تقارير «البيان»

الحكومة نحو «التنمية الشاملة» عبر بوابة «مشروع توشكى»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعطى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قُبلة الحياة لمشروع «توشكى»، وهو ما ظهر جلياً من خلال الاهتمام الحكومي الواسع بالمشروع، لاسيما عقب أن اجتمع السيسي مساء الأحد الماضي، مع وزراء الحكومة، أسفر الاجتماع عن توجيهات من قبل الرئيس بالتوجه إلى توشكى، وتقييم الوضع، ولماذا توقف العمل بالمشروع، والعمل على حل المشكلات، بعد أن تم دفع سبعة مليارات جنيه من أموال الدولة كبنية أساسية، ولم يتم زراعة سوى 35 ألف فدان من إجمالي مستهدف 700 ألف فدان.

ومشروع توشكى، بدأ العمل فيه في العام 1997 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، كونه مشروعاً قومياً لتنمية منطقة جنوب الوادي، واستصلاح الأراضي الزراعية هناك، بقصد زيادة الرقعة الزراعية، وتخفيف التكدس السكاني بالعاصمة أيضاً.

ولاقت توجيهات السيسي بإعادة الروح لمشروع «توشكى» استجابة حكومية، إذ بادر رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، برفقة وزراء التنمية المحلية، والري لبحث الآليات السريعة لإحياء المشروع للمساهمة في التنمية الشاملة، فيما أثير خلافٌ بين الخبراء حول مدى جدوى المشروع وفائدته في تنمية مصر من عدمها، لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية التي تشهدها القاهرة.

واعتبر مراقبون أن المشروع قد يسهم في التنمية الشاملة، إلا أن توقيته قد يكون غير ملائم؛ نظرًا للتكلفة العالية التي يتطلبها في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد من أزمة اقتصادية، بينما رأى البعض الآخر أن الحكومة المصرية لا تدخر جهداً، من أجل تحقيق التنمية الشاملة، وبالتالي فهي تطرق كل الأبواب والمشروعات الجديدة أو القديمة والمعلقة، من أجل تحقيق التنمية، والوفاء بتعهداتها، وبتعهدات الرئيس السيسي، ووعوده الانتخابية.

وبدورها، قالت أستاذة العلوم السياسية بالقاهرة أميرة الشنواني، إن «توشكى مشروع قومي تعطل منذ سنوات بحجة وجود العديد من العقبات، والحديث عن إعادة التفكير فيه مجدداً أمر مهم وجيد، غير أن التوقيت الحالي قد لا يكون مناسباً»، مؤكدة أن إحياء المشروع مرة أخرى يثبت أنه له جدوى وفائدة كبيرة على عكس ما كان يروج لتعطيل المشروع، بحجة تأثيره السلبي وتحقيق عائد ربحي غير جيد من المشروع.

وأضافت الشنواني في تصريحات خاصة لـ«البيان»: «المشروع سينهض بمصر نهضة اقتصادية كبيرة، ويفتح مساحات واسعة خضراء، تستعيض مصر عنها استيراد السلع الاستراتيجية والأساسية»، مشيرة في السياق ذاته إلى أن ضرورة التطبيق العملي للمشروع على أرض الواقع؛ نظراً للفائدة الكبيرة العائدة على الاقتصاد المصري جراء تنفيذ المشروع، خاصة أن المشروع يسهم في دفع عجلة التنمية للأمام، لا سيما أنه سيوفر فرص عمل وحاصلات متنوعة ويفتح مجتمعاً عمرانياً جديداً، بما يخفف الضغط على العاصمة.

وفي المقابل، انتقد الخبير الاقتصادي وائل النحاس، مشروع «توشكى»، لافتاً إلى أن تطبيقه من الناحية العملية والواقعية صعب في التنفيذ، لأن المشكلة تكمن في تحويل مجرى النيل، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ«البيان» أن مشروع توشكى يتطلب أموالاً طائلة، وقد تُهدر الأموال من دون أن ينفذ المشروع بالدرجة المطلوبة.

مشروع صعب

أشار الخبير الاقتصادي وائل النحاس إلى أن التنويع في الحاصلات الزراعية، والدفع بحاصلات زراعية جديدة ذات أولوية أكثر من تمويل مشروع «توشكى»، ولن يقدم في النهاية النتيجة المرغوبة، كما شدد على أهمية وضرورة توفير السلع الاستراتيجية، وعلاج أزمتها قبل التفكير في التوجه لمشروع توشكى، الذي قد يكون نظرياً ناجحاً إلا أنه واقعياً يصعب تنفيذه والاستفادة منه.

Email