عبدالله بن زايد بحث التطورات مع وزيري خارجية مصر وإيطاليا

كيري يقترح تسوية في غزة لا تتضمن انسحاب إسرائيل

دخان كثيف يغطي أجواء غزة بعد قصف جوي عنيف من قوات الاحتلال أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل الحراك الدبلوماسي المتعلق بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أمس، مرحلة حرجة رغم كثافة اللقاءات والتصريحات الداعية إلى «هدنة إنسانية» لمدة سبعة أيام بدءاً من أول أيام عيد الفطر.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، دعم الإمارات للجهود المصرية المبذولة لوقف إطلاق النار وحماية الأبرياء في قطاع غزة.

ويبدو أن مصير المحادثات الخاصة بهذا الشأن متعلق بمدى قدرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري على ردم الهوة بين الرؤية المصرية والرؤية القطرية التركية، وهو ما نتج عنه المقترح الأميركي الذي يقضي بهدنة لا تتضمن انسحاب إسرائيل من غزة تعقبها محادثات في القاهرة بمشاركة السلطة الفلسطينية.

وفيما لم تظهر معطيات فورية حول زيارة كيري للقاهرة ولا زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى الدوحة ولقائه بقادة حركة حماس، إلا أن الاحتلال هدد ببدء المرحلة الثالثة من عدوان «الجرف الصامد» في حال رفض الفلسطينيون المقترح الأميركي.

وبحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية خلال اتصالين هاتفيين مع سامح شكري وزير الخارجية المصري، وفيديريكا موجيريني وزيرة الخارجية الإيطالية، تطورات الأوضاع في قطاع غزة والسبل الكفيلة لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الاتصالين دعم الإمارات للجهود المصرية المبذولة لوقف إطلاق النار وحماية الأبرياء في قطاع غزة.

كيري في القاهرة

في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في القاهرة لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونظيره المصري سامح شكري استمر نحو نصف ساعة.

وأعلن كيري أنه سيتحدث لاحقاً خلال النهار أمام الصحافيين، ما قد يكون آخر تحرك في مهمته التي استغرقت أسبوعاً في المنطقة.

ويقول دبلوماسيون أن الولايات المتحدة تعمل مع مصر على إعداد خطة يمكن أن تؤدي إلى هدنة إنسانية. كذلك قال مسؤولون أميركيون إن كيري تحدث هاتفياً مرات عدة مع وزيري خارجية قطر وتركيا.

المقترح الأميركي

ويقضي المقترح الأميركي بحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة أسبوع، ولن تنسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة بالكامل خلال تلك الفترة. كما يدعو المقترح كلاً من إسرائيل وحماس إلى بدء مفاوضات حول ترتيبات أكثر استمرارية بوساطة مصرية. وستشارك السلطة الفلسطينية في تلك المباحثات. ويطالب المقترح الولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بتوفير ضمانات من شأنها أن تجعل المفاوضات تركز على إخلاء غزة من السلاح وإنهاء الحصار على غزة وإعمار القطاع بعد الضرر الذي لحق به.

تحرك تركي

وفي هذا الإطار، ألغى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو زيارة كانت مقررة إلى فرنسا وتوجه إلى قطر للمشاركة في مفاوضات حول التوصل إلى تهدئة. وبحث داوود أوغلو مع خالد مشعل في الدوحة وقفاً لإطلاق النار، كما أعلن مسؤول حكومي تركي.

وقال هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، إن أحمد داود اوغلو التقى خالد مشعل في الدوحة «للتفاوض على وقف إطلاق نار عادل». وأضاف أن «المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح».

ومن جهته قال مصدر مقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوكالة «فرانس برس »، إن ما يرتسم حالياً، هدنة إنسانية من سبعة أيام لإفساح المجال أمام كل الأطراف للمجيء إلى القاهرة وإجراء محادثات».

وبدوره أوضح مصدر دبلوماسي غربي أن «في حال التوصل إلى هدنة إنسانية ستحصل محادثات جدية»، فيما بدا آخر أقل تفاؤلاً، إذ قال إن «الإسرائيليين لا يريدون أن نفرض عليهم أي شرط، أما حماس، وبسبب تجارب سابقة، تظن أنه يجب أن يحصل ذلك» أي فرض شروط على إسرائيل.

توسيع العدوان

إلى ذلك، نقلت الإذاعة العبرية العامة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها، إنه تم الإيعاز إلى الجيش بإعداد العدة لاحتمال توسيع رقعة العملية العسكرية في قطاع غزة بصورة ملموسة الأسبوع المقبل، في حال رفضت حركة حماس المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار.

وذكر المحلل العسكري لصحيفة «جيروسالم بوست» العبرية، إنه إذا رفضت حماس وقف إطلاق النار، فإن الجيش سيطلق المرحلة الثالثة من عملية «الجرف الصامد»، والتي قال إنها ستشمل القضاء على أهداف حماس العسكرية في كل أنحاء القطاع وتعميق التوغل البري لقوات الجيش.

وعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل للتباحث بشأن مقترح كيري.

كي مون

في الأثناء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى «هدنة إنسانية» فورية في غزة حتى نهاية عيد الفطر الأسبوع المقبل.

وقال في بيان أصدره مكتبه «في يوم الجمعة الأخير من رمضان، أدعو إلى هدنة فورية وغير مشروطة في المعارك الدائرة في غزة وفي إسرائيل» على أن «تستمر طوال فترة عيد الفطر».

Email