رفض المزايدة على الدور المصري بشأن القضية الفلسطينية

السيسي: الجيش والشعب على قلب واحد

السيسي يلقي خطابه إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عدم قدرة أحد على المساس بوحدة الجيش والشعب، مشدداً على أن الجيش المصري والشعب على قلب رجل واحد، مطالباً المصريين بالصبر على الإجراءات الأمنية والاقتصادية من أجل ضبط الأحوال في البلاد في المستقبل، معرباً عن رفضه المزايدة على الدور المصري بشأن القضية الفلسطينية وفى مختلف القضايا العربية على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيراً إلى أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار لا تحمل شروطًا كما قيل في وسائل الإعلام، وأن بلاده قدمت 100 ألف شهيد للقضية الفلسطينية.

وقال السيسي في كلمة بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو أمس إن »الجيش المصري يقف دائماً خلف الشعب المصري. إن ثورة يوليو كان هدفها تحقيق العدالة الاجتماعية«، مشيراً إلى أن »الجيش تحرك في ثورة يوليو لتلبية متطلبات الشعب، وكانت تهدف إلى القضاء على الاستعمار والإقطاع وبناء جيش قوي«، معتبراً أن ما حدث في ثورتي 25 يناير و30 يونيو هو استكمال لثورة 23 يوليو التي قضت على الإقطاع.

وأوضح أن »ثورة 23 يوليو كان لها ستة أهداف رئيسة، تحرك رجالها لتنفيذها، ولا نستطيع اليوم تحديد الأهداف التي حققتها على مدار الـ60 عامًا الأخيرة وما أخفقت فيها، لكن الشعب شعر بأن هناك أهدافًا بالفعل تحققت على أرض الواقع«.

تحية وتقدير

وذكر السيسي خلال كلمته أن الجيش المصري قام بالثورة آنذاك، اعتراضًا على الأوضاع الصعبة والفساد المُستشري في البلاد، وللقضاء على الاستعمار والإقطاع وإنشاء جيش وطني قوي وإقامة عدالة اجتماعية والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، موجهًا التحية لرجال الثورة، وخص كلاً من الرؤساء محمد نجيب، وجمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات بالتحية، لافتًا إلى أن الجيش تحرك برجال شرفاء عظماء ليلبي طموحات الشعب المصري، تأسيسًا لمصر الحديثة.

وشدد السيسي على أن الجيش المصري ظهير للشعب، كما أن الشعب المصري هو ظهير لجيشه، وهما سويًا يُمثلان كتلة قوية صلبة للحفاظ على الدولة المصرية، وقال إن »ما حدث في ثورتي 25 يناير و30 يونيو هو استكمال لثورة 23 يوليو، والمصريون عندما شعروا بأن حريتهم تسلب منهم، نزلوا في 30 يونيو«.

وطالب السيسي المصريين بالصبر على الإجراءات الأمنية؛ من أجل ضبط الأحوال في البلاد في المستقبل، موضحًا أن الحملة التي يشنها الجيش في سيناء لمحاربة الإرهاب هدفها حفظ وصون كرامة الوطن، وحثهم على أن يجعلوا من الأحداث الصعبة التي تمر بها البلاد سببًا في زيادة الثقة في النصر، وأن الأمور تحتاج إلى بعض الوقت كي تستقر؛ مستشهدًا بالثورة الفرنسية التي استغرقت سنوات طويلة حتى تؤتي ثمارها، مشدداً على أن مصر في مواجهة حقيقية ضد أشخاص وكيانات تخطط وتسعى إلى عدم استمرار الدولة المصرية.

وقال السيسي إن »الثورات لا تمر ببساطة، لأنها عبارة عن تحرك أمة لتغيير الواقع؛ أملاً في الوصول إلى واقع أفضل«، مستشهدًا بالمعوقات التي واجهت ثورة يوليو مثل حرب 1956 والسعي إلى بناء السد العالي، موضحًا أن »ما نمر به في الوقت الحالي هي العقبات التي تحول بيننا وبين تحقيق الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية«.

وحول الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مصر، اعتبر أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة حول تقليل الدعم وتخفيض عجز الموازنة، قاسية لكنها ضرورية لإصلاح الاقتصاد، وأنها لم تتخذ من سنين طويلة، ولكن كان لابد منها، مضيفًا: »إذا كنا نريد الحديث عن كرامة إنسانية وعدالة اجتماعية، فلابد أن نتخذ إجراءات وقرارات صعبة«، موجهاً كلمة للمواطن قائلاً: »ارحم أخوك«.

وبلهجة مصرية قال الرئيس المصري :» الإجراءات دي ما اتعملتش من سنين طويلة.. هو إجراء قاسي بس كان لا بد منه«.

وفي ما يتعلق بحادث الفرافرة الذي وقع قرب الحدود الليبية وراح ضحيته 22 جنديًا من قوات الجيش المصري، طالب السيسي المصريين بألا يهتزوا أمام مثل هذا النوع من الحوادث، قائلاً: »القوات المسلحة والشرطة اختاروا أن يتلقوا هذه النوعية من الضربات بدلاً من المصريين أنفسهم«.

القضية الفلسطينية

وإزاء الأزمة الفلسطينية الدائرة في قطاع غزة، قال إن »مصر قدمت 100 ألف شهيد للقضية الفلسطينية، فضلاً عن معاونة القضية اقتصاديًا وأن هذا يأتي على سبيل تذكير الجميع بالداخل والخارج بما قدمناه للقضية«، مشددًا على تمسك مصر بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وبالتالي من غير المعقول أن يتم المزايدة على مصر ودورها في القضية الفلسطينية وعلى الصعيد العربي بصفة عامة.

وأكد أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار لا تحمل شروطًا كما قيل في وسائل الإعلام، لكن الهدف منها هو توفير الظروف المناسبة لمعرفة شروط كل طرف لتهدئة الأوضاع، وقال:»سنظل على دعمنا لأشقائنا الفلسطينيين من منطلق مسؤوليتنا الوطنية من دون مزايدة، وأن مصر ستظل بجانب فلسطين وشعبها بلا جدال، مؤكداً أنها مسؤولية أخلاقية ووطنية من دون مزايدة وبكل الصدق والأمانة«.

واختتم السيسي حديثه قائلاً: »كل عام سنحتفل بذكرى ثورة 23 يوليو، ونتذكر الدور العظيم لرجالها، ويا رب وفقنا جميعًا واحم بلادنا وساعدنا لتحقيق آمال الناس، خاصة الفقراء«.

 

اشتباكات

نشبت اشتباكات بين أنصار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمرشح الخاسر حمدين صباحى، بضريح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بمحيط وزارة الدفاع بمنطقة العباسية في إطار احتفالهم بالذكرى 62 لثورة 23 يوليو.

جاء ذلك بعد حرب الهتافات التي اشتعلت بينهم، حيث اتهم أنصار صباحى، السيسي بالتخاذل في حق القضية الفلسطينية وعدم دعمه للمقاومة الفلسطينية، فيما أكد أنصار السيسي دوره الكبير في وقف وحقن الدماء عن طريق المبادرة المصرية لصد العدوان على غزة.

Email