دبابات حول غزة وزوارق حربية في بحرها

التهدئة تنتهي اليوم وضباب التوقّعات يلف المفاوضات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعمّدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، إظهار تموضع دباباتها على مشارف قطاع غزة، وأوكلت إسرائيل إلى زوارقها الحربية لإطلاق النار على الصيادين، بالتزامن مع استئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في أجواء تلفها ضبابية التوقّعات.

حيث تنتهي التهدئة نهاية اليوم الاثنين، في وقت تحدثت القناة العاشرة الإسرائيلية عن استعداد أميركي لضمان إلزام إسرائيل بأي اتفاق يمكن التوصل إليه في القاهرة.

واستؤنفت أمس في القاهرة المفاوضات غير المباشرة الرامية للوصول إلى هدنة دائمة، قبل قرابة 34 ساعة من انقضاء تهدئة لخمسة أيام ليل اليوم الاثنين. وبدأت المفاوضات من دون حضور بعض ممثلي حركتي حماس والجهاد الإسلامي من غزة.

وفي مقر الاستخبارات العامة المصرية في القاهرة، يتنقل مسؤولون مصريون بين وفدين إسرائيلي وفلسطيني لمحاولة تقريب وجهات النظر بين مطالب الطرفين.

وتعد أهم بنود المفاوضات غير المباشرة مطالبة «حماس» برفع الحصار المفروض على القطاع منذ العام 2006 والمطالبة بفتح الموانئ في غزة، وكذلك مطالبة إسرائيل بنزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة.

وبحسب وثيقة تضم عرضاً مصرياً، تقترح مصر إرجاء المباحثات بشأن مطالب الفلسطينيين الرئيسية بخصوص ميناء بحري ومطار لمدة شهر بعد سريان هدنة دائمة.

ضمانات أميركية

وفي سياق متصل، كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية النقاب عن أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لضمان التزام إسرائيل باستحقاقات ما سيتم الاتفاق عليه مع المقاومة الفلسطينية في إطار مفاوضات التهدئة الجارية في القاهرة.

وبحسب ما أوردته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، فإن واشنطن أبلغت الوسيط المصري بأنها على استعداد تام من أجل ضمان التزام إسرائيل بما تمَّ وسيتم الاتفاق عليه في إطار مفاوضات القاهرة.

وأضافت القناة أن المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة والدول العظمى، يمارس ضغوطاً كبيرة على جميع الأطراف من أجل التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة، من خلال المباحثات الجارية في القاهرة.

تفاؤل حذر

وأعرب عضو الوفد الفلسطيني الموحد لمفاوضات القاهرة فيصل أبو شهلا، عن تفاؤل حذر بإمكانية توقيع اتفاق شامل مع إسرائيل، معرباً عن اعتقاده أن نجاح المفاوضات مرتبط بممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف تعنتها واستخفافها بالمطالب الفلسطينية.

وقال أبو شهلا، في تصريح صحافي إن الجولة الجديدة من المفاوضات ستستمر حتى صباح الاثنين، مؤكداً أن تفاؤله «غير عال» بإمكانية نجاح المفاوضات.

وكشف أن إسرائيل لا تزال تحاول إثبات أن حصارها لغزة كان مقنناً وتصر على وجود مناطق عازلة ومساحة ضيقة للصيد مع إمكان حل هذه القضايا ولكن بالتقسيط، مؤكداً أن الوفد مصمم على الحقوق الفلسطينية رغم التعنت الإسرائيلي.

الميناء والمطار

وفيما يتعلق بقضيتي الميناء والمطار، أكد أبو شهلا أن التعنت الإسرائيلي واضح في هاتين القضيتين رغم أنهما حق فلسطيني متفق عليه. وقال إن «المطار والميناء كانا موجودين وتم إلغاؤهما بعد أزمة الانقسام، وللأسف استغل الاحتلال الانقسام ودمر البنية التحتية».

