مجلس «الحكماء والشورى» يقدم مبادرة لحل النزاع

ليبيا تطلب مساعدة دولية لإخماد حريق البريقة

الدخان الناتج عن حريق البريقة يرتفع في سماء طرابلس. أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

طلبت الحكومة الليبية المؤقتة المساعدة الدولية لإخماد الحريق الهائل الذي اندلع ليل الأحد بمستودعات البريقة للنفط والغاز على طريق مطار طرابلس وتمّدت ألسنة لهبه نهار أمس، لتقرع الحكومة ناقوس الخطر واصفة الوضع بـ «الخطر جداً» وناشدت الأطراف المتقاتلة السماح لسيارات الإطفاء بالوصول إلى الحرق الذي بات يهدّد العاصمة طرابلس بكارثة... بالتزامن مع طرح مجلس الحكماء والشورى مبادرة لحل النزاع في البلاد ينطلق من وقف فوري لإيقاف إطلاق النار من جميع الأطراف المتنازعة ونزع سلاح بنغازي وطرابلس.

وفي ضوء التحدي الذي تواجهه السلطات الليبية في السيطرة على الحريق الضخم الذي طالت نيرانه خزاناً ثانياً، ناشدت الحكومة المؤقتة التي وصفت الوضع بأنّه «خطر جداً» الأطراف المتقاتلة بالسماح لسيارات الإطفاء للوصول الى مستودع شركة البريقة للنفط الذي يحتوي على 90 مليون لتر من المحروقات، محذّرة من انّ «الوضع سيكون كارثياً في حال عدم تمكن سيارات الإطفاء من الوصول لموقع الحريق».

وحذرت الحكومة، في بيان نشرته على موقعها الرسمي، من أسمتهم الجماعات المتصارعة من مغبة عدم التوقف عن إطلاق النار لإعطاء الفرصة لفرق الإطفاء للقيام بأعمالها، وحملتهم مسؤولية الكارثة الإنسانية والبيئية.

وطالبت وزارة الداخلية الليبية في بيان لها بوقف إطلاق النار من قبل الطرفين المتصارعين جنوب العاصمة طرابلس، ليتمكن الدفاع المدني من الدخول إلى المنطقة لإخماد الحريق الذي شب في أحد مستودعات المؤسسة الوطنية للنفط بطريق المطار بطرابلس جراء الاشتباكات المُسلحة والقصف العشوائي بالمدفعية.

وناشدت الوزارة «الجميع بالنظر إلى الوضع الكارثي، وتغليب صــوت العقل على صوت السلاح، حتى يمكن للعاملين بهيئة السلامة الوطنية من الدخول للمنطقة لإخماد الحريق للمرة الثانية بعد أن تمكنوا من إخماده في المرة الأولى.

تحذير من كارثة وطلب مساعدة

وحذرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا من كارثة تتهدد طرابلس بعد اشتعال الخزان، الذي يحتوي على ستة ملايين لتر وقود، إثر إصابته بصاروخ ليل الأحد نتيجة المعارك الدائرة في جنوب العاصمة.

وحذّر الناطق باسم المؤسسة محمد الحراري من كارثة طبيعية وإنسانية إذا ما امتدت النيران إلى خزانات أخرى ولا سيما إلى خزان الغاز المنزلي. وقال في تصريحات تلفزيونية إنّه «إذا حصل هذا الأمر هناك خطر في حصول انفجار ضخم من شأنه ان يلحق أضرارا بمنطقة شعاعها يمتد لما بين ثلاثة إلى خمسة كيلومترات».

وبثت التلفزيونات الليبية نداءات إلى السكان المقيمين على بعد خمسة كيلومترات في محيط الخزان لمغادرة المنطقة من اجل تجنب «انفجار هائل».

وطلبت الحكومة الليبية في بيان «مساعدة دولية» مؤكدة ان عدة دول أعربت عن الاستعداد لإرسال طائرات.

مبادرة حل

في هذه الأجواء، قدّم مجلس الحكماء والـــشورى في ليبيا مبادرة لحل النزاع القائم.

ونصّت بنود المبادرة على إيقاف إطلاق النار من جميع الأطراف المتنازعة اعتبارا من تاريخ المبادرة إلى ما بعد العيد «ليتمكن مجلس الحكماء والشورى من الحوار مع كل الأطراف المتنازعة وصولاً إلى الحلول التي تضمن بسط سيطرة الدولة وضمان هيبتها».

وتنص المبادرة على:

• تســــليم كل المواقــع التــــابعة للـــدولة إلى جــــهات الاخــتـــصاص المتمثلة في وزارة الداخلية والجمارك والموانئ.

• تسليم المعسكرات لرئاسة الأركان.

• إعلان مدينتي بنغازي وطرابلس مدينتين خاليتين من مظاهر التسليح.

كما تضمنت المبادرة تحديد إطار زمني لتنفيذ بنود هذه المبادرة بالتزامن مع تسليم المواقع من الأطراف المتنازعة في نفس التوقيت الذي يتم الاتفاق عليه من خلال الحوار، وتحميل المسؤولية الكاملة لكل المتسببين في الأضرار التي لحقت بالأرواح والممتلكات الخاصة والعامة التي تثبتها التحقيقات، ووقف جميع الحملات الإعلامية التي تطلقها القنوات التابعة للأطراف المتنازعة اعتبارا من إعلان هذه المبادرة التي طالبت من الحكومة المتمثلة في رئيس الوزراء والوزارات المختصة اتخاذ كل الإجراءات التنفيذية لاستلام المواقع وبسط نفوذها عليها ومساعدة المواطنين للعودة لمنازلهم.

«إخوان» ليبيا يخططون لمجلس رئاسي

 

 

تتجه الأوضاع في ليبيا إلى مزيد التأزم في ظل سعي قوى الإسلام السياسي إلى «الانقلاب» على نتائج الانتخابات اعتماداً على سلاح الميلشيات وخاصة الآتية من مدينة مصراتة. وكشف القيادي في حزب العدالة والبناء (الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية) صلاح الشلوي أن من يعتقد أن «الهدف من وراء معركة طرابلس هو السيطرة على المطار يخطئ كثيرا لأن الهدف أكبر بكثير»..

بينما بيّن رئيس مكتب الإخوان في مصراتة مروان الدرقاع أن المشاورات مع الثوار وقادة الرأي أفضت إلى وضع جملة من الشروط لإنهاء المعارك من قبل الميلشيات، منها «تكوين مجلس رئاسي من خمس شخصيات من الثوار الحقيقيين تتوفر له القوة اللازمة لفرض هيبة الدولة من خلال القوة العسكرية التي تتمتع بها كتائب الثورة».

ضحايا مصريين

نفت وزارة الداخلية الليبية الأنباء التي تداولاتها بعض وسائل الإعلام عن مقتل 23 مصرياً جراء سقوط صاروخ على المنزل الذي يقيمون فيه.

وقال الناطق باسم الوزارة رامي كعال إن كل ما تناولته وسائل الإعلام حول سقوط قتلى من المصريين في منطقة الكريمية جنوبي طرابلس جراء سقوط صاروخ على منزلهم «أخبار عارية عن الصحة»، موضحاً أنّ الحادث أسفر عن إصابة أحد المصريين بجروح نقل على إثرها إلى المستشفى.

Email