عزام الأحمد لـ«البيان »: لن نتنازل عن حقوقنا وهناك محاولات لتعزيز الانقسام

مباحثات القاهرة تسابق الزمن لتثبيت تهدئة غزة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت الساعات الأخيرة لهدنة الـ72 ساعة في قطاع غزة التي تنتهي صباح اليوم، تصعيداً سياسياً إعلامياً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في حين يسابق الوسطاء الزمن لتمديدها، مع إعلان أن إسرائيل قبلت التمديد في مقابل أن الفلسطينيين أكدوا أنه لم يتم أي اتفاق بهذا الشأن، في حين أكد رئيس وفد التفاوض الفلسطيني إلى القاهرة عزام الأحمد لـ«البيان» أنهم ينتظرون رداً نهائياً من الإسرائيليين بشأن المطالب الفلسطينية، مشدداً على أنه تم الدخول في مرحلة السباق مع الزمن، من أجل إنقاذ أطفال غزة «دون التنازل قيد أنملة عن حقوق الشعب الفلسطيني التي تتبناها القاهرة»، منوهاً بأن هنالك محاولات من أطراف لتعزيز الانقسام الفلسطيني.

واستأنف الوسطاء المصريون أمس عقد مباحثات منفصلة مع مبعوثين إسرائيليين وفلسطينيين للتوصل إلى هدنة دائمة في غزة، في وقت تضاربت الأنباء بشأن تمديد وقف إطلاق النار. وأعلن مسؤول إسرائيلي مساء أول من أمس موافقة بلاده على تمديد وقف إطلاق النار، المعمول به منذ الثلاثاء لثلاثة أيام في قطاع غزة، من دون شرط أو مهلة زمنية، لكن الفلسطينيين أكدوا أنه ليس هناك أي اتفاق بهذا الشأن، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه الطرفان مفاوضات في القاهرة لتثبيت التهدئة.

تدخل أميركي

في الأثناء، دخلت واشنطن على خط المفاوضات. وفور وصول المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط فرانك لوانستين أمس، التحق بالغرف المغلقة للمباحثات غير المباشرة حول وقف إطلاق النار. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه باشر لقاءات مع ممثلي الوفد الفلسطيني والوفد الإسرائيلي كل على حدة.

إلا أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الوفد الفلسطيني بالقاهرة عزام الأحمد، أكد لـ«البيان» خلال اتصال هاتفي أنه لا صحة للقاءات يجريها المبعوث الأميركي مع الوفد الفلسطيني، وقال «واشنطن تلتقي مع الوسيط المصري فقط، خاصة مدير المخابرات».

سباق مع الزمن

وأكد الأحمد أنه لا يوجد حتى وقت متأخر من ليل أمس أي جديد في شأن نتائج المفاوضات، وأكد «أن الوفد الفلسطيني الموحد ينتظر الرد على ورقة المطالب التي تقدم بها»، وأوضح «منذ أن سلّمنا ورقة المطالب الفلسطينية إلى الوسيط المصري الذي بدوره سلمها إلى الوفد الإسرائيلي الذي بدوره عاد إلى تل أبيب، ومن ثم قدم إلى القاهرة من جديد ومن ثم إلى تل أبيب، وفي انتظار عودته من أجل تسليم الرد».

وقال الأحمد لـ«البيان»: «نحن في سباق مع الزمن، من أجل إنقاذ أطفال غزة، ولكن بكبرياء ودون التنازل قيد أنملة عن مطالبنا التي تتبناها القاهرة كاملة، وهي حقوق للشعب الفلسطيني»، نافياً التقارير التي تحدثت عن تهديده بالانسحاب من رئاسة الوفد الفلسطيني. وكانت تقارير تحدثت عن أن الأحمد هدد بالانسحاب بسبب إصرار حركة حماس على بعض النقاط. وأضاف أن «القاهرة تتعامل مع وفد فلسطين، لكونه يمثل الشرعية الفلسطينية، ولا تتعامل مع وفد فصائل، كما تحاول بعض وسائل إعلام حزبية وإقليمية مساندة حزب بعينه من ضمن الوفد الموحد». وشدد على أن «هناك وسائل إعلام متآمرة، تعمل من أجل إبقاء الانقسام وتعزيزه»، وأضاف «لكننا نؤكد أننا موحدون، ولنا هنا كلمة واحدة»، مؤكداً هنا أن «حماس لها علاقة مباشرة بالمفاوضات منفردة».

وكانت وكالة الإسوشييتد برس نقلت عن مصدر أمني مصري أن حركة حماس متصلبة في مواقفها، ولفت المصدر إلى أن تصلب مواقف حركة حماس جاء بعد وصول وفدي الجهاد وحماس إلى القاهرة من غزة.

