تظاهرات ومواجهات يومية ومقاطعة للاحتلال وحملات دعم للقطاع

دماء غزّة تشعل نارالضفة وتعيد توجيه البوصلة

شاب فلسطيني يرجم جنود الاحتلال خلال مواجهات في الخليل أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع العدوان الدموي المحموم الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ الثامن من يوليو الماضي تشهد الضفة الغربية المحتلة حراكاً ميدانياً موازياً على أكثر من صعيد، بدءاً بالالتحام اليومي مع جنود الاحتلال على الحواجز وعند نقاط التماس وعلى أطراف المستوطنات مروراً بحملات جمع التبرعات المادية والعينية والدم لصالح غزة، وليس انتهاءً بحملات واسعة لمقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية.

تظاهرات ومواجهات

وتشهد الضفة حراكاً شعبياً ومواجهات يومية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة سقط خلالها أكثر من عشرين شهيداً آخرهم الطفل محمد عناتي (11 عاماً) الذي استشهد برصاص الاحتلال في مخيم الفوار قرب مدينة الخليل جنوب الضفة، والشاب أحمد القطري الذي استشهد على أطراف مستوطنة «بسغوت» القريبة من مدينة رام الله والشهيد نادر إدريس الذي سقط إثر مواجهات مع جنود الاحتلال في الخليل.

ورغم قمع الاحتلال ومحاولات الأجهزة الأمنية الفلسطينية منع التظاهرات إلا أن غالبية مدن الضفة وبلداتها وقراها تشهد تظاهرات يومية داعمة للقطاع وللمقاومة ورافضة للعدوان المستمر عليه، وتنظم التظاهرات خصوصاً بعد صلاة الجمعة في غالبية المناطق بعد أداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء.

الاستفراد بغزة

ويرى محللون سياسيون أن إسرائيل ليست معنية في الوقت الراهن بفتح جبهة الضفة من أجل الاستفراد بغزة ولأن غالبية الجنود المنتشرين في الضفة من الاحتياط وليس لديهم خبرة كافية في التعامل مع الوضع في حال تأزمه.

ويبرهن على ذلك أنه خلال مواجهات وقعت يوم الجمعة الماضي على مدخل قرية عابود إلى الشمال الغربي من رام الله أصيب فيها عدد من الشبان بالرصاص الحي في المناطق السفلى من الجسم مع أن الشهيد محمد عصفور سقط العام الماضي في المكان ذاته برصاصة في الرأس، كما يلاحظ أن إسرائيل لجمت مستوطنيها الذين تراجعت اعتداءاتهم على الفلسطينيين نسبياً بعد أوامر من جيش الاحتلال لمنع تدهور الموقف.

حملات الدعم لغزة

على الجانب الآخر، تنظم في جميع مدن الضفة وبلداتها وقراها، بلا استثناء، حملات دعم لغزة من خلال جمع التبرعات المادية والعينية إضافة إلى التبرع بالدم، حيث تقوم البلديات والمجالس المحلية والقروية بتنظيم هذه الحملات.

حيث تصدح مآذن المساجد وتجوب مركبات الشوارع لحث الفلسطينيين على التبرع لصالح غزة، ويتم يومياً إرسال عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات من المناطق الفلسطينية كافة إلى القطاع المحاصر عبر الهيئات الدولية.

وعلى سبيل المثال، يعمل أحد مراكز جمع التبرعات العينية في مدينة رام الله على مدار الساعة كخلية نحل، حيث يقوم شبان وشابات من المتطوعين باستقبال المساعدات وتغليفها وتجهيزها تمهيداً لإرسالها إلى القطاع، وينسحب الأمر على جميع مناطق الضفة الغربية ومدينة القدس والمناطق المحتلة عام 1948.

كما نظمت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية حملات للتبرع بالدم لصالح جرحى العدوان وشهدت إقبالاً كبيراً ولسان حال المتبرعين يقول: «دماؤنا فدى لغزة وأهلها».

مقاطعة منتجات الاحتلال

إلى ذلك، شهدت مناطق الضفة حملات غير مسبوقة لمقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية لاقت ترحيباً وتجاوباً من الغالبية العظمى من التجار ومحال بيع التجزئة والبقالات وانخرطت فيها كبرى الأسواق التجارية ومحال «السوبرماركت» التي أفرغت رفوفها من أي بضائع ومنتجات للاحتلال مثل شبكة «برافو» الشهيرة في رام الله.

وصاحب ذلك دعوات عبر وسائل الإعلام والنشرات والملصقات لحث الفلسطينيين على دعم هذا التوجه وتوضيح مدى تأثير ذلك على الاقتصاد الإسرائيلي الذي تكبد ملايين بل مليارات الدولارات جرّاء تلك الحملات.

وإثر ذلك أخذ متطوعون على عاتقهم متابعة هذا الأمر فتدخلوا لدى أصحاب المحلات التجارية واحداً تلو آخر لحثهم على الانخراط في مقاطعة الاحتلال وإفراغ متاجرهم من أي منتجات له، كما يقوم متطوعون آخرون باعتراض الشاحنات القادمة من مناطق الـ48 .

وتفتيشها لمنع إدخال أي منتجات إسرائيلية إلى الأسواق الفلسطينية، وأثمرت تلك الحملات مقاطعة واسعة للمنتجات الإسرائيلية بمقاطعة أي بقالات تتعامل بها والبحث عن بدائل لها ولمن يروج لها.

دعم المقاومة

فرض العدوان الإسرائيلي على غزة حالة من الوحدة الحقيقية في الشارع ما ألغى الانقسامات الحزبية بين الفلسطينيين ووحدهم خلف المقاومة وجعلهم يتغنون بإنجازاتها بعيداً عن بعض الأصوات النشاز والمأجورين.

ومثال ذلك أنه ما إن أعلنت المقاومة عن خطف الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون في 20 يوليو الماضي، حتى خرج الفلسطينيون من جميع الأطياف والألوان إلى الشوارع ووزعت الحلوى وانطلقت أبواق المركبات والألعاب النارية والمفرقعات والمسيرات العفوية ترحيباً.

Email