هدنة إنسانية برائحة الدم في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اشلاء متناثرة ورائحة دماء تفوح من بين ركام مئات المنازل التي دمرها القصف الاسرائيلي لقطاع غزة حيث هرع عدد كبير من الفلسطينيين الى انتشال شهدائهم والتزود بالغذاء مع بدء سريان هدنة انسانية لمدة 12 ساعة.

وبدا الشحوب والذهول على وجوه المواطنين وهم يتفقدون ما تبقى من منازلهم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

ومع قيام المسعفين بانتشال اثنين من الشهداء من تحت انقاض منزل مدمر في الحي تعالت صرخات اطفال ونساء مفجوعين.

وعلى طول جانبي شارع بغداد الذي يشق الشجاعية اكبر احياء قطاع غزة الذي يسكنه اكثر من 130 الف مواطن، بدت المباني والبيوت مدمرة.

وعلى كومة انقاض منزل هدمه القصف الجوي الاسرائيلي تجلس شفا شمالي (60 عاما) وتقول "هدموا بيتي ومنزل ابني ومنزل بنتي ومنزل اخي ومنزل اختي دمروا المنطقة كلها" مضيفة بحزن شديد "اولاد اخوتي مفقودون لا نعرف عنهم شيئا".


ومع بدء سريان التهدئة الانسانية انتشل المسعفون 88 شهيد من انحاء القطاع بينها 13 في الشجاعية ما يرفع الى اكثر من الف عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء هذه العملية العسكرية الاسرائيلية.

وتضيف المرأة بوهن "ما حصل اكبر من زلزال، انه ابادة للبشر والحجر لم ار مثله في حياتي".


اما اكرم الحناوي (35 عاما) فيبدو اكثر صلابة امام حجم الدمار الهائل الذي اصاب المنطقة.

ويقول الشاب "لا شىء نخسره، لم يبق لنا الا المقاومة، نطالب المقاومة بعدم الموافقة على هدنة وضرب اليهود الجبناء".

وكان الاف الفلسطينيين اندفعوا الى الاحياء التي اصابها دمار كبير مثل حي الشجاعية والشعفي في منطقة التفاح وحي الزيتون شرق المدينة لتفقد الوضع ومعرفة مصير اهاليهم.

وفي بيت حانون كان منظر الدمار "مرعبا" كما يقول عزمي جندية، الذي اكد ان الجيش الاسرائيلي "لم يستثن شيئا".
 

يمكن رؤية بقع دماء مختلطة مع الحجارة المتناثرة في الطرقات او بقايا قطع لحم متعفنة.

وعلى جانب الطريق ترقد جيفة حصان بجانب جيفة حمار قتلا على ما يبدو في القصف.

وكان عدد الرجال منشغلين بالبحث عن "شهداء" تحت انقاض منزل في منطقة الشعف شرق حي التفاح.
 

ويقول احمد عبد ربه (39 عاما) ان "ال12 ساعة هدنة غير كافية لرفع اطنان الركام لانتشال الشهداء".

ومع صباح السبت كانت الدبابات الاسرائيلية ترابط قرب السياج الحدودي الذي يبعد اكثر من كيلومترين عن حي الشجاعية المكتظ بالمنازل المتلاصقة.

واستنادا الى السكان فان الدبابات الاسرائيلية اطلقت مئات القذائف فجرا حيث دمرت عشرات المنازل الجديدة قبل بدء الهدنة.

يؤكد شهود ان الدبابات تراجعت صباحا بعدما كانت توغلت الى المنطقة السكنية في الشجاعية والشعف لكنها مازالت بعيدة عن منازل حي الزيتون.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس "الدمار الهائل وشلال الدم يهدف الى تدمير المقاومة لكن من يراهن على ذلك خاسر".

ودمر القصف الجوي وقذائف الدبابات شبكات المياه والكهرباء في كافة المناطق الشرقية والشمالية للقطاع واحدث حفرا عميقة في الشوارع ادت الى تعطل حركة السير.

واسرع ابو ماجد (56عاما) مع ابنائه الاربعة بجمع الفي قطعة من الملابس الجاهزة كان يعدها للبيع في عيد الفطر المتوقع بعد غد الاثنين.

ويقول الرجل "لا شىء اغلى من الارواح، استشهد ابن اخي  وخمسة من جيراني لكنني اريد ان اوزع هذه الملابس على النازحين في المدارس او في المستشفيات وعند اقاربهم".

وشوهد الاف الفلسطينيين يهربون وقد حملوا بقايا امتعتهم من منطقتي شرق الزيتون والشجاعية نحو اماكن اكثر امانا.

ويقول شادي ابو سرية "خرجنا للتزود بالمواد التموينية اريد ان اشتري طعاما للاولاد لان الحرب يمكن ان تطول".
 

Email