البداية 10 مروحيات أباتشي لمواجهة الإرهاب في سيناء

استئناف الدعم العسكري الأميركي لمصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تغيير واضح في الموقف الأميركي إزاء مصر، وقبل نحو شهر من إجراء الانتخابات الرئاسية فيها، أعلنت الإدارة الأميركية استئناف المساعدات العسكرية لمصر جزئياً بـ10 مروحيات «أباتشي» لمواجهة الإرهاب في سيناء، متراجعة بذلك عن قرار اتخذ الصيف الماضي في أعقاب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وأعمال العنف التي شهدتها مصر.

وأصدر الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) الأميرال جون كيربي بياناً قال فيه إن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أبلغ نظيره المصري الفريق صدقي صبحي أن وزير الخارجية جون كيري «سيخطر الكونغرس قريباً بأن مصر تحافظ على الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتحترم تعهداتها بموجب اتفاقية السلام مع إسرائيل لعام 1979».

وأشار كيربي إلى أن هذا الإخطار «مطلوب من أجل إقرار المساعدات المالية لمصر ضمن موازنة العام 2014 الأميركية».

وأكد هاغل لصبحي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق على قرار تسليم الجيش المصري 10 مروحيات من طراز «أباتشي»، لـ«دعم جهود مصر في عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء».

ونقل كيربي عن هاغل قوله: «نؤمن بأن هذه المروحيات الجديدة ستساعد الجيش المصري على مواجهة الإرهاب الذي يهدّد أمن أميركا ومصر وإسرائيل».

شروط أميركية

غير أن الوزير الأميركي أبلغ نظيره المصري بأن واشنطن لاتزال «غير قادرة على تأكيد أن مصر تقوم باتخاذ خطوات لدعم عملية انتقال ديمقراطي»، وحضّ الحكومة المصرية على «إظهار التقدّم في عملية انتقالية سياسية أكثر شمولية، وتحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية لكل المصريين».

يأتي ذلك في وقت التقى كيري في واشنطن رئيس المخابرات المصري اللواء محمد فريد التهامي، في اجتماع مغلق.. فيما بدأ وزير الخارجية المصري نبيل فهمي زيارة للولايات المتحدة، يلتقي فيها كيري ومسؤولين في الادارة الاميركية وأعضاء بارزين من الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، يتناول فيها العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، والعديد من الملفات الاقليمية والدولية، إلى جانب لقاء آخر مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

في خضم ذلك، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن وزير الدفاع الأميركي أبلغ نظيره المصري أن الدعم المالي الأميركي سيستأنف إذا حافظت مصر على التزاماتها بموجب معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل في 1979.

تطور إيجابي

بدوره، اعتبر سفير مصر الأسبق لدى واشنطن الدبلوماسي البارز السفير عبدالرؤوف الريدي أن تسليم الولايات المتحدة مصر 10 طائرات أباتشي هو «تطور إيجابي في العلاقات بين البلدين، رغم أنها تسير ببطء شديد، إلا أنها ستتحسن الفترة المقبلة، خاصة مع الجهد النشط الذي يبذله وزير الخارجية المصري نبيل فهمي من خلال تحركه برؤية إستراتيجية».

وأضاف الريدي، في تصريحات لـ«البيان»، أن «أحد أسباب عدول واشنطن عن سياستها هو التحفظات التي أخذتها دول الخليج العربي عليها، بسبب موقفها الداعم للإخوان المسلمين والمناهض لثورة 30 يونيو»، موضحاً في السياق ذاته أن تحسين العلاقات بين الجانبين المصري والأميركي ربما يكون له دور إيجابي في مشكلة سد النهضة الإثيوبي.

قلق من روسيا

 

أوضح خبير العلاقات الدولية د. سعيد اللاوندي أن العلاقات المصرية الأميركية متأزمة، إذ إن الأخيرة تلعب على جميع الأوراق في نفس الوقت، فرغم أن اتفاقية كامب ديفيد نصت على أن واشنطن ليس من حقها قطع المعونة، إلا أنها منعتها، كذلك ليس من حقها منع الطائرات «أباتشي» عن مصر إلا أنها فعلت، حسب تعبيره.

وقال اللاوندي، في تصريحات خاصة لـ«البيان» إن الولايات المتحدة تتبع أسلوبين متناقضين، الأول «سلبي» وهو محاولة تصوير أن ما حدث في مصر هو انقلاب وليس ثورة، والأسلوب الآخر «إيجابي» متمثل في تصريحاتها بدعم خريطة الطريق المصرية، والتجربة الديمقراطية، لافتا إلى أن التقارب المصري الروسي في الفترة الأخيرة أثار قلق الولايات المتحدة، فدفعها إلى تعديل سياستها. البيان

Email