة «دولة إرهابية على سواحل البحر المتوسط» سعى كاميرون امي لطمأنة البريطانيين على أن المساعدة البريطانية لن تصل إلى حد خوض حرب ثانية.

وقال: «يجب أن نستخدم كل ما نملك.. دبلوماسيتنا وعلاقاتنا السياسية ومساعداتنا والقدرة العسكرية والخبرة التي نملكها لمساعدة الآخرين».

تخطي المهمة الإنسانية

من جهته صرح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بأن الدور البريطاني في الأزمة العراقية تخطى «المهمة الإنسانية» وإن عملياتها الموسعة قد تستمر لأشهر.

وأضاف فالون لصحيفة «ذا تايمز» أن «طائرات تورنيدو عسكرية وطائرة تجسس تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تحلق فوق العراق في مناطق أخرى غير منطقة الكارثة الإنسانية الرئيسية في اقليم كردستان العراق لجمع معلومات عن قوات تنظيم الدولة الإسلامية».

وتابع «هذه ليست مجرد مهمة إنسانية». وذكرت صحيفة «ذي تايمز» ان عددا من الجنود البريطانيين ذهبوا الأسبوع الماضي الى اقليم كردستان في شمال العراق. حيث مكثوا لفترة قصيرة بهدف التحضير لمهمة محتملة لنشر مروحيات شينووك لإنقاذ نازحين من الأقلية الايزيدية فروا من بطش التنظيم المتطرف.

وأضافت الصحيفة ان ست طائرات قتالية من طراز تورنيدو وطائرة من دون طيار بدأت التحليق في اجواء الإقليم الكردي بهدف مراقبة تنقلات المقاتلين الإسلاميين المتطرفين، مشيرة الى ان المعلومات التي تجمعها هذه الطائرات يمكن ان تستفيد منها القوات العراقية في التخطيط لهجمات ضد التنظيم المتطرف.

ورأت «ذي تايمز» في هذه المهمة الاستطلاعية خطوة اضافية لبريطانيا باتجاه ان يكون لها «دور مباشر في المعارك» ضد التنظيم المتطرف.

اعتراض

أعلن مكتب القائم العام للقوات المسلحة العراقية، نوري المالكي، عن «اختراق طائرات عسكرية الأجواء العراقية وتسليم تجهيزات عسكرية»، مبيناً أن ذلك يتم دون موافقة الحكومة، فيما حذر الدول من «اختراق» السيادة الوطنية.

وقال المكتب في خبر بثته قناة العراقية الحكومية: «لوحظ خلال الأيام القليلة الماضية اختراق طائرات عسكرية لأجوائنا وتسليم تجهيزات عسكرية دون موافقة الحكومة العراقية». بغداد - البيان

Email