80% من سكان غزة بلا مساعدات و«الأونروا» تطالب بتحقيق في الهجمات

الأمم المتحدة تندد بتحدي إسرائيل القانون الدولي

فلسطينيان يجمعان أشلاء ضحايا قصف مدرسة «الأونروا» أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

(جرافيك)

 

تواصلت أمس ردود الفعل الدولية التي تدين ممارسات الاحتلال الوحشية في قطاع غزة، حيث نددت الامم المتحدة بـ«التحدي المتعمد» للقانون الدولي من جانب اسرائيل في عدوانها على القطاع، واعلنت أن 80 ٪ من سكانه بلا مساعدات ، فيما استمرت الولايات المتحدة على دأب سياسة المعايير المزدوجة بإدانتها قصف مدرسة «الأونروا» وإعلانها تزويد تل ابيب بذخائر إضافية، في حين طالبت «الأونروا» بالتحقيق في الهجمات الإسرائلية.

ونددت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي خلال اخر مؤتمر صحافي لها في جنيف قبل انتهاء ولايتها التي استمرت ستة أعوام بالهجمات على المنازل والمدارس والمستشفيات ومنشآت الامم المتحدة في غزة، قائلة امام الصحافيين: «لا شيء من هذه الامور يبدو لي عرضيا، يبدو وكانه تحدٍّ متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على اسرائيل».

واضافت: «مما لا شك فيه انه تم تجاهل مبادئ التكافؤ والاحتياط من جانب اسرائيل». وتابعت: «لا يمكننا التسامح مع هذا الافلات من العقاب».

مجلس الأمن

وفي سياق متصل، دعا الاردن بصفته العضو غير الدائم في مجلس الأمن، باسم المجموعة العربية، إلى جلسة إيجاز لمناقشة الاوضاع في غزة تبعها جلسة مشاورات مغلقة بحضور أعضاء المجلس فقط.

ولفتت منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري آموس في كلمة الى انه «ليس هناك مكان في غزة بمأمن من اي اعتداء»، مشيرة الى انه «بموجب القانون الدولي، فان طواقم الامم المتحدة ومنشأتها يجب ان تحظى بالحماية». واعلنت اموس ان «24 منشأة طبية تعرضت للتدمير ومعظم القطاع من دون كهرباء»، مشيرة الى ان «أكثر من 80 في المئة من سكان غزة لا تصلهم المساعدات».

ورأت انه «يجب التمييز بين الاهداف العسكرية والمدنيين».

بدوره، شدد المفوض العام للأونروا بيير كارينبول على انه «يجب أن يجري تحقيق في الهجمات الإسرائيلية»، مشيرا الى ان «ملاجئ عدة للأونروا تعرضت للقصف الإسرائيلي»، ومطالباً بـ«حماية عاجلة».

وخلال جلسة مجلس الامن، أعرب كارينبول عن اعتقاده بان سكان غزة «يواجهون وضعا صعبا للغاية وباتوا على حافة الهاوية»، مضيفاً انه «في حال تواصل هذا العنف، فعلى اسرائيل تحمل السؤولية المباشرة امام هؤلاء الاشخاص ويجب أن يجري تحقيق في الهجمات الإسرائيلية».

وتابع ان «هناك استهداف للجيش الإسرائيلي لأماكن المدنيين»، داعياً إلى «رفع الحصار عن غزة». ورأى كارينبول انه «ليس هناك مبرر لاستهداف مقرات الأونروا من قبل إسرائيل»، مشيرا الى ان «أكثر من 220 ألف نازح في منشآت الوكالة».

إدانة وذخائر

وبالتوازي، أكدت الولايات المتحدة انها زودت إسرائيل بكميات جديدة من الذخائر، بعد ساعات من تشديد لهجتها اخيرا وادانة قصف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت نائبة الناطقة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف: «بالطبع لا شيء يبرر قتل ابرياء مدنيين لجأوا الى مركز للامم المتحدة»، في تصريحات هي الاشد لهجة من قبل الاميركيين منذ بدء العدوان في 8 يوليو. وقالت ان «فلسطينيين ابرياء لجأوا الى هذه المدرسة يجب الا يطالهم القصف او ان يتعرضوا لهجوم».

على الطرف المقابل، اكد الناطق باسم «البنتاغون» جون كيربي ان «الجيش الاسرائيلي طلب ذخائر اضافية لتخزينها في 20 يوليو بسبب انخفاض مخزوناته»، وان وزارة الدفاع الأميركية وافقت على الطلب «بعد ثلاثة ايام من ذلك».

وصرح كيربي ان «الولايات المتحدة ملتزمة بضمان امن اسرائيل، وانه لأمر حاسم للمصالح القومية الاميركية مساعدة اسرائيل على ان تطور وتحافظ على قدرة قوية وفعالة في مجال الدفاع عن النفس»، على حد تعبيره. واوضح ان «قسما من هذه الذخائر مصدره مخزون احتياطي يحتفظ به الجيش الاميركي على الاراضي الاسرائيلية لكي يستخدمه عند الضرورة، وهو بقيمة حوالى مليار دولار».

لجان تحقيق

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الاسرائيلية أن قادة كباراً في الجيش الإسرائيلي عليهم الاستعداد للجان تحقيق سيتم تشكيلها لاحقا بعد انتهاء العملية العسكرية على قطاع غزة بسبب حالة الاستهتار وتعاظم الاخفاقات في الحرب والمواجهة مع المقاومة الفلسطينية على حدود قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة أن «من يستمع للقادة الكبار خلال اليومين الماضيين يشعر بأنهم بدأوا يتحدثون عن لجان التحقيق التي سيتم تشكيلها لاحقا حول قضية الأنفاق وأيضا حول الانجازات المحدودة التي حققها الجيش في العملية العسكرية منذ بدئها، وفي أعقاب الفشل في حادثة ناحل عوز التي كان من المفترض أن تنتهي بصورة مغايرة عن الفضيحة التي منيت بها القوة العسكرية التي استدعيت خصيصا من مدرسة إعداد القادة لمواجهة عمليات التسلل».

كندا و«حماس»

واصل رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر تحميل حركة حماس مسؤولية عمليات القصف في قطاع غزة وسقوط القتلى، بخلاف تنديد المجتمع الدولي بسقوط الضحايا المدنيين في صفوف الفلسطينيين.

وقال هاربر بعد استشهاد 16 فلسطينيا في قصف تعرضت له مدرسة «الأونروا»: «بالتاكيد، لا احد يهوى رؤية معاناة وسقوط ضحايا مدنيين كما حصل». واضاف: «اذ نقول ذلك، نحمل منظمة حماس الارهابية المسؤولية». أوتاوا- أ.ف.ب

تنديد إيطالي

أدانت رئيسة مجلس النواب الايطالي لاورا بولدريني استهداف الجيش الإسرائيلي للأطفال والمدنيين الفلسطينيين باعتباره «انتهاكا صارخا للقانون الدولي». وقالت بولدريني إن اسرائيل «ترتكب قتلا غير مبرر وتمزق القانون الدولي والحقوق الانسانية». روما- كونا

Email