وأكد أن الموقف الفلسطيني الموحد هو رفض تأجيل موضوع الميناء والمطار، مشيراً إلى أن توجيهات الرئيس محمود عباس للوفد كانت واضحة بضرورة التمسك بتلك المطالب.

ونوه أبو شهلا، إلى أن الدور المصري كان شريكاً وليس وسيطاً، حيث رفض أي مساس بسلاح المقاومة بالرغم من المماطلة والتعنت الإسرائيلي الذي بدا واضحاً على مدار 12 يوماً من المفاوضات، مؤكداً أن الوفد الفلسطيني «لن يقبل أي تهاون في مطالب شعبنا العادلة».

زوارق إسرائيل

وبالتوازي، أطلقت زوارق حربية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، النار باتجاه مراكب صيادين فلسطينيين في شمال غزة. وزعم الناطق العسكري الإسرائيلي في بيان أنه جرى إطلاق النار باتجاه مراكب تجاوزت الخط المسموح لها بالصيد فيه، وأن سلاح البحرية أطلق النار في الهواء من أجل ردع الفلسطينيين.

وتعد منطقة الصيد عند شاطئ قطاع غزة واحدة من القضايا المطروحة في المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، حيث يطالب الوفد الفلسطيني بتوسيع منطقة الصيد أمام صيادي غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية ضدهم.

نتانياهو يتوعّد

وفي جديد المواقف، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لدى افتتاحه الجلسة الأسبوعية لحكومته، حركة حماس بأنها «ستتكبد المزيد من الضربات القاسية من جانب إسرائيل ما لم ينعم جميع مواطني الدولة بالهدوء والأمن».

وزعم أن الجيش الإسرائيلي «وجه ضربة قوية لحماس خلال العملية العسكرية في قطاع غزة طالت الأنفاق ومئات المخربين والقذائف الصاروخية التي أطلقت باتجاه الأراضي الإسرائيلية».

وقال: «لا يمكن لحماس أن تغطي على خسارتها العسكرية بإنجازات سياسية»، مضيفاً في مزاعمه أنه «تم إحباط عدة اعتداءات كانت حماس تخطط لارتكابها ضد إسرائيليين من البحر والجو والبر».

وأشار إلى أنه أصدر تعليماته إلى الوفد الإسرائيلي لمفاوضات القاهرة بالإصرار على ما أسماها الاحتياجات الأمنية لإسرائيل. وقال إن تل أبيب «لن تتوصل لأي اتفاق تهدئة طويل الأمد من دون رد واضح على هذه الاحتياجات».

«حماس» ترد

وردت حركة حماس بأن «الطريق الوحيد لأمن إسرائيل هو أن يشعر به الفلسطينيون أولاً وأن يرفع عنهم الحصار». وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري إن حديث نتانياهو عن انتصار في غزة «حديث مزعوم لمجرد الاستهلاك الإعلامي للتهرب من نقمة الإسرائيليين والتغطية على فشله».

وأضاف أنه «يكفي نتانياهو أن المئات من جنوده سقطوا بين قتيل وجريح وأسير، وأن عمليات المقاومة وصواريخها نجحت في ضرب العمق الصهيوني وفرض حصار جوي عليه». وقال أبو زهري: «نحن متمسكون بتحقيق المطالب الفلسطينية ولا تراجع عنها، وهذه المطالب حقوق إنسانية وليست بحاجة الى كل هذه المعركة والمفاوضات».

 

 

تمسك بالمطالب

أكدت القيادة الفلسطينية في ختام اجتماعها الليلة قبل الماضية المطالب التي يتم التباحث بشأنها في القاهرة مع الجانب الإسرائيلي من خلال الجانب المصري.

واعتبرت القيادة التي اجتمعت برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان أن «المطالب المحقة التي رفعها وفدنا بخصوص إنهاء الحصار لقطاع غزة وفتح المعابر وحرية الحركة لا تنفصل عن الهدف الوطني الأكبر والذي يتمثل في إنهاء الاحتلال.

وجدد عباس في بداية الاجتماع تمسكه بالمبادرة المصرية لوقف القتال في غزة.

جرافيك

Email