السيسي يثمّن مواقف خادم الحرمين تجاه مصر وشعبها

قمة جدة تتفق على مواجهة التشدد ودعم الوسطية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمخضت نتائج قمة جدة بين خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في جدة، عن اتفاق على توحيد الجهود المشتركة لمواجهة تيار التشدد الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط، من خلال العمل معاً للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية، ونشر قيم الإسلام الصحيحة الوسطية التي تنبذ العنف والتطرف والإرهاب، فيما ثمن السيسي مواقف خادم الحرمين تجاه مصر وشعبها.

وأكد بيان رسمي سعودي أن خادم الحرمين بحث والسيسي «مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية، وفي مقدمها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المبذولة لإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».

كما بحث الجانبان السعودي والمصري «آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات». وأضاف البيان: «في بداية الاستقبال رحب خادم الحرمين الشريفين بالرئيس المصري، متمنياً له طيب الإقامة في المملكة».

وأعرب السيسسي بدوره: «عن سروره بزيارة المملكة ولقائه الملك عبد الله بن عبد العزيز، مثمناً مواقف خادم الحرمين الشريفين الدائمة تجاه مصر وشعبها».

الوضع الفلسطيني

وبالتوازي، صرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية إيهاب بدوي بأن الجانبين عقدا جلسة مباحثات موسعة تم خلالها استعراض مجمل الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمها الوضع في غزة، وجهود التهدئة التي تبذلها مصر حقناً لدماء المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني، في إطار مبادرتها لتحقيق هدنة مستقرة يتم البناء عليها من خلال مفاوضات لاحقة.

وبما يتيح استئناف التفاوض حول الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ملفات متعددة

وأوضح بدوي أن اللقاء تضمن استعراض تطورات الأوضاع في العراق، في ضوء اتساع دائرة الإرهاب في المنطقة، وانعكاسات ذلك على الأوضاع العراقية بصفة خاصة، والإقليمية بصفة عامة. وتناول السيسي والملك عبد الله الأوضاع في كل من سوريا وليبيا وانعكاساتها على كل من مصر والسعودية والأمن القومي العربي.

قيم الإسلام

وأكد بدوي أن الجانبين اتفقا على العمل معاً للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية، وتحقيق حلم التكامل والتضامن وتعزيز العمل العربي المشترك، ونشر قيم الإسلام الصحيحة الوسطية، التي تنبذ العنف والتطرف والإرهاب، وبذل الجهود لتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام في العالم، والتي أضحت مرتبطة بالإرهاب والعنف بعد ما طالها من تشويه.

قلادة سعودية

وفي نهاية الاستقبال، قلد الملك عبد الله، الرئيس السيسي قلادة الملك عبد العزيز التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم، تكريماً له وللشعب المصري. وأعرب الرئيس المصري عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة، معرباً عن اعتزازه بهذا التكريم.

وتعتبر زيارة السيسي إلى السعودية الأولى منذ انتخابه رئيساً للبلاد، وهي ثالث زيارة خارجية له بعد زيارته الجزائر وغينيا الاستوائية في يونيو الماضي.

أهمية اللقاء

بدوره، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أهمية لقاء القمة السعودية-المصرية، مشيراً إلى أنها مفيدة لإصلاح الوضع العربي.

وقال في تصريح صحافي أمس، بمناسبة زيارة السيسي: «لا شك أن اللقاء بين قيادتي البلدين ضروري، في ظل ظروف الأمة العربية والإسلامية، حروب خارجية وتدخل من قوى خارجية، وفتن في الداخل، وخلافات بين الأمة العربية، بينما هي في أشد الحاجة إلى التضامن والتكاتف كوقفة رجل واحد لرد العداوات عنهم».

