محلّلون فلسطينيون: دور الإمارات مشرّف في نصرة القضية

«حماس»: خبر دعم الإمارات لضرب غزة ..كذب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 نفى الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم صحة الأنباء التي زعمت دعم دولة الإمارات لتمويل العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة من شأنها إنهاء حكم «حماس» ووصفها بـ«الكذب»

وقال برهوم في تصريح نشره على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي: «للأسف دأبت بعض وسائل الإعلام على الترويج لما تبثه وسائل الإعلام الإسرائيلية من أخبار كاذبة ومفبركة ومحبوكة جيدا والتي كان آخرها ما بثته القناة الثانية الاستخباراتية الصهيونية زاعمة أن دولة الإمارات الشقيقة أبدت استعدادها لتمويل أي عملية عسكرية إسرائيلية على غزة من شأنها إنهاء حكم حماس».

وأضاف أنّ هذه الفبركات المفضوحة «تهدف إلى تشويه سمعة الإمارات الشقيقة والدول العربية وشعوبها الداعمة للقضية الفلسطينية والمعززة لصمود شعبنا، ومن أجل إحداث بلبلة وتوتر فلسطيني عربي، وزيادة الضغط على الفلسطينيين وأهل غزة تحديداً».

وأوضح برهوم أن نشر مثل تلك الأكاذيب «محاولة لعزل فلسطين والمقاومة الفلسطينية وغزة عن أي تعاطف أو دعم أو تعزيز أو عمق استراتيجي عربي إسلامي رسمي أو شعبي كان له الأثر الأكبر في الضغط على العدو الإسرائيلي في وقف عدوانه» وحربه الأخيرة على غزة.

وأثارت المحاولة الإسرائيلية لإثارة الفتنة وتزييف الحقائق حفيظة المحلّلين الفلسطينيين الذين لفتوا إلى أن هذه الاخبار المفبركة تأتي في مرحلة حساسة تصارع فيها قطر وتركيا لإقصاء الدور المصري بهدف خلق معادلة تمثيل جديدة في فلسطين على غرار دول الربيع العربي التي نجحت فيها مخططات «الإخوان» لتمرير مشروع اسرائيلي أميركي جديد ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بتسليم حركة «حماس» زمام الحكم في فلسطين.

ادعاءات باطلة

وفيما لم تلق الادعاءات الإسرائيلية ووسائل الإعلام التي اجتهدت في ترويج الخبر للتحريض على الإمارات رواجا في الشارع الفلسطيني ولا العربي.. رأى الباحث والمحلل السياسي عبدالناصر فراونة أنّ هذا التسريب المفبرك «يأتي في سياق صراع المحاور في المنطقة، فقطر ومن يلف لفها ومن خلال الجزيرة تريد أن تشوه المحور المعارض للإخوان، والا ما مصلحة اسرائيل في الكشف عن مثل هذا الاتفاق لو كان حقيقياً.

وأكد فراونة على أن الإمارات من أكثر الدول التي يعتز الشعب الفلسطيني بمواقفها ودعمها للقضية الفلسطينية بشكل عام وغزة بشكل خاص. وأضاف أنّه «في ظل الحصار قدمت الإمارات الكثير وعرضت الكثير، ولم تتوانَ لحظة في مساعدة المواطنين في غزة».

وأشار فراونة إلى أن دولة الإمارات قدمت دعماً لغزة حتى في ظل حكومة «حماس» وسيطرتها على غزة وقبل تشكيل حكومة الوفاق، مضيفا أنّ الإمارات «هي أولى الدول التي أعلنت عن تقديم دعم مالي سخي لغزة 25 مليون دولار».. في إشارة إلى وصول المستشفى الميداني الإماراتي المتنقل والذي وضع العاملين فيه تحت الخطر.

أخبار مستهجنة

ومن جهته، شدد نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني د. حسن خريشة على عدم مصداقية التسريبات الإسرائيلية قائلاً: «هذا حديث غير معقول فالإمارات دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية». وتابع أنّ «الشيخ زايد كان عروبياً أكثر من كل العرب، وكان دائما حريصا على نصرة القضايا العربية وتحديدا القضية الفلسطينية، ومن بعده الشيخ خليفة» حفظه الله.

وشدّد خريشة على أنّ أي أخبار نقيض هذا الموقف «مستهجنة باعتبار أن الإمارات شعبا وحكومة لها تاريخ في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته، ومن غير الممكن أن يكونوا إلا داعمين للشعب الفلسطيني وحقوقه».

غير منطقية

أما المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض فشدد على أنّ هذه الأخبار «مفبركة وبعيد عن الدقة والمصداقية وغير منطقية».

وفي تحليله لتوقيت التحريض على دولة الإمارات قال عوض: «خلاف قطر مع الدول الخليجية نتيجة سياساتها لم ينتهِ بعد، ويبدو أن قطر لم تلتزم بتعهدها لتغيير سياساتها حتى اللحظة، وما يحدث في قطاع غزة الآن من محاولة التيار التركي القطري فرض مبادرة تهدئة غير تلك التي اقترحتها مصر بالتنسيق مع السعودية والإمارات أدى إلى فبركة مثل هذه الأخبار لاستمرار نشر إشاعة أن قطر هي دائما نصيرة الشعوب».

مصداقية معدومة

وحول مصداقية الاخبار الإسرائيلية وما تنقله قناة الجزيرة عنها، قال الاعلامي مدير التحرير في مفوضية العلاقات الوطنية لحركة فتح زاهر أبوحسين:

«هل نصدّق فضائية تخرج علينا كل يوم ببوق اسرائيلي تدخله كل البيوت العربية؟ هل نصدّق فضائية عملت على فتنة بالوطن العربي كله لتمرير المشروع الاميركي وفوضاه الخلاقة والترويج لمشروع الإخوان المسلمين؟» وأردف القول: «هذا يجعلنا نقف ونفكر مرتين في قبول أي خبر تنقله هذه الفضائية إلى جانب حقيقة كون ما نقلته مصدره قناة اسرائيلية مشكوكا في كل ما تقدمه من أخبار».

Email