البشمركة تجهّز لمهاجمة التنظيم المتطرّف والمالكي يوفّر سنداً جوّياً

«داعش» يقتل 67 إيزيدياً في قضاء سنجار

إزيديون يصلون إلى أربيل بعد سيطرة مسلّحي داعش على سنجار أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

في تطوّر أمني لافت قتل مسلّحو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» 67 إيزيدياً بعد السيطرة على قضاء سنجار شمالي الموصل وتفجير مزارين للطائفة، ما اضطر سكانها للصعود إلى قمّة الجبل، فيما تظاهر مئات الأكراد في أربيل والسليمانية مطالبين بإنقاذ «شعب سنجار» من أعمال العنف والتهجير التي تمارس بحقّه، وبينما تحضّر قوات البشمركة لهجوم مضاد ضد مقاتلي «داعش»، أمر نوري المالكي القوات الجويّة بمساندتهم في الهجوم.

وأفاد شهود عيان أمس أنّ «67 شاباً عراقياً ايزيديا قتلوا برصاص عناصر «داعش» وجرى تفجير مزارين للطائفة الايزيدية في قضاء سنجار شمالي الموصل».

وقال الشهود إنّ «عناصر الدولة الإسلامية ارتكبوا مجزرة بشرية بحق الشباب الايزيديين بعد رفضهم طلب المسلّحين إعلان إسلامهم وتغيير ديانتهم والدخول في الإسلام، حيث تمّ قتل 67 شاباً في مجمع «سيبا» بعد احتجازهم من قبل العناصر المسلّحة وسط قضاء سنجار»، مشيرين إلى اقتحام المسلّحين المباني والمصارف والجمعيات الحكومية وغيرها من الدوائر الخدمية وسرقة الأموال وأغلب احتياجات الأهالي في القضاء.

تفجير مزارين

وأضاف الشهود أنّ «المسلّحين فجروا مزار «ئامادين» ومزار «لامريين» المقدّسين لدى الطائفة الايزيدية والموجودين أسفل جبل سنجار، ويحاولون تفجير المزارات الأخرى التابعة للطائفة الايزيدية في أعلى جبل سنجار بعد إنذارهم الأهالي بالإخلاء من أجل تفجيرها.

تظاهرات أكراد

وفي السياق، خرج المئات من الأكراد العراقيين، أمس، في تظاهرات حاشدة في مدينتي أربيل والسليمانية للمطالبة بإنقاذ شعب سنجار من أعمال العنف والتهجير التي تقوم بها الدولة الإسلامية. وتجمّع المتظاهرون أمام مبنى البرلمان في أربيل، فيما تجمّع آخرون أمام المباني الحكومية في مدينة السليمانية وهم يهتفون بشعارات تطالب بإنقاذ الإيزيديين الذين يتعرّضون لمعاناة خطيرة جراء قيام الدولة الإسلامية بالسيطرة على قضاء سنجار، ما اضطرهم للصعود إلى قمة «جبل سنجار».

هجوم مضاد

إلى ذلك، قال مسؤولون أكراد كبار، أمس، إنّ «قوات البشمركة الكردية تعتزم شن هجوم مضاد ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في شمال العراق». وصرّح أحد المسؤولين أنّ «الأكراد يطلبون الآن عدداً أكبر من المقاتلين للتصدّي للمتشدّدين». بدوره، أمر نوري المالكي القوات الجويّة العراقية بمساندة البشمركة في حربها ضد «داعش».

وقال الفريق قاسم عطا الناطق باسم القوات المسلحة العراقية لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي أصدر أوامر لقيادتي القوة الجوية وطيران الجيش لإسناد قوات البشمركة ضد عصابات داعش الإرهابية».

قصف طيران

على صعيد متصل، أكّدت مصادر أمنية وشهود عيان أنّ «18 شخصا قتلوا غالبيتهم من عناصر الدولة الإسلامية، وأصيب ثلاثة من المدنيين في قصف للطيران العراقي استهدف مكانين منفصلين غربي كركوك».

وأوضحت المصادر أنّ «طائرات مقاتلة استهدفت منزلين بحي حطين في قضاء الحويجة غربي كركوك، ما أدى إلى مقتل سيدتين وثلاثة أطفال ورجل وإصابة ثلاثة مدنيين من عائلتين تمّ نقلهم إلى مستشفى القضاء لتلقّي العلاج». ووفق المصادر ذاتها تمكّنت طائرات مقاتلة من قتل 12 من عناصر الدولة الإسلامية بعد قصف مبنى محكمة قضاء الحويجة والتي يتحصّن فيها المسلّحون.

اقتحام تكريت

في الأثناء، اقتحم الأمن العراقي والمتطوعون مدينة تكريت من ثلاثة محاور رئيسية لتطهيرها من إرهابيي «داعش». وقال مصدر أمني، إنّ «قوات أمنية تابعة للجيش والشرطة ومتطوّعي الحشد الشعبي اقتحموا المدينة من البوابة الداخلية ومدخل ديوان المحافظة ومئة دار لتطهيرها من الإرهابيين، مضيفاً أنّ «طيران الجيش قصف عدداً من معاقل الإرهابيين في القصور الرئاسية وعدد من منازل أعضاء مجلس النواب، فضلاً عن بعض الدوائر والمؤسّسات الحكومية». وأشار المصدر إلى أنّ «اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوى الأمنية ومسلّحي «داعش» عند مدخل المدينة.

اختطاف قاض

ذكر شهود عيان، أمس، أنّ «عناصر الدولة الإسلامية اقتحموا منزل قاضي تحقيق في محكمة الحويجة واقتادوه إلى جهة مجهولة غربي مدينة كركوك»، مضيفين أنّ «المسلّحين اختطفوا القاضي صباح سليمان بعد مداهمة منزله في قرية «سليمان الغرب» في قضاء الحويجة غربي كركوك ولايزال مصيره مجهولاً». ولفت الشهود إلى أنّ «القاضي المختطف معروف بنزاهته وتطبيقه للقانون وكان يحقّق في قضايا الإرهاب دون تردّد».

وينتمي القاضي المختطف الى عشيرة الصكر من قبيلة الجبور، إذ يشغل أغلب أفراد عشيرته المناصب المهمّة في قضاء الحويجة ومحافظة كركوك أبرزها نائب المحافظ والقائمقام في القضاء سبهان الجبوري وقيادة الصحوة وأعضاء البرلمان السابقين عن محافظة كركوك.

Email