وأضاف: «طالما تلتقي القيادتان، فالأمل بالله كبير أن يكون لقاءهما وتشاورهما مفيداً في إصلاح الوضع في العالم العربي، ليتمكن من القيام بواجبه تجاه أشقائهم في فلسطين المظلومين والمنكوبين في سوريا، وهذه الفتنة التي وجدت الآن في العراق، والخلافات في ليبيا وكل العالم العربي، يتطلب العمل لإصلاح الوضع، فإذا كان هناك أمل، فالأمل بالله كبير في القادة».

وعن مبادرة الملك عبد الله لإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، قال وزير الخارجية السعودي: «البلدان متفقان في الأمر، وينسقان حتى يقوم هذا المركز ويكون فعالاً».

اهتمامات مشتركة

إلى ذلك، أكد وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، أن كل ما يهم مصر يهم المملكة، معرباً عن أمله أن ينبذ العالم العربي والعالم الإسلامي المشاكل الحاصلة.

قرقاش: اتفاق السعودية والإمارات صمام أمان

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تدوينة له على موقع «تويتر» أمس أن لقاء سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة مساء أول من أمس يأتي «في سياق التشاور الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين وتميز برؤية مشتركة تجاه المجريات الاقليمية».

وقال معاليه: «لا يخفى أن اتفاق السعودية والإمارات في هذه المرحلة المضطربة والحرجة صمام أمان واستقرار لكل المنطقة والتي عانت من التدخلات الخارجية».

وأردف معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن «تعزيز التعاون الإقليمي من خلال علاقات مميزة بين الرياض و أبوظبي هو لخير التوجه العقلاني المطلوب بعد أن عانينا من النفوذ الخارجي والتطرف».

وتابع: «أضيف بأن العلاقة الشخصية المميزة بين الامير سعود و الشيخ عبدالله تعزز أجواء الثقة والمصداقية التي تسعى السعودية والإمارات الي مأسستها».

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية إيهاب بدوي إن السيسي سيتوجه إلى روسيا اليوم في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها بالرئيس الروسي، حيث ستجري مباحثات بين الزعيمين، بشأن مجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة وليبيا.

وأضاف أن المباحثات المصرية الروسية ستتناول التداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية، إلى جانب الأوضاع في العراق، وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية، والأزمة السورية، وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها.

وأضاف بدوي أنه من المقرر أن يتطرق اللقاء كذلك إلى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي، وتكثيف التعاون في كل المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، لا سيما في ضوء حاجة المجتمع الدولي إلى جهد جماعي لدحره والقضاء عليه.

وأكد الناطق الرسمي أنه سيتم خلال اللقاء بحث سبل التعاون الثنائي وتنمية العلاقات بين الجانبين في المجالات كافة، في ضوء ما سبق أن أعلنه السيسي من حرص مصر على توسيع علاقاتها الدولية، والانتقال بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً مع جميع دول العالم الصديقة والمحبة للسلام التي تتشارك مع مصر قيم عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام كرامة الشعوب وإرادتها الوطنية الحرة.

وأوضح بدوي أنه سيتم إطلاع الجانب الروسي على التطورات السياسية والاقتصادية في مصر، خاصة ما يتعلق بالشقين الاقتصادي والاستثماري، إذ تعكف مصر على صياغة حزمة تشريعية جديدة لتحسين مناخ الاستثمار، وجذب الاستثمارات الأجنبية.

ومن بينها الاستثمارات الروسية التي سيكون مرحباً بها في مصر، فضلاً عن تطوير التعاون في المجال السياحي، بالنظر إلى كون روسيا من أكبر الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، وكذا التعاون الثقافي والعلمي والتكنولوجي.

غاز

قالت مصادر دبلوماسية وأمنية روسية رفيعة المستوى إنه، خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى روسيا اليوم، سيناقش الجانب المصري طرح استيراد الغاز الروسي المسال لتغطية الاحتياجات المصرية، كما سيطرح وزير الزراعة الروسي فيودوروف إمكانية استيراد المنتجات المصرية مرة أخرى.

Email