تقارير البيان

مساعٍ مصرية لمفاوضات عنوانها «لا غالب ولا مغلوب»

فلسطيني يجلس فوق ركام أبراج الندى أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة مرة أخرى مع دخول هدنة الـ72 ساعة الجديدة حيز التنفيذ، للبدء في مفاوضات «الفرصة الأخيرة»، كما أطلق عليها الوفد الفلسطيني الذي لم يبرح القاهرة منذ دخلها حاملاً المطالب الفلسطينية.

وتمثل الانطلاقة الجديدة للمفاوضات التي نجحت مصر في دفعها بصياغة لاقت قبولاً فلسطيناً وإسرائيلياً، سلاحاً ذا حدين قد يضع حداً للعدوان أو يفتح الباب على مصراعيه لانفجار غير مسبوق.

المناخ التفاوضي

وبصورة مفاجئة تغير المناخ التفاوضي بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بعد ساعات قليلة من إعلان المفاوضين الفلسطينيين نيتهم العودة إلى رام الله، ما لم يتسلموا رداً إسرائيلياً على مطالبهم.

ويقول الإعلامي والمحلل السياسي محمد دراغمة: «تغيّر المزاج التفاوضي في القاهرة بصورة كبيرة، وظهرت بوادر للتوصل إلى اتفاق وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب».

اتفاق الـ«لا خاسر»

وحول أسباب التغير، أوضح ضراغمة أن الوفد الفلسطيني أدرك أنه لا يستطيع أن يحقق كل ما يريده، بعد تجربة عدم تمديد التهدئة الجمعة الماضي، وهو الموقف الذي أسفر عن سقوط مزيد من الضحايا الفلسطينيين، ما أظهر بوضوح أن إسرائيل لن تقبل اتفاقاً تظهر فيه غزة منتصرة، وفي نفس الوقت لن تقبل غزة اتفاقاً تظهر فيه إسرائيل منتصرة، لذلك اتجه البحث نحو اتفاق لا خاسر فيه.

وعن حدود هذا التغير من جهة الوفد الفلسطيني أكد ضراغمة أن الجانب الفلسطيني يسعى إلى اتفاق يحقق ثلاثة أهداف: وقف شلال الدم في غزة، وإغاثة أهل غزة وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وفتح المعابر.

وأضاف: «يمكن للمتفاوضين تحقيق الهدفين الأول والثاني بسهولة لكن لا يمكنهم تحقيق الهدف الثالث كاملاً».

إشارات إيجابية

وعلى الرغم من ذلك، أشار ضراغمة إلى أن مصر أظهرت إشارات إيجابية للتغلب على عقبة الهدف الثالث لجهة فتح معبر تحت إدارة السلطة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، وفق ضوابط تراها مصر مهمة لأمنها القومي.

وفي متابعة لهذه النقطة المهمة في رفع الحصار، شكل الوفد الفلسطيني من بين أعضائه لجنة لتقديم خطة حول عمل معبر رفح بعد الحرب، تقدم لمصر في حال التوصل إلى اتفاق تهدئة دائم.

وأكد ضراغمة عقد الوفد الفلسطيني قبل وصول الوفد الإسرائيلي اجتماعاً خاصاً بعد الموافقة على تمديد وقف النار بحث فيه مستقبل الشراكة السياسية، وتطرق الاجتماع إلى ثلاثة بنود: تفعيل عمل حكومة الوفاق الوطني، وعقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير وتفعيله، والحدود والمعابر في غزة.

شراكة سياسية

وشدد ضراغمة على ما تبديه الأطراف المختلفة الفلسطينية الفلسطينية من جهة والفلسطينية المصرية من جهة أخرى من تفهم أكبر للشراكة السياسية في هذه المرحلة، بعد الحرب التدميرية التي تعرض لها قطاع غزة، إذ أدرك كل طرف أنه لا يمكنه العمل في غزة من دون شراكة وقبول من الطرف الآخر.

فحركة حماس لا يمكنها إعادة إعمار غزة وفتح المعابر من دون وجود السلطة في غزة. والسلطة لا يمكنها العمل في غزة من دون قبول «حماس». والجانبان لا يمكنهما تحقيق أي خطوة إلى الأمام من دون مباركة القاهرة.

هدنة حذرة

وأكدت مصادر لـ«البيان» وصول تعليمات جديدة للقيادة العسكرية الإسرائيلية للالتزام بالهدنة بحذر وتيقظ شديدين، والبقاء على استعداد تام لمواصلة «العلمية العسكرية»، على حد قول المصادر، فيما علمت «البيان» من مصادر إعلامية نشطة في الأوساط السياسية الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو «اعتبر التغير الجديد الذي طرأ والصياغة المصرية التي عاد الوفد الإسرائيلي إلى مصر بناء عليها إشارة إيجابية يمكن من خلالها التفاوض للوصول إلى اتفاق يحفظ له ماء وجهه ولا يظهره خاسراً، ويعينه على ما يبطن له خصومه في الساحة الإسرائيلية من نقد لاذع ومحاسبة».

 ورجحت المصادر وفقاً لهذه العوامل «النجاح في التوصل إلى اتفاق هذه المرة إذا صمدت التهدئة حتى نهاية الفترة المتفق عليها».

Email