الدول الغربية تجلي دبلوماسييها ورعاياها.. وحرائق العاصمة الليبية مستمرة

عشرات القتلى في بنغازي ووقف معارك طرابلس

الدخان الأسود يتصاعد من مستودعات الوقود المحترقة في العاصمة الليبية إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

(جرافيك)

 

نشبت الفوضى العارمة مخالبها في ليبيا، أمس، مع سقوط 30 قتيلاً في اشتباكات بنغازي، في حين عجزت فرق الإطفاء عن إخماد حرائق مستودعات الوقود قرب مطار طرابلس نتيجة استمرار الاشتباكات، الأمر الذي اضطر المتقاتلين لقبول إعلان وقف النار حتى تتمكن الطائرات الإيطالية من إخماد الحريق الخارج عن السيطرة، في وقت تدفق الآلاف على المعابر الحدودية مع تونس فراراً من المعارك، تزامناً مع إعلان أكثر من دولة غربية إغلاق بعثاتها الدبلوماسية وإجلاء رعاياها.

وقالت مصادر طبية ليبية أمس، إن 30 شخصاً على الأقل قتلوا في الساعات الـ24 الماضية في مدينة بنغازي شرق ليبيا خلال اشتباكات عنيفة بالصواريخ بين القوات الحكومية الخاصة ومقاتلين متشددين شاركت فيها أيضا طائرات حربية. وقال مصدر طبي لوكالة «رويترز» في المستشفى الرئيسي في بنغازي «استقبلنا 30 جثة حتى الآن».

في جانب متصل، أعلن مصدر عسكري أن طائرة من طراز «ميغ» سقطت في منطقة الكويفية شرقي مدينة بنغازي بشرق ليبيا نتيجة عطل فني من دون وقوع خسائر بشرية. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن المصدر قوله إن الطائرة «تابعة لقاعدة بنينا الجوية»، مشيراً إلى أن طاقم الطائرة المقاتلة تمكن من النجاة.

وقف النار

على صعيد متصل، أعلن المجلس المحلي للعاصمة طرابلس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة لمدة 24 ساعة، موضحاً في بيان أن الاتفاق تم التوصل إليه بعد جهود من التواصل والاتصالات والمفاوضات لإفساح المجال لإطفاء الحريق الذي اندلع في خزانات النفط بطريق المطار في طرابلس.

في الأثناء، أعلنت الحكومة الليبية أنها تنتظر وصول سبع طائرات إطفاء أرسلتها إيطاليا للمساعدة على إخماد النيران التي تشتعل منذ الأحد الماضي في مستودعي محروقات أصابتهما قذائف.

وأوضحت الحكومة أن نظيرتها الإيطالية ومجموعة «ايني» للمحروقات سترسلان سبع طائرات وكذلك فرقاً تقنية لمساعدة رجال الإطفاء الليبيين الذين لم يتمكنوا من إخماد الحريق بسبب المعارك الدائرة بين مليشيات متناحرة.

نزوح جماعي

إلى ذلك، تواصل تدفق الليبيين بأعداد متزايدة لليوم الثاني على التوالي خلال عطلة العيد باتجاه معبر راس جدير الحدودي مع تونس هرباً من الأوضاع الأمنية المتدهورة. وعلاوة على الليبيين يشهد المعبر تدفق عدة جاليات أجنبية وبعثات دبلوماسية غربية وعاملين بشركات أجنبية، إضافة إلى التونسيين العاملين بليبيا في ظل تصاعد أعمال العنف والهجمات المسلحة بين المليشيات المتناحرة في طرابلس. ويشهد معبر راس جدير ازدحاما شديدا بالسيارات الليبية عبر طوابير ممتدة. وأوضحت أن المعبر شهد خلال اليوم الأول للعيد الاثنين وحده مرور ما لا يقل عن ستة آلاف مواطن ليبي.

إجلاء بعثات

وفي ردود الفعل، تستعد فرنسا لإجلاء رعاياها من ليبيا، حيث كانت باريس طلبت من رعاياها الموجودين في ليبيا مغادرتها، وعددهم أقل من مئة شخص، كما طلب منهم التواصل بأسرع وقت ممكن مع السفارة الفرنسية في طرابلس.

وطلبت دول أوروبية عدة، من بينها بريطانيا وألمانيا وهولندا وإيطاليا، من مواطنيها مغادرة ليبيا. وأعلنت إيطاليا أنها سهلت مغادرة مئة من رعاياها ومواطني دول أخرى عبر طائرة عسكرية إيطالية ثم عبر البر عن طريق تونس.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أنها سترسل طائرة إلى ليبيا لإجلاء رعاياها بسبب الوضع الأمني والاشتباكات التي تشهدها العاصمة طرابلس وضواحيها، في حين قررت البرتغال إغلاق سفارتها مؤقتا في ليبيا وأجلت رعاياها بالتزامن مع إعلان كندا سحب دبلوماسييها مؤقتا بسبب مخاوف تتعلق بسلامتهم.

حوار

دعت الهيئة التحضيرية للحوار الوطني فريق الأمم المتحدة لدعم ليبيا، والمسؤولين في الأمم المتحدة لدعم بدء التفاوض لوقف إطلاق النار. وأوضحت الهيئة الوطنية التحضيرية للحوار الوطني في بيان صحافي تلقت وكالة الأنباء الليبية نسخة منه أنها «طلبت من الأمم المتحدة تقديم دعم فوري لبدء التفاوض لوقف إطلاق النار وإلحاق ذلك بالحوار السياسي. وأن هذا الطلب جاء عقب سلسلة من الاجتماعات عقدها الوفد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك». طرابلس - وال

Email