المدينة بلا كهرباء واستهداف منازل قيادييْن في الفصائل

اسرائيل تحرق غزة ودم الشهداء يصبغ العيد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

صعّدت آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها على قطاع غزة أمس إلى مستوى غير مسبوق من سياسة الأرض المحروقة مستهدفة الأحياء والجماد بالقصف البري والبحري والجوي، حيث استشهد نحو 150 فلسطينياً في حصيلة بشرية هي الأكبر في اليوم 23 للحرب الهمجية والذي تميز كذلك باستهداف منازل قيادييْن في الفصائل ورئيس بلدية.

وفي أول أيام عيد الفطر أول من أمس، استشهد 47 فلسطينياً على الأقل من بينهم 12 طفلاً، لكن انطلاقاً من الليلة قبل الماضية، استهدف قصف إسرائيلي هو الأعنف قطاع غزة واستمر طوال الليل وعلى نحو غير مسبوق.

واستشهد نحو 30 فلسطينياً منذ منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء من بينهم تسع نساء وأربعة أطفال. وشمل القصف مساجد من بينها مسجد الأمين محمد الذي يقع مقابل منزل الرئيس محمود عباس غربي غزة، ومسجد الصالحين في رفح والقزمري في الشجاعية.

وفي يوم العدوان 23 أمس، عاودت آلة الحرب الإسرائيلية استهداف القطاع براً وبحراً وجواً، ما أدى إلى استشهاد 150 فلسطينياً، حيث أفاد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة عن استشهاد 13 مدنياً في قصف على منازل في جباليا شمال القطاع كما استشهد شقيقين من موظفي الأونروا في قصف سيارتهما الرسمية في المنطقة ذاتها.

كما كثفت دبابات الاحتلال قصفها بشكل عنيف على كل المناطق الشرقية للقطاع ومناطق في شماله، في حين استهدفت الطائرات الحربية عدداً من المنازل بينها منزل في جباليا ومنزلان في منطقة تل الهوى جنوب غرب غزة، ومنزل في بلدة بني سهيلا جنوب القطاع. واستشهد شاب وأصيب ثلاثة في قصف منزله في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع.

وأعلن القدرة استشهاد شابين شرق رفح. كما أعلن استشهاد طفلة إثر قصف الاحتلال على منزلها في حي السلاطين شمال القطاع. وقالت مصادر طبية إن 50 شهيداً سقطوا في خان يونس، موضحة أن أكثر من 20 شهيداً سقطوا في منطقة قيزان النجار.

واستشهد ثلاثة في قصف استهدف منزلاً في رفح من بينهم شقيقان، كما استشهد خمسة من جراء قصف منزل آخر. وأعلنت شبكة «الحرية الإعلامية» في الخليل استشهاد مراسلها في غزة مع أربعة من أفراد عائلته من جراء استهداف منزلهم .

واستشهد خمسة في قصف على منزل بخان يونس، كما أصيب نحو 10 فلسطينيين في استهداف منزلين آخرين في المدينة. كما استشهد صحافي يعمل في مؤسسة إعلامية محلية مع عدد من أفراد عائلته في رفح. وبذلك يرتفع عدد الشهداء من الصحافيين منذ بداية العدوان إلى ثلاثة.

وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن أعدادا الشهداء ارتفع إلى ارتفع إلى 1175 والجرحى إلى 6900.

استهداف قيادات

وفي تطورٍ لافت، أفادت وزارة الداخلية في غزة أن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً على منزل رئيس الحكومة السابق والقيادي في حركة حماس إسماعيل هنية فسوته بالأرض من دون إصابات لأن المنزل كان خالياً. وكتب هنية على موقع «حماس» أن منزله «ليس أغلى من منازل الفلسطينيين التي هدمت»، مضيفاً أن «تدمير حجارة لن يكسر عزيمة الفلسطينيين وإنهم سيواصلون مقاومتهم حتى ينالوا الحرية».

كما استشهد القيادي في الجبهة الديمقراطية وضاح أبو عامر وزوجته وأولاده في قصف طائرات الاحتلال لمنزله في عباسن بخان يونس.

