تقارير البيان

أخطاء تكتيكية في مواجهة الإرهاب وراء استقالة رئيس أركان الجيش التونسي

المرزوقي مستقبلاً الحامديالبيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

أثارت استقالة رئيس أركان الجيش التونسي محمد الصالح الحامدي جدلاً واسعاً في تونس منذ انتشار خبرها على مواقع التواصل الاجتماعي ثم تكذيبها من قبل وزارة الدفاع إلى حين تأكيدها، ويرجع المراقبون اهتمام الشارع التونسي بالحدث إلى طبيعة التحديات التي يواجهها الجيش التونسي في معركته مع الجماعات المسلحة وإلى مستجدات الوضع الليبي وتأثيراته على حدود البلاد الجنوبية والجنوبية الشرقية، كذلك لأن استقالة الحامدي جاءت بعد عام واحد من تكليفه بمهمة رئاسة أركان جيش البر عوضا عن سلفه المستقيل رشيد عمار.

وأعلنت وزارة الدفاع التونسية أول من أمس أنه تبعا لما تمّ تداوله في وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية من أخبار مفادها استقالة رئيس أركان جيش البرّ، «إنّ وزارة الدفاع الوطني توضّح أنّ أمير اللواء محمد الصالح حامدي قدّم استقالته بتاريخ 23 يوليو 2014 لأسباب شخصية وقد تمّ قبولها». هذا ويتولى رئيس الأركان تسيير جيش البرّ إلى حين سدّ الشاغر الحاصل وذلك، باقتراح من وزير الدفاع الوطني، وبالتوافق بين الرئيس المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة طبقا لأحكام التنظيم المؤقت للسلطة العمومية.

الجزائر تكشف

في الاثناء كشف راديو «موزاييك » التونسي نقلاً عن مصادر جديرة بالثقة على حد تعبيره أن استقالة الجنرال الحامدي أتت مباشرة بعد الزيارة التي أداها رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة إلى تبسة الجزائرية حيث التقى الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال وقيادات أمنية وعسكرية جزائرية. وكانت زيارة جمعة إلى الجزائر والمعلومات التي تحصل عليها من هناك بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس حول مدى تمكن الجنرال محمد صالح الحامدي من حسن تسيير الفيالق العسكرية لجيش البر.

وحسب المصدر ذاته فإن الجانب التونسي فوجئ خلال هذا اللقاء بغياب أي شكل من أشكال المطالبة من قبل جيش البر بتقديم المساعدة الاستخباراتية الجزائرية لفائدة تونس في حربها ضد الإرهاب ومطاردة المجموعات الإرهابية المتواجدة في الشعانبي، فضلاً عن عدم وجود أي تنسيق من الجانب التونسي.

أخطاء عسكرية

كما توجد دوافع أخرى جعلت الجنرال الحامدي يتنحى عن منصب رئاسة أركان جيش البر والمتمثلة أساسا في بعض الأخطاء التكتيكية العسكرية في مواجهة الإرهاب ويشار في هذا السياق إلى أن تدخل جيش البر لملاحقة الإرهابيين ونجدة الجنود عقب الهجوم الإرهابي بالشعانبي في 16 يوليو والذي خلف 15 قتيلا، لم يكن في الوقت المطلوب بل كان بعد ساعات من الهجوم إلى جانب أخطاء التمركز وضعف التغطية والإرشاد.

تفادي هجوم

كما أن الهجوم الإرهابي الذي جد يوم 26 يوليو 2014 في مسالك جبال ورغة بولاية الكاف وراح ضحيته قتيلان من عناصر الجيش كان بالإمكان تفاديه لو تم استخدام سيارات الهامر الجديدة المزودة بمدفعيات اقتنتها وزارة الدفاع مؤخرا، إلى جانب غياب التغطية اللازمة لتنقلات العسكريين. أضف إلى ذلك تحرك جيش البر لتعقب المجموعة الإرهابية بجبال سمامة عقب العملية التي نفذها الثلاثاء الماضي جيش الطيران لم يكن في الوقت المطلوب للقبض على الإرهابيين قبل اختبائهم في الشعاب الجبلية رغم إصابة البعض منهم.

قبول استقالة

قبل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أمس استقالة قائد جيش البر محمد صالح الحامدي، وقالت مؤسسة الرئاسة إن المرزوقي «عبّر للحامدي عن أسفه الشديد لتمسّكه بهذه الاستقالة وشكر له كل المجهودات التي بذلها منذ تعيينه وعبّر له عن ثقته فيه وفي كل قيادات الجيش الذي كلّف وفي أصعب الظروف بمواجهة عصابات إرهابية ترمي لبثّ الخوف والفوضى وإعطاء الذرائع لتأجيل الانتخابات ومن ثمّ لإفشال المرحلة الانتقالية وضرب مشروعنا لبناء دولة ديمقراطية ومجتمع تعدّدي».

Email