بينهم 23 امرأة و20 طفلاً

قوات الأسد ترتكب مجزرة بالسكاكين في بانياس

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتكبت الميليشيات الموالية لنظام الرئيس السوري التي تعرف بـ«الشبيحة»، مدعومة من قوات نظامية، مجزرة مروعة في مدينة بانياس في عمليات قتل طائفية استخدمت فيه السكاكين والذبح على نطاق واسع أسفر عن مقتل 132 شخصاً من بينهم 23 امرأة و20 طفلاً معظمهم ما دون الثلاث سنوات، فيما شهدت القرى المعارضة المحيطة ببانياس موجات نزوح جماعية أعادت إلى الأذهان مشهد النزوح الفلسطيني عقب مجزرة دير ياسين، فيما بلغت حصيلة القتلى في سوريا إلى نحو 190 قتيلاً.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن 132 شخصاً سقطوا جراء إعدامهم ميدانياً في حيّ رأس النبع بمدينة بانياس الساحلية «موثقين بالاسم بينهم 23 امرأة و20 طفلاً». وأضافت اللجان أنّ هناك المزيد من الجثث الملقاة في المنازل والطرقات بينهم عائلة نازحة من حمص، ويواجه الناشطون صعوبة بالغة في التوثيق بسبب الحصار المطبق عليهم.

وأصدرت اللجان بياناً عن المجازر المروعة التي تشهدها القرى المحيطة ببانياس، حيث «بدأت قوات النظام مدعومة بأعداد كبيرة من شبيحة وسكان قرى الطائفة العلوية المجاورة حصارها لقرية البيضا في الخميس الماضي وقامت بقصفها بشكل عنيف بالمدفعية والدبابات تحت ذريعة وجود مسلحين فيها، عقب ذلك اقتحمت قوات النظام وشبيحته القرية ونفذت إعدامات ميدانية بالسكاكين والرصاص تحت دوافع طائفية بحق السكان السنُّة مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى بينهم عائلات بأكملها والكثير من الأطفال والنساء».

وبلغ عدد الضحايا في مجزرة البيضا أكثر من 300 قتيل.

وأضافت أن أحياء مدينة بانياس تعرضت لقصف عنيف من البوارج الحربية وقوات النظام المتمركزة في حيّ القصور وتم تسجيل سقوط 70 قذيفة، تهدم عدّة منازل على إثرها. وبث ناشطون مقاطع فيديو أظهرت عشرات الجثث المحترقة، وأجساداً بلا رؤوس، وعلامات للذبح على أعناق الضحايا.

نزوح جماعي

بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان مئات العائلات تفر من الأحياء السنية لمدينة بانياس وذلك خوفاً من «مجزرة جديدة».

 وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: ان «مئات العائلات تهرب من الأحياء السنية في بانياس خوفاً من مجزرة جديدة»، وان هؤلاء بدأوا بالفرار منذ فجر اليوم في اتجاه طرطوس وجبلة جنوب بانياس وشمالها. وتأتي عمليات الفرار هذه غداة قصف القوات النظامية الأحياء السنية في جنوب بانياس.

وبدأت حركة الفرار هذه بعد عمليات قصف لأحياء سنية في جنوب المدينة الواقعة في محافظة طرطوس، وبعد يوم من مقتل مئات الأشخاص في قرية البيضا السنية المجاورة اثر اشتباكات دارت فيها للمرة الأولى بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية.

توثيق المجزرة

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تسجيلاً مصوراً على الانترنت يظهر جثث عشرة أشخاص قال إنهم قتلوا في راس النبع نصفهم من الأطفال.

وظهرت بعض الجثث والدماء تحيط بها بينما غطت الحروق جثة طفلة رضيعة احترقت ملابسها وتفحمت ساقاها. وبانياس جيب سني يقع وسط منطقة علوية واسعة على ساحل البحر المتوسط ويتهم نشطاء بالمنطقة ميليشيا موالية للأسد بممارسة تطهير عرقي.

وأظهر تسجيل مصور آخر نشره نشطاء على الانترنت ما يقولون إنها جثث 20 شخصاً قتلوا في بانياس خلال الليل وجميعهم من عائلة واحدة ومن بينهم امرأة وتسعة أطفال.

وألقى المرصد المسؤولية في سقوط هؤلاء القتلى على قوات الدفاع الوطني وهي مجموعة جديدة شبه عسكرية يشكل معظمها مقاتلون من الأقليات المؤيدة للأسد.

معركة القصير

إلى ذلك، قال عبد الرحمن في اتصال هاتفي: «يبدو ان ثمة تقدماً للقوات النظامية المدعومة بعناصر النخبة من حزب الله في اتجاه مدينة القصