اشتباكات في الرمادي ومقتل 25 مسلحاً بضربة جوية

تعزيزات عسكرية لهجوم واسع على الفلوجة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنظيم القاعدة في العراق

عززت القوات العراقية، أمس، استعداداتها العسكرية قرب مدينة الفلوجة الواقعة تحت سيطرة مقاتلين موالين لتنظيم القاعدة، إلا أنها أكدت على أن مهاجمة هذه المدينة التي تعرضت لحربين أميركيتين عام 2004 أمر غير ممكن «الآن»، فيما أكدت الولايات المتحدة دعمها للحكومة العراقية معلنة عن تسريع تسليم مبيعاتها العسكرية للعراق.

وعاشت مدينة الرمادي ليلة من الاشتباكات امتدت حتى صباح أمس، وقتل فيها أربعة مدنيين، وحاولت خلالها القوات الحكومية دخول مناطق يسيطر عليها مسلحو القاعدة من دون أن تنجح في ذلك، قبل أن يقتل 25 مسلحاً فيها بضربة جوية.

وقال ضابط في الشرطة العراقية برتبة نقيب يعمل في موقع قريب من شرق الفلوجة إن «الجيش أرسل (الثلاثاء) تعزيزات جديدة تشمل دبابات وآليات إلى موقع يبعد نحو 15 كلم عن شرق الفلوجة»، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.وكان مسؤول حكومي عراقي أبلغ «فرانس برس» الأحد الماضي أن «القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة»، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي، أول من أمس، عشائر وسكان الفلوجة إلى طرد «الإرهابيين» لتجنيب المدينة العملية العسكرية المرتقبة.

تريّث

واستبعد المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري أن تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة «الآن». وقال «لا يمكن اقتحام الفلوجة الآن حفاظاً على دماء أهاليها». وأضاف «هناك تريث حتى الآن في حسم معركة الفلوجة وندعو نحن أهالي الفلوجة لعدم إعطاء فرصة للمجرمين للعبث بأمن مدينتهم وعليهم إخراج المسلحين منها»، مشيراً رغم ذلك إلى أن السلطات تتلقى «استغاثات من العشائر والأهالي لتخليصهم من عناصر القاعدة».

وأكد العسكري أن «قوات الجيش العراقي ما زالت خارج المدن في حين يسيطر عناصر داعش والقاعدة على قضاء الفلوجة»، في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة.

الرمادي

في الرمادي، قال ضابط برتبة نقيب في شرطة المدينة إن «القوات الأمنية ومسلحي العشائر حاولوا الليلة (قبل) الماضية دخول مناطق يسيطر عليها مقاتلو داعش في جنوب المدينة». وأضاف أن الاشتباكات بين الجانبين بدأت ليل الاثنين وتواصلت حتى صباح أمس، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية لم تنجح في دخول هذه المناطق ومقاتلو داعش ما زالوا يسيطرون عليها».

وقال الطبيب أحمد عبد السلام من مستشفى الرمادي إن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب 14 آخرون بجروح في هذه المواجهات.

من جهته، قال الفريق الركن محمد العسكري: «تمكنت القوة الجوية العراقية من رصد عدد من المركبات المحملة بالأسلحة الثقيلة في ساحة الملعب بالرمادي وتم استهدافها بضربات صاروخية، ما أدى إلى مقتل 25 مسلحاً وتدمير أسلحتهم».

ووفقاً لتقارير الحكومة العراقية ومصادر في وزارة الداخلية، قتل أكثر من 200 شخص معظمهم من المسلحين على مدى الأيام الماضية في المعارك في محافظة الأنبار.

«تطهير»

وقرر مجلس الوزراء العراقي، أمس، مواصلة العمليات العسكرية في محافظة الأنبار غرب البلاد «حتى تطهير أرض العراق من الإرهاب».

وأكد المجلس في بيان صدر باتفاق جميع الوزراء على «دعم الجيش والأجهزة الأمنية والعشائر الغيورة في مواجهتها للجماعات الإرهابية وداعش ومن لف لفهم وتطهير أرض العراق من دنسهم».

علاقات

كما أكدت الولايات المتحدة الحفاظ على علاقة قوية بالعراق، معلنة عن تسريع تسليم مبيعاتها العسكرية له، فيما العمل جار لدعم جهود الحكومة العراقية بغية هزيمة تنظيم «القاعدة».

وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، خلال مؤتمر صحافي، إن «الولايات المتحدة تحافظ على علاقة قوية والتزام تجاه الحكومة العراقية».

وأضاف كارني «ما زلنا على اتصال وثيق من واشنطن وسفارتنا في بغداد مع القادة السياسيين العراقيين بشأن كيفية الاستمرار في دعم جهود الحكومة لهزيمة القاعدة، وما يعرف الآن باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وهي مظلة القاعدة».

وتابع «لقد قدمنا التزاماً كبيراً بمساعدة الحكومة العراقية في التعامل مع هذا الوضع، وهذ أمر يفترض بالعراقيين أن يتسلموه في زمام القيادة، والتعاطي معه بأنفسهم، ولكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع مساعدتهم، ونحن نفعل ذلك».

وأردف كارني «نحن نعمل بشكل وثيق مع العراق لتطوير استراتيجية كلية لعزل المجموعات المرتبطة بالقاعدة، وقد شهدنا بعض النجاح المبكر في الرمادي، حيث يبدو أن القوات القبلية والشرطة، بدعم من الجيش العراقي، تمكنت من عزل داعش في جيوب المدينة».

وأقر بأن «الوضع هش، ومن المبكر الحديث أو التوصل إلى خلاصات، لكننا نسرع مبيعاتنا العسكرية، وننظر في تزويد (العراق) شحنة إضافية من صواريخ هيلفاير، مع حلول فصل الربيع المقبل».

وأوضح كارني أن هذه الصواريخ هي عنصر واحد صغير من «الاستراتيجية الكلية»، لكنها أظهرت فعالية في منع «داعش» من الحصول على ملاذات آمنة سعت للحصول عليها في غرب العراق.

وتحدث عن تسليم 10 طائرات استطلاع دون طيار، من طراز «سكان إيغل» في الأسابيع المقبلة، و48 طائرة من طراز «رافين» في وقت لاحق هذا العام، مشيراً إلى أنها ستساعد العراقيين على «تعقب العناصر الإرهابية داخل البلاد».

وذكر كارني انه سبق ان تم تزويد العراق بمناطيد استطلاع في سبتمبر الماضي، و3 مروحيات «بيل آي 407» في ديسمبر.

 

علاوي: لا نعرف إن كان الرئيس العراقي حياً أو ميتاً

فجر رئيس قائمة «العراقية» إياد علاوي مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أعلن عدم معرفة جميع ساسة البلاد حقيقة مصير الرئيس العراقي جلال الطالباني، الغائب عن المشهد السياسي منذ نحو عام. وطالب علاوي، في حوار له مع صحيفة «الوطن» القطرية بالتزام رئيس الوزراء نوري المالكي بالشفافية في التعامل مع الملف الصحي للطالباني. كما طالب أن يعرف الشعب العراقي مصير رئيسه قبل انطلاق موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في إبريل، مؤكداً أن غياب الرئيـــس يعني عدم دستــــــورية هــــذه الانتخابات. الدوحة ــ د.ب.أ

 

نفي

نفت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، وجود رغبة لدى واشنطن في إرسال قوات أميركية إلى العراق إثر التطورات في الأنبار.

وقال الناطق باسم البنتاغون الكولونيل وارن في تصريحات صحافية، إن

إن «الولايات المتحدة تقدم معلومات إلى العراقيين عبر نحو 100 عسكري أميركي لا يزالون في مقر السفارة الأميركية في بغداد»، موضحاً في الوقت نفسه أنه «لا يوجد تنسيق على المستوى التكتيكي، أي على مستوى المعارك على الأرض».

Email