نصف مليون شرطي لتأمين الاستحقاق والسباق ينحصر بين السيسي وصباحي

الأمن والجيش يحميان الانتخابات المصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت في مصر الاستعدادات على كافة المستويات لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة 26 و27 مايو المقبل، بإعلان حالة التأهب القصوى في صفوف قوات الأمن والدفع بنحو نصف مليون شرطي لتأمين الاستحقاق، وذلك تزامنا مع إغلاق اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باب الترشح بعد تقدم مرشحين فقط هما وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي، وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي.

وطبقاً للمواعيد المُعلنة من جانب رئيس اللجنة القضائية العُليا لانتخابات الرئاسية المستشار أنور العاصي، أُغلق باب الترشّح لانتخابات الرئاسة المصرية بعد ظهر أمس بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، بعد ثلاثة أسابيع من فتحه.

نصف مليون شرطي

وتستعد وزارة الداخلية للدفع بزهاء نصف مليون شُرطي لتأمين الانتخابات. وقال رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق اللواء عبد المنعم سعيد إن قوات الجيش والشرطة «أعدت من الخطط ما يكفي لتأمين الانتخابات، فضلًا عن اعتمادها لخطط بديلة، سوف يتم الاستعانة بها إذ لزم الأمر»، مضيفا أن الخطط الأمنية تشمل تأمين المنشآت الحيوية والسيادية، ولجان الاقتراع كافة، على أعلى مستوى، تحسبا لحدوث أي أعمال عنف من أية جهة، بتأمين مشترك من عناصر وزارة الداخلية والجيش.

وأكد سعيد، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن الأمن درس تأمين الانتخابات جيدًا، علاوة على أنه تعلم دروسا كثيرة من تأمين الانتخابات السابقة، متوقعا «مرور العرس الانتخابي بسلام، لاسيما أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية لدستور الإخوان مرت بسلام، رغم الغضب الإخواني وقتها والتهديدات بالأعمال الإرهابية».

غطاء جوي

كذلك، أوضح رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق أنه من المقرر أن يتم الاستعانة بالعشرات من المروحيات العسكرية لنقل الأحبار وأوراق الاقتراع، كما سيتم الاستعانة بقوات التحرك السريع لفض عمليات الشغب حال حدوث أي طارئ خلال العملية الانتخابية.

وبحسب مصادر أمنية، فإن وزارة الداخلية استعدت بقرابة 500 ألف شُرطي لتأمين الانتخابات، جنبا إلى جنب مع رجال الجيش، واعتمدت الوزارة خطة من شأنها مضاعفة أعداد عناصر الأمن المتواجدة أمام لجان الاقتراع، مع الاستعانة بالكلاب البوليسية وخبراء المفرقعات حول المقرات الحيوية، لتفويت الفرصة على الجماعات الإرهابية، لتعكير صفو يومي الانتخابات.

16 ألف قاضٍ

في الأثناء، يستعد نحو 16 ألفا من قضاة مصر للإشراف على الانتخابات. وقال رئيس محكمة جنايات الجيزة المستشار زكريا شلش لـ«البيان»: «حتى الآن لم يعتذر قاضٍ عن الإشراف، وكل القضاة سيشرفون من أجل استكمال خريطة الطريق، من أجل وصول مصر إلى بر الأمان»، مؤكدا أنه لا يمكن تحديد عدد القضاة الذين سيشرفون على الانتخابات إلا بعد حصر اللجان الفرعية والعامة في المحافظات، متوقعا أن يصل عدد القضاة المشرفين إلى 16 ألف قاضٍ.

حملات انتخابية

وعلى صعيد الحملات الانتخابية للمرشحين، رفعت تلك الحملات ومن معها من قوى سياسية وحزبية داعمة حالة التأهب القصوى، استعدادا للماراثون الانتخابي، وذلك عبر وضع خُطط دعائية مختلفة، والترتيب لتنظيم مؤتمرات.

وأكد رئيس حزب التجمع سيد عبد العال أنه فور بدء موعد الدعاية الانتخابية للمرشحين سيقوم الحزب بطباعة آلاف الملصقات وتوزيعها بالمحافظات على المواطنين المصريين، فضلًا على فتح مقار الحزب لعمل جلسات نقاشية لدعم السيسي.

وأشار عبد العال، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، إلى أن الحزب ماضٍ في دعمه للسيسي فور بدء الدعاية الانتخابية.

كما أعلن حزب الوفد للسيسي بتحويل مقار الحزب بالجمهورية، إلى مقارٍ دائمة لدعم الحملة الانتخابية للمشير بالتزامن مع فتح باب الدعاية.

انزعاج صباحي

من جانبها، أعلنت حملة صباحي عن انزعاجها من قصر فترة الدعاية الانتخابية التي قدرتها اللجنة العليا بـ21 يوما، واعتبرت الحملة أنها فترة قصيرة جدا لا تكفي لتحرك المرشح في كل المحافظات، الأمر الذي اعتبره مُراقبون تعبيرا عن عجز صباحي في الحشد، إضافة إلى صغر القاعدة الشعبية لحمدين، يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت في أحزاب قليلة على رأسها الكرامة والتيار الشعبي دعمها لحمدين.

ومن المقرَّر أن يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية لتولي رئاسة البلاد في 5 يونيو المقبل في حال تم حسم الانتخابات من الجولة الأولى، وفي 26 من الشهر ذاته في حال جرت جولة إعادة بين المرشحين، لتنتهي ثاني مراحل خطة خريطة المستقبل التي توافقت عليها القوى السياسية والدينية عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، حيث تم إقرار دستور جديد مطلع العام الجاري وتتواصل بإجراء انتخابات نيابية يدعو لإجرائها الرئيس المنتخب.

مرشحان قويان

 

تقدّم رسمياً لخوض الانتخابات الرئاسية المصرية كل من وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي الذي قدّم المستشار القانوني لحملته الانتخابية أوراق ترشحه الاثنين الماضي مشفوعة بتأييد 200 ألف مواطن، وزعيم التيار الشعبي المصري حمدين صباحي الذي قدّم شخصياً أوراق ترشّحه أمس مدعومة بتوكيلات من 31.100.

وتستكمل اللجنة العليا للانتخابات مراحل العملية المكونة، من 17 مرحلة، أهمها إجراء الانتخابات يومي 26 و27 من مايو المقبل داخل البلاد لانتخاب الرئيس السادس لمصر منذ ثورة 23 يوليو 1952 التي أسقطت النظام الملكي وأقامت الجمهورية، والثاني بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.

Email