إرهاب إسرائيل يحصد 70 شهيداً في رفح

أنهى الاحتلال الإسرائيلي التهدئة الانسانية التي أعلنت في قطاع غزة بعد ساعتين من سريانها صباح أمس واستأنف عدوانه الدموي الذي أسفر عن استشهاد 113 فلسطينياً من بينهم نحو 70 في مجزرة برفح، فيما تمكنت المقاومة قبل سريان الهدنة المجهضة من أسر ضابط إسرائيلي وقتل جنديين أثناء محاولة الاحتلال التوغل في القطاع، وسط مزاعم من دول في مقدمتها أميركا على تحميل الفلسطينيين مسؤولية انهيار الهدنة في انحياز فاضح لإسرائيل.

وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، عن استشهاد 94 فلسطينياً في قصف اسرائيلي على مدن غزة وخان يونس ورفح فيما انتشلت طواقم الاسعاف جثامين 28 شهيدا في كل من غزة ورفح وخان يونس وبيت لاهيا، كما استشهد شاب في قصف مدفعي طال حي الشجاعية بمدينة غزة، ما يرفع عدد شهداء اليوم الـ25 للعدوان إلى 113 وارتفاع عدد الشهداء منذ بداية العدوان الى 1569 شهيدا وأكثر من ثمانية آلاف جريح.

ووقعت المجزرة الأكبر في مدينة رفح حيث اكدت مصادر طبية وشهود عيان ان جيش الاحتلال نفذ مجزرة رهيبة وان اكثر من 70 شهيدا سقطوا في محرقة برية وجوية في كافة احياء المدينة فيما قصفت الطائرات مبنى السوق التجاري الرئيسي في رفح. وسقط بقية الشهداء خلال عمليات قصف في مناطق متفرقة من القطاع.

موقف الفصائل

في الأثناء، اتهمت فصائل المقاومة اسرائيل بانها خرقت التهدئة الانسانية التي انهارت بعد ساعات على اعلانها.

وقالت كتائب عز الدين القسام في بيان صحافي: «العدو يدعي كذباً أن المقاومة هي من خرقت التهدئة».

واوضح البيان: «نحن نؤكد أنه وعلى مدى الأيام العشرين الماضية لم يكن هناك تواجد لأي جندي صهيوني في المنطقة الشرقية لرفح، إلا أنه وبعد الإعلان عن التوصل لاتفاق تهدئة فإن العدو بدأ بالتحرك في تلك المنطقة، وتوغل صباحاً شرق رفح مسافة كيلومترين ونصف الكيلومتر».

واضاف: «أمام هذا التقدم الصهيوني قام مجاهدونا في تمام الساعة 07:00 صباحا (قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ في الساعة الثامنة) بالاشتباك مع القوات المتوغلة وأوقعوا في صفوفهم عددا كبيرا من من القتلى والجرحى».

وقال الناطق باسم حماس، فوزي برهوم، في بيان صحافي ان «الاحتلال الاسرائيلي هو الذي خرق التهدئة والمقاومة الفلسطينية تعاملت وفق التفاهمات التي تعطيها حق الدفاع عن النفس». وتابع: «العالم كله الآن مطالب بالتدخل العاجل لوقف ما يجري من مجازر بحق اهلنا».

وفي القاهرة، قال نائب المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق ان «اي عملية تمت، جرى تنفيذها قبل بداية وقف اطلاق النار». وافاد ابو مرزوق بان اي اعلان عن خطف جنود لا بد ان يتم عن طريق الجناح العسكري لحماس (كتائب عز الدين القسام)، لكنه لم ينف ان مسلحي حماس خطفوا الجندي. واشار الى ان المقاومة لا تزال ترغب في الالتزام بهدنة الـ72 ساعة اذا ما التزمت اسرائيل بها.

أسر جندي

في غضون ذلك، أعلن الجيش الاسرائيلي عن مقتل اثنين من جنوده واسم ضابط صف يرجح أسره بأيدي المقاومة التي أكدت ان العملية تمت قبل سريان الهدنة المجهضة إسرائيلياً.

وبعد خطف الجندي الفرنسي الاسرائيلي جلعاد شاليط في يونيو 2006، نفذت اسرائيل هجمات استمرت خمسة اشهر في قطاع غزة. وافرج عن الجندي في اكتوبر 2011 في مقابل الف سجين فلسطيني.

واكد جيش الاحتلال في بيان: «تعرضت القوات المسلحة الاسرائيلية لهجوم فيما كانت تدمر نفقا في منطقة رفح». وقال ان العسكري الأسير هو ضابط صف يدعى هدار غولدن وعمره 23 عاما.

قبيل الهدنة

وقبل بدء العمل بالتهدئة، اعلن الجيش الاسرائيلي مقتل خمسة من جنوده مساء أول من أمس بقذائف اطلقها فلسطينيون على الجانب الآخر من الحدود، وبذلك يرتفع قتلى الاحتلال إلى سبعة جنود خلال 24 ساعة.

تلقف رواية الاحتلال

وتلقفت الولايات المتحدة الرواية الاسرائيلية متهمة المقاومة الفلسطينية بخرق التهدئة، وحذا الأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون حذو الأميركيين، واتهم الفلسطينيين بالخرق، متجاهلاً المجزرة البشعة في رفح.

ودعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري - بدافع الخوف من تصاعد أعمال العنف في قطاع غزة - تركيا وقطر الى استخدام نفوذهما في تحقيق الافراج عن الجندي الاسرائيلي. واتصل كيري بوزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على الفور بعد أن أبلغه أحد مساعديه اثناء رحلة العودة من زيارة للهند بتقارير أشارت الى خطف الجندي الاسرائيلي ومقتل جنديين.

تمويل أميركي

أقر مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع تخصيص 225 مليون دولار كتمويل عاجل لمنظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي في إسرائيل. وكانت نسخة سابقة من خطة التمويل قد رفضت أمس عندما أعاق الجمهوريون في مجلس الشيوخ مشروع قانون أوسع للانفاق يهدف إلى توفير الأموال لمواجهة أزمة الهجرة الحالية على الحدود الأميركية المكسيكية.

تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز