تقارير »البيان«

سيناريو العراق يتكرر في ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدو الثورة الليبية سائرة نحو سيناريو مشابه لما حصل في العراق خلال الأعوام العشرة الماضية، من قبيل: انهيار الدولة والقضاء على الجيش وتهجير مئات الآلاف إلى الخارج وتشريد عدد كبير في الداخل وسيطرة الميلشيات المسلحة واتساع دائرة الترويج للنظام الفيدرالي واعتماد مبدا اجتثاث كل من عمل مع النظام السابق في جميع المجالات وانتشار الجماعات الدينية المتشددة، وبروز ظاهرة الاغتيالات. وفي وقت لايزال العراقيون يعانون من نتائج قانون اجتثاث البعث، الذي أقصى بموجبه مئات الآلاف من العراقيين وخاصة من المناطق السنيّة في غرب وشمال العراق والذي اعتبر انقلابا على الدولة وليس على الحزب الحاكم فيها سابقا، فإن قانون العزل السياسي الليبي سيعزل مناطق كاملة عن العمل السياسي وخاصة في الوسط والجنوب والمناطق الغربية التي تتمركز فيها القبائل العربية، بل ويستهدف كل من انشق عن نظام العقيد معمر القذافي طيلة 42 عاما، وخاصة قبيل وأثناء ثورة فبراير.

تهجير

وكما حدث في العراق تماما، لجأ أكثر من مليون و 700 ألف ليبي من أنصار النظام السابق، ومن عملوا في وظائف حكومة ومدنية وأمنية وعسكرية، الى الإقامة خارج البلاد. كما تم تهجير ليبيين من مناطقهم الأصلية الى مناطق أخرى حيث يقيمون في مخيمات تعاني الإهمال الكامل.

دعوات فيدرالية

وإذا كان العراق عاش بعد الغزو على هاجس التقسيم الطائفي الى شيعة وسنّة وأكراد، فإن ليبيا تعيش حالة من الانقسام الفعلي الى شرق وغرب وجنوب، وهو ما ترجمته الدعوات المستمرة لإعلان فيدرالية برقة، وفيدرالية فزّان، وهو ما يرفضه أهل المنطقة الغربية ( إقليم طرابلس) الذي يفتقر الى الثروات الطبيعية من نفط وغاز وماء، إضافة الى أنه كان دائما يحمل شعار الوحدة.

«القاعدة» والإرهاب

وكما حدث في العراق، وجدت «القاعدة» منفذا لها في ليبيا، حيث تمتلك مخازن السلاح والمعسكرات لتدريب أنصارها من الداخل والخارج. وفي خطوة لافتة، دعا وزير خارجية النيجر محمد بازوم إلى التحرك ضد «المسلحين الإسلاميين» داخل التراب الليبي، قائلا إنهم «يمثلون تهديداً متنامياً للدول المجاورة»، مشيراً إلى أن بلاده لديها معلومات بأن «الإسلاميين الذين طردوا من مالي، على أيدي قوات تقودها فرنسا، يقيمون قواعد لهم في جنوب ليبيا ».

جانب آخر يشهد تماهيا بين الوضع في العراق وفي ليبيا وهو الاعتداء على الأضرحة والمقامات والقبور، حيث شهت ليبيا تدميرا لمئات الأضرحة الصوفية على غرار ما تعرضت له عشرات الأضرحة والمزارات العراقية.

عشرات الفضائيات

تم إطلاق عشرات القنوات الفضائية الليبية على غرار النموذج العراقي تحمل أسماء المدن والمناطق مثل مصراتة وصرمان وفزّان وبني وليد وصبراتة. كما ظهرت أول قناة أمازيغية ليبية على غرار الفضائيات الكردية في العراق. ومن جهة أخرى، أطلق أنصار النظام السابق قنوات خاصة بهم تمجّد معمر القذافي وتبث خطبه وتبث أناشيد «الجماهيرية». البيان

Email