متظاهرون يقطعون الطريق المؤدي إلى منزل هادي

احتجاجات الوقود تهدد حكومة الوفاق اليمنية

دخان حرائق الاحتجاجات ضد رفع أسعار الوقود يغطي سماء صنعاء إي.بي.أيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

استخدمت الشرطة اليمنية وقوات الحماية الرئاسية الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المحتجين على قرار رفع أسعار الوقود وأغلقوا الشارع الذي يؤدي إلى منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، وسط ترجيحات بأن تستمر الاحتجاجات في ظل انعكاس قرار رفع أسعار الوقد على قطاعات أخرى، وسط مطالب من اليساريين بانسحاب الاشتراكيين من حكومة الوفاق الوطني.

وقال الناشط الشبابي محمد سعيد الشرعبي: إن القوات الحكومية استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والهراوات في تفريق المئات من الشباب كانوا يريدون الوصول الى امام منزل الرئيس هادي للاحتجاج على قرار رفعه اسعار المشتقات النفطية.

وكانت الشرطة فرّقت تظاهرات أخرى في شارع هائل وشارع الرباط شارك فيها العشرات من الشبان الذين اغلقوا الطرقات بالحجارة والاطارات المحترقة لليوم الثاني على التوالي. كما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على مواطنين غاضبين على ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في شارعي خولان وتعز شرق المدينة.

وقال شهود عيان: إنّ مصادمات عنيفة جرت بين المحتجين وقوات الامن التي أطلقت الرصاص الحي قبل أن تقوم بمطاردتهم في الشوارع الــفرعية والقريبة من شارع خولان واعتــقلت عددا منـــهم. وقطع المحتجون في وقت سابق شوارع القاهرة والرباط وخولان والمطار، وعدد من الشوارع الأخرى بالحجارة والإطارات المشتعلة.

انتقادات لـ«التكتل»

وتعرض تكتل اللقاء المشترك الذي يرأس الحكومة لانتقادات شديدة من النشطاء والكتاب بسبب ازدواجية مواقفه من هذه الإجراءات حيث تعهد في السابق بعدم إقرار هذه الزيادة الكبيرة في أسعار المشتقات النفطية وكان يقود التظاهرات ضد مثل هذه الخطوة أيام حكم الرئيس السابق.

وانتقد نشطاء اليسار بشدة صمت الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري تجاه الزيادة وعدم انحيازهما للفقراء وطالبوا الحزبين بالخروج من حكومة الوفاق الوطني وحملوا رئيس الحكومة محمد سالم باسندوه المسؤولية عن القرار واستمرار تفشي الفساد في أجهزة الحكومة.

وفي مسعى لامتصاص الغضب الشعبي، قالت الحكومة اليمنية بأنها ستقوم بزيادة رواتب الموظفين كما ستقوم أيضا بزيادة مستحقات الضمان الاجتماعي بنسبة 50 في المئة، وستقوم أيضا بحزمة من الإصلاحات للحد من تأثيرات خفض دعم المشتقات النفطية على الفقراء ومحدودي الدخل.

الرواية الرسمية

في السياق، وزعت اللجنة الأمنية العليا بيانا قالت فيه إنه وعقب اتخاذ الحكومة بالإجماع قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية «قامت عناصر مندسة في مجاميع من الشباب والأطفال المغرر بهم بأعمال شغب وإحراق للإطارات في شوارع وأحياء أمانة العاصمة نتج عنها وفاة امرأة وجرح شخص آخر».

وبررت اللجنة في بيانها قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية بأنه أثقل كاهل الموازنة العامة للدولة لصالح حفنة من المهربين والمخربين ولم تستفد منه الغالبية العظمى من الموطنين، وقالت انه جاء في إطار إقرار الحكومة وبالإجماع لحزمة من الإصلاحات المالية والإدارية والاقتصادية، ومنها قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وحذر من أنه لو استمر الدعم لكانت له نتائج سلبية على سعر العملة الوطنية وانعكاسات مضرة وكبيرة على الحياة المعيشية للمواطنين.

وأضافت: «كان هذا الإجراء ضرورة ملحة لتفادي انهيار الاقتصاد الوطني، وهو ما أجمع عليه كل أعضاء حكومة الوفاق الوطني والأحزاب السياسية المشاركة فيها».

اللجنة طلبا من كافة المواطنين عدم الانجرار وراء أي دعوات تحريضية ضيقة هدفها المساس بأمن واستقرار الوطن ومضاعفة معاناة المواطنين الطامحين لبناء الدولة اليمنية الحديثة الموحدة والآمنة والمستقرة. وهددت اللجنة في بيانها بأن الأجهزة العسكرية والأمنية لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة تجاه من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة.

أسعار المواصلات

ارتفعت أسعار المواصلات في العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المحافظات اليمنية أمس بنسب تصل إلى 100 في المئة بعد ارتفاع أسعار المشتقات النفطية إلى الضعف تقريبا مع خفض الدعم الحكومي لهذه المشتقات.

وفي الوقت نفسه توفرت المشتقات في جميع محطات البيع في العاصمة وبقية المحافظات وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من المواطنين كون المشتقات النفطية لم تكن متوفرة بهذه الصورة قبل قرابة اليومين.

 وعن ارتفاع أسعار المواصلات في العاصمة صنعاء قال أحد سائقي الحافلات في العاصمة عاطف الجبري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه رفع سعر المواصلات -كغيره من سائقي الحافلات- من 50 ريالا إلى 100 ريال للراكب، وذلك لأن سعر لتر الديزل (السولار) ارتفع من 100 إلى 195 ريال أي قرابة الضعف. صنعاء- د.ب.أ

Email