توصية أميركية بإنشاء مطار عسكري في أربيل.. وانتفاضة عشائرية ضد «داعش» في الأنبار

الاتحاد الأوروبي يوافق على تسليح كردستان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

فتح الاتحاد الأوروبي أمس الباب أمام الدول الأعضاء لتسليح إقليم كردستان بشكل مباشر حيث من المقرر أن تأتي دول شرق أوروبا في المقام الأول لأنها تمتلك ذخائر لأسلحة الأكراد منذ الحقبة السوفيتية.

ولا يُعرف بالضبط ما إذا كانت الأسلحة ستمر بالاتفاق مع الحكومة المركزية في بغداد أم بشكل مباشر لحكومة كردستان، غير أن الخطوة ستكون مكسباً إضافياً للأكراد في مسعاهم إلى الاستقلال خصوصاً في ظل توصية أميركية كشفت عنها قيادة البيشمركة بإنشاء مطار عسكري مشترك في أربيل.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار المعارك بين الإقليم ومسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية – داعش» الذين تعرضوا لغارات أميركية، وسط توارد أنباء عن إعدام «داعش» 100 إيزيدي على الأقل في جبل سنجار، في وقت دخلت الأنبار تحت الضوء مجدداً بعد شن 25 عشيرة حرباً عنيفة على «داعش» أسفرت عن خسائر كبيرة للتنظيم.

في التفاصيل، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على دعم تسليح الدول الأعضاء الرئيسية في الاتحاد للمقاتلين الأكراد في العراق وعبروا عن دعمهم للمساعدة العسكرية المباشرة التي قدمتها بعض الدول الأعضاء من بينها فرنسا.

موقف مشترك

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: «توصلنا إلى موقف مشترك يفيد في مضمونه ان الدول الأوروبية ترحب بأن بعض الدول ستلبي طلب قوات الأمن الكردية». وأضاف: «من غير الواضح بعد اي المعدات ستستخدم او هي ضرورية».

وأوضح شتاينماير أن دول شرق أوروبا تأتي في المقام الأول في مسألة توريد أسلحة، لأنها تمتلك ذخائر لأسلحة الأكراد منذ الحقبة السوفيتية.

وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة «فرانس برس» ان «هذه خطوة قوية وتبعث بالرسالة السياسية المطلوبة»، وذلك عقب اجتماع لوزراء خارجية الحلف استمر اكثر من ثلاث ساعات للتوصل إلى موافقة جماعية لشحن الأسلحة للقوات الكردية التي تقاتل مسلحي «الدولة الإسلامية».

بريطانيا والتشيك

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بروكسل ان بلاده «ستنظر بعين العطف تجاه أي طلبات بإمدادات الأسلحة».

ومن المحتمل أن تبدأ التشيك في توريد أسلحة خفيفة أو ذخائر إلى الأكراد نهاية أغسطس الجاري. وقال ناطق باسم الخارجية التشيكية في براغ إن هناك خيارين، أحدهما أن الحكومة التشيكية من الممكن أن توافق على صفقات سلاح تجارية مع الأكراد، والآخر أن تعطي أوامر بتوريد ذخائر من فوائض الجيش.

مطار عسكري

في السياق، كشفت وزارة البيشمركة، عن مشروع لإنشاء مطار عسكري في أربيل سيكون مشتركاً بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية وإقليم كردستان.

وقال مدير الإعلام والتوعية بديوان وزارة البيشمركة، العميد هلكورد حكمت، في تصريح صحافي، إن «الفريق العسكري الأميركي الموجود في الإقليم، والذي يتكون من 130 عسكرياً، وبعد انتهاء مهمة مراقبة الوضع في جبل سنجار، أعد تقريراً يتضمن توصية بإنشاء مطار عسكري في أربيل بالتعاون مع الحكومة العراقية واقليم كردستان والولايات المتحدة».

وفي موضوع تسليح قوات البيشمركة، قال العميد هلكورد حكمت: «حتى الآن أبدت سبع دول استعدادها لتزويد البيشمركة بالأسلحة وبيعها السلاح وهي الولايات المتحدة ، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وفنلندا، وإيطاليا، وكندا».

100 إيزيدي

ميدانياً، دمرت مقاتلات وطائرات بدون طيار تابعة للجيش الأميركي عربتين مسلحتين واخرى مصفحة تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» كما افادت القيادة العسكرية الأميركية التي تغطي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

في غضون ذلك، افاد سكان إيزيديون بأن عناصر الدولة الإسلامية قاموا بقتل نحو 100 رجل ايزيدي بسبب امتناعهم عن اعتناق الإسلام بعد مهلة كان المسلحون حددوها للايزيديين في مجمع كوجو جنوبي مدينة سنجار، فيما تم اعتقال النساء والأطفال واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

انتفاضة عشائر

من جهة أخرى، انضمت اكثر من 25 عشيرة سنية نافذة في مدينة الرمادي إلى القوات الأمنية العراقية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية والمجالس العسكرية المتحالفة معه، وتمكنوا من تحرير عدد من المدن والقرى، بحسب مصادر امنية وعشائرية.

ويأتي هذا التحرك بعد يوم واحد من اعلان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي التخلي عن الترشيح لولاية ثالثة، معلنا تأييده لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي.

وقال الشيخ عبد الجبار أبو ريشة وهو احد قادة ابناء العشائر التي تقاتل ضد عناصر الدولة الإسلامية: «انها ثورة عشائرية شاملة ضد قهر وظلم خوارج العصر».

وأوضح ان «هذه الثورة الشعبية تم الترتيب لها مع كل العشائر التي ترغب بقتال داعش الذي اراق دمائنا وهي نتاج الظلم الذي طال ابناء العشائر في محافظة الأنبار». وبدأت العشائر التي حصلت على دعم القوات الأمنية في الرمادي باقتحام عدد من معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة زنكورة والقرية العصرية والبو عساف، وتقع جميع المناطق شمال غرب المدينة.

عربات محترقة

وشاهد مراسل «فرانس برس» عدداً من سيارات تنظيم الدولة الإسلامية محترقة، فيما استولت العشائر على اعداد اخرى من سياراتهم وأسلحتهم.

واستهدفت العملية التي شاركت فيها عشائر نافذة وأبرزها عشائر البو جليب والبو ذياب، والبو علوان، والبو عساف، عناصر الدولة الإسلامية والمجالس العسكرية التي تتحالف معها، تحت مسمى ثوار العشائر.

من جانب اخر، تشكلت في مدينة القائم الواقعة على الحدود العراقية السورية «كتائب الحمزة» لقتال «الدولة الإسلامية». وتشكلت هذه الكتائب اول مرة في عام 2006 لمقاتلة تنظيم القاعدة، ضمن مشروع الصحوات الذي دعمه الجيش الأميركي.

ثوار العشائر مع البيشمركة

اعلن رئيس هيئة ثوار العراق عن تأييد ومساندة ثوار العشائر السنية لإقليم كردستان في حربه ضد الدولة الإسلامية (داعش)، مؤكداً أنهم جنود للقيادة السياسية الكردية في حربها ضد تنظيم داعش، وأنهم مستعدون لقتال التنظيم.

وقال رئيس هيئة ثوار العراق الشيخ رعد سليمان، في تصريح للموقع الإلكتروني للحزب الديمقراطي الكردستاني: «لن نقبل باعتداء أي فصيل من فصائل ثوار السنّة على إقليم كردستان والشعب الكردي، لأن كردستان لها موقف مشرف من الأحداث التي حصلت مؤخرا في العراق، وخاصة مع المهجرين من المحافظات المنتفضة».

Email