كذلك، استشهد رئيس بلدية البريج وأربعةٌ من أفراد عائلته في قصف على منزله.

محطة الوقود

وبالتوازي، قال شهود إن دبابات الاحتلال دمّرت محطة الطاقة الوحيدة في القطاع، ما أدى الى انقطاع الكهرباء عن غزة وكثير من المناطق. وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود من المنشأة التي تمد القطاع بثلثي احتياجاته من الطاقة واشتعلت النيران في حاويات الوقود.

وقال الناطق باسم شركة توزيع الكهرباء جمال الدردساوي إن قذيفتين أصابتا المحطة فدمرت خزاناً للوقود.

10 أطفال يستشهدون يومياً

   أدانت منظمة أطباء بلا حدود القصف الذي استهدف مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة. 

وقال مدير مشاريع المنظمة في الأراضي الفلسطينية توماسو فابري أمس: «لابد من احترام وحماية المنشآت الصحية والعاملين بها خاصة في أوقات الحرب، ولكن المستشفيات في قطاع غزة لم تصبح مكانا آمنا في الوقت الحالي».

وأفادت المنظمة في بيان بأن مستشفى الشفاء هو رابع منشأة صحية يتم استهدافها منذ مطلع يوليو. وقالت ميشيله بك التي تمثل المنظمة في غزة إن «ثلثي الجرحى الذين رأيتهم لدى وصولي لمستشفى الشفاء كانوا من الأطفال».

وأشارت إلى أن المرضى والجرحى يجدون صعوبة كبيرة في الوصول للمستشفيات القليلة في القطاع بسبب القصف الكثيف بالإضافة إلى أن هذه  المستشفيات تواجه أعباء تفوق طاقتها بكثير وأن هناك نقصا ليس فقط في الأدوية بل في مياه الشرب والأغذية.

من جانبه، قدر صندوق الأمم المتحدة للطفولة بحوالي 230 عدد الأطفال الذين استشهدوا، حتى الآن، خلال العدوان المستمر على غزة، أي بمعدل يزيد عن عشرة أطفال يومياً، في هذه المنطقة المكتظة بالسكان والتي يبلغ طولها 40 كلم وعرضها 10 كيلومترات ويخضع سكانها البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة نصفهم تقل أعمارهم عن 18 عاماً، للحصار منذ 2006.

وكانت وكالة «أونرواٍ» التابعة للأمم المتحدة طالبت بتحقيق شامل في القصف الذي تعرضت له إحدى مدارس الوكالة في غزة ما أدى لاستشهاد وجرح عدد كبير من الأطفال.

وبعد أن رفضت إسرائيل تحميل جيشها مسؤولية المجزرة، علق الناطق باسم المنظمة كريس غانيس، على نتائج «التحقيق الإسرائيلي» بتكرار الإدانة للحادث، ودعا إلى تحقيق متكامل.

وقال: «نكرر إدانتنا وشعورنا بالفزع من الحادث وفقدان الأرواح، وندعو إلى تحقيق شامل. ومن الضروري في حالة كهذه حيث مدرسة للأمم المتحدة تضم مئات الأشخاص من اللاجئين تضرب بهذه الطريقة، أن تكون هناك شفافية كاملة وتحمل للمسؤولية».

وأوضح في رد بأن المنظمة «تتطلع قدماً إلى تقرير عادل وموضوعي مبني على الحقائق، وفي محاولتنا للبناء على الحقائق حاولت أونروا الذهاب إلى الموقع بعد الدمار الذي خلفته الكارثة لمسح الموقع وإعداد تقرير حوله الحادث».

شهيد الضفة

 مصادر طبية فلسطينية: إن شاباً فلسطينياً استشهد في مستشفى الأهلي بالخليل أمس متأثراً بإصابته برصاص جيش الاحتلال قبل أسبوع.

وأضافت المصادر الطبية أن الشاب علاء الزغير (22 عاماً) وصل إلى مستشفى الأهلي مصاباً بالرصاص الحي في البطن خلال مواجهات شهدتها بلدة إذنا شمال غرب الخليل بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.  

Email