اتساع ظاهرة خطف الدبلوماسيين في ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءت عملية خطف السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان في سياق جملة من الأحداث المماثلة التي تصب في اتجاه الضغط لإطلاق سراح ليبيين موقوفين على ذمة القضاء أو محكوم عليهم في دول أخرى، حيث سبق أن خطف مصريون وتونسيون لذات السبب، وهي ظاهرة أصبحت تمثل قلقاً للأسرة الدولية.

ففي 24 يناير الماضي، خطف مسلحون ليبيون ثلاثة ملحقين إداريين والمستشار الثقافي للسفارة المصرية في طرابلس وأعلنوا أنهم مستعدون لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن رئيس غرفة ثوار ليبيا شعبتم هدية المكنى باسم أبي عبيدة الزاوي الذي أوقفته أجهزة الأمن المصري عندما زار الإسكندرية واشتبهت في أن له صلة بأحداث العنف التي تقودها جماعة الإخوان والمتشددون في مصر، خاصة وأنه قيادي سابق في الجماعة الليبية المقاتلة ويرأس حاليا غرفة ثوار ليبيا الخاضعة للجماعة. ولم تجد الأجهزة المصرية بدّاً من إطلاق سراح أبي عبيدة، وأكدت أنه كان موقوفا على ذمّة التحقيق بسبب تجاوزه فترة الإقامة المسموح بها في تأشيرة الدخول. وفي المقابل، أطلق سراح الدبلوماسيين المصريين.

دبلوماسي تونسي

وفي 21 مارس الماضي، خطف مسلحون ليبيون الموظف في السفارة التونسية بطرابلس محمد بالشيخ. وعلى الرغم من محاولات السفير التونسي التكتم على الأمر، إلا أن وزارة الخارجية التونسية اعترفت بالحادثة قبل أن يتم الإفصاح عن سبب الخطف، حيث تطالب جماعة ليبية متشددة بإطلاق سراح اثنين من المتشددين ألقت السلطات التونسية القبض عليهما ضمن جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة نصبت في مايو 2011 كمينا لوحدة عسكرية تونسية في منطقة الروحية من ولاية سليانة (شمال غرب) ودخلت معها في مواجهات أسفرت عن مقتل ضابط ومجنّد من الجيش التونسي وعنصرين من المجموعة المسلحة. وخلال العام الماضي، لجأت تونس إلى إطلاق سراح متهمين ليبيين موقوفين في قضايا جنائية مقابل إطلاق سراح مواطنيها الذين خطفوا في مدينة الزواية غربي طرابلس.

مقايضة وضغط

ويرى المراقبون أن الميلشيـات المسلحـة التـي تسيطـر على العاصمـة الليبية وينتمي من بها إلى الجماعـات الدينيـة المتشـددة والى جماعـة الإخـوان باتـت تقـوم بعمليـات الخطف للضغط على الدول بقصد إطلاق سراح ليبيين متورطين في قضايا إرهابية في حين تقوم جماعات مسلحة مرتبطة بعصابات التهريب وتجارة السلاح والمخدرات بالعمل على إطلاق متورطين في جرائم جنائية في الدول المجاورة أو غيرها.

وتعترف السلطات الليبية بعجزها عن حماية الدبلوماسيين وهي التي عجزت عن حماية رئيس الحكومة السابق علي زيدان من الخطف ورئيس المؤتمر الوطني العام نوري بوسهمين من الوقوع بين أيدى الميلشيات والتحقيق معه ثم نشر شريط عملية التحقيق في جزئين أثارا جدلا واسعا في الداخل والخارج، فيما فشلت الحكومة في تشكيل جهاز الأمن الديبلوماسي نتيجة عدم الاستقرار السياسي و«تغوّل» الميلشيات الذي يحول دون سيطرة الدولة على أرضها ومنشآتها.

فرار رهينة

 

تمكنت ليبية تعمل موظفة أمن في السفارة الأميركية في طرابلس من الفرار من خاطفيها ونقلت إلى أحد مستشفيات العاصمة حيث كانت حتى الليلة قبل الماضية لاتزال تتلقى علاجا من جروح أصيبت بها خلال فرارها. وأشار الناطق باسم السفارة جو ميلوت إلى أن السفيرة الأميركية ديبورا جونز عادت الجريحة في المستشفى. طرابلس- أ.ف.ب

Email