مطالب متعارضة

ويبدو أن مطالب الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني تتعارض تماماً، إذ إن إسرائيل تطالب بأن تضع حماس والمجموعات المسلحة الأخرى أسلحتها، وهو الأمر الذي ترفضه قطعياً «حماس».

وقال مسؤول مصري لدى سؤاله عما إذا كان من المرجح استمرار الهدنة بعد يوم الجمعة «المحادثات غير المباشرة مستمرة، ولا يزال أمامنا وقت لضمان هذا الأمر». وأضاف أن «أهداف مصر هي التوصل إلى استقرار الوضع، وتمديد الهدنة بموافقة الطرفين، وبدء المفاوضات تجاه عقد اتفاقية دائمة لوقف إطلاق النار، والتخفيف من القيود على الحدود». في حين أوضح مسؤول فلسطيني ضمن الوفد الموجود في القاهرة أن «أمامنا ساعات حاسمة في موضوع التوصل إلى تهدئة. إذا لم يكن هناك رد إسرائيلي وفق المبادرة المصرية التي تتضمن المطالب الفلسطينية، سيكون هناك عدة خيارات مفتوحة».

نزح سلاح المقاومة

في الأثناء، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس، في تصريحات صحافية، إن المفاوضات الجارية في القاهرة تهدف إلى نزع سلاح غزة وتحسين ظروف سكانها. وأوضح «يتفاوضون حالياً في القاهرة على جدول زمني لنزع سلاح غزة، وتحسين نوعية حياة سكانها بشكل جوهري، وتنفيذ هذه المهمة يحتاج إلى وقت، لكن المهم هو استمرار وقف إطلاق النار».

وقبل ذلك، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس أن قطاع غزة لا يمكن أن يبقى «على المدى البعيد، معزولاً عن العالم»، مؤكداً أن سكان القطاع بحاجة إلى أن يشعروا بوجود «أمل» بالمستقبل. ودعا أوباما إلى تثبيت التهدئة المؤقتة السارية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية. وقال إن «هدف الولايات المتحدة الآن هو ضمان استمرار وقف إطلاق النار، وتمكن غزة من الشروع في عملية إعادة الإعمار».

تظاهرات

شارك آلاف الفلسطينيين أمس في تظاهرة دعت إليها «حماس» في غزة، دعماً «للمقاومة وللوفد المفاوض» الذي يجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل في القاهرة. وفي كلمة في المسيرة، قال القيادي في «حماس» مشير المصري: «جاءت هذه الجماهير لتقول للوفد المفاوض لا تعودوا إلا بشروطنا، وتابع «نؤكد في موقف واحد أن الحرب لم تضع أوزارها بعد. مقاتلونا في الميدان, وما زالت صواريخنا موجهة إلى تل أبيب وأبعد من ذلك». أ.ف.ب

 ليبرمان يطالب بمفتشين أوروبيين لمراقبة حدود غزة

صرح وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في مقابلة مع صحيفة المانية امس انه يؤيد نشر «مفتشين اوروبيين» لمراقبة حدود قطاع غزة.

وقال ليبرمان «لا شرطيين ولا جنود. لكن على المانيا والاتحاد الاوروبي ارسال مفتشين الى غزة لمراقبة مبادلات الفلسطينيين مع الدول المجاورة».وذكر وزير الخارجية الاسرائيلي بان الاتحاد الاوروبي «فعل ذلك في الماضي على مركز رفح الحدودي» بين جنوب غزة ومصر، في اشارة الى مهمة بدأت في 2005 وعلقت في يونيو 2007 عند سيطرة «حماس» على غزة. ويدرس الاتحاد الاوروبي احياء هذه المهمة وتوسيعها لتشمل كل المعابر حول قطاع غزة.

مقترح أوروبي

في الأثناء كشفت صحيفة «هآرتس» امس أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قدمت مبادرة إلى إسرائيل تهدف إلى إعادة تأهيل قطاع غزة بإشراف أوروبي مقابل منع «حماس» وغيرها من الجماعات من إعادة التسلح. وأوضحت الصحيفة أن هذا المقترح الذي تقدمت به الدول الثلاث جاء استجابة لطلب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بنزع سلاح حماس خلال العملية على غزة. والتقى ثلاثة من كبار الدبلوماسيين الأوروبيين مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي كوهين في القدس أمس وسلموه وثيقة من ورقتين تتضمن مبادئ اتفاق دولي حول غزة.

مبادئ الوثيقة

ومن بين المبادئ التي تتضمنها الوثيقة : منع تسليح أو تعزيز قدرات «حماس» وغيرها في غزة، وإعادة تأهيل غزة بالتعاون مع المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية وإتاحة المجال لإيصال المساعدات الإنسانية، والتأسيس لآلية دولية لمنع دخول المواد المحظورة إلى القطاع وضمان عدم وصول مواد مثل الأسمنت والصلب إلى المقاومة وأنها تستخدم فقط في إعادة الإعمار. عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.

Email