إجلاء رعايا فرنسيين وبريطانيين وتونس تخّطط لإغلاق الحدود

اكتشاف عشرات الجثث في بنغازي

أجزاء من حطام طائرة حربية حكومية تحطّمت إثر القتال الضاري في بنغازي رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

بينما يستمر لهيب المعارك في ليبيا، أُعلن أمس عن العثور على 75 جثة في مدينة بنغازي، فيما شرعت فرنسا في إجلاء رعاياها ورعايا بريطانيين بعد قرارها إغلاق السفارة مؤقّتاً، فيما تخطّط الجارة تونس لإغلاق حدودها مع ليبيا حال تدهور الوضع الأمني لمنع انتقال الشرر إلى داخل أراضيها.

وذكر الهلال الأحمر الليبي ومصادر طبية أمس أنه عثر على ما لا يقل عن 75 جثة معظمها لجنود في مدينة بنغازي في شرق ليبيا بعد يومين من القتال الذي اجتاح خلاله مقاتلون إسلاميون ورجال ميليشيا متحالفون معهم قاعدة للجيش. وعثر الهلال الأحمر الليبي على أكثر من 50 جثة داخل القاعدة التي تخلت عنها القوات الخاصة.

وقال محمد المصراتي من الهلال الأحمر الليبي إنهم يحاولون انتشال الجثث من القاعدة.

وقالت مصادر في مستشفيات بالمدينة إنهم تسلموا 25 جثة أخرى.

استمرار الحريق

في السياق، أكّد الناطق باسم الحكومة الليبية المؤقّتة أحمد الأمين، أنّ «النيران ما زالت تلتهم خزانات نفط مستودعات البريقة بطريق مطار طرابلس بسبب استمرار الاشتباكات والقصف العشوائي الذي تتعرّض له المنطقة».

وأوضح الأمين أنّ «فرق الإطفاء انسحبت لعدم القدرة على الاستمرار في ظل القصف المستمر»، لافتاً إلى أنّ الفرق المحلية أضحت غير قادرة على السيطرة على الموقف ما لم يكن هنالك دعم دولي»، محذّراً من كارثة إنسانية وبيئية غير مسبوقة في ليبيا حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

إجلاء رعايا

إلى ذلك، أجلت فرنسا نحو 50 فرنسياً وبريطانياً من ليبيا عبر البحر.

وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول للصحافيين إنّه «تمّ بحث قضية إعادة الفرنسيين من ليبيا خلال اجتماع الحكومة»، مشيراً إلى أنّ فرنسا أعادت في الوقت ذاته مواطنين بريطانيين. وأوضح لو فول أنّه «تمّ إجلاؤهم وفق ما قال وزير الخارجية لوران فابيوس في سفينة»، مؤكّدا أنّه «من بينهم مواطنون بريطانيون».

وتحدثت مصادر في محيط وزارة الخارجية عن أنّ السفارة الفرنسية أجرت تعداداً وجمعت 55 فرنسياً. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إنّ «من بينهم سفير فرنسا في ليبيا، فضلاً عن سبعة بريطانيين». بدوره، أشار الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فينسان فلورياني إلى أنّه «وبالنظر إلى الوضع الأمني في ليبيا، فإنّ مقار سفارتنا في طرابلس مغلقة بشكل مؤقت، وستتم متابعة الأنشطة الدبلوماسية من باريس».

تحوّط تونسي

وفي مسعى لمنع انتقال الحريق الليبي إلى داخل أراضيها، شرعت تونس في إعداد خطط لإغلاق حدودها مع الجارة الشرقية حال تدهور الأوضاع الأمنية بما يشكّل خطراً على أمنها. وقال وزير الخارجية التونسي المنجي الحامدي إن سلطات بلاده ستلجأ إلى غلق الحدود مع ليبيا في حال تعقدت الأوضاع الأمنية وشكلت مخاطر على أمن البلاد.

وأوضح الحامدي للتلفزيون الرسمي أنّ «الأولوية ستكون للمصلحة الوطنية في تقدير المخاطر وأن الحكومة ستقرّر غلق الحدود في حال تزايد تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا». وتخشى تونس التي تخوض حرباً داخلية ضد الإرهاب في الجبال والمرتفعات من أن يؤدي اتساع الفوضى في البلد المجاور إلى تسريب المزيد من الأسلحة وتسلّل العناصر الإرهابية إلى أراضيها.

ويأتي تصريح الحامدي في ظل تدفّق آلاف الليبيين على معبر راس جدير منذ مطلع الأسبوع هرباً من أعمال العنف والفوضي مع احتدام المعارك بين المليشيات المتناحرة على النفوذ في العاصمة وشرق ليبيا. وتنذر المعارك التي أوقعت العشرات من القتلى والجرحى بهجرات جماعية وسط مخاوف من انهيار وشيك لمؤسسات الدولة الهشة.

تهديد مزدوج

شدّد مراقبون على أنّ تونس مهدّدة من جهتي الحدود الجزائرية التي تنشط فيها الجماعات المتشدّدة، والحدود الليبية، مشيرين إلى أنّ «تداعيات الوضع في ليبيا على تونس ليست أقل خطورة من الوضع في جبل الشعانبي والجبال القريبة منه، وأنّ هذه التداعيات ستمس الوضع العام في البلاد اقتصادياً وأمنياً، وسيكون لها تأثيرها أيضاً في الانتخابات»، لافتين إلى أنّ «هذه الأوضاع تتطلّب يقظة كبيرة وجاهزية عالية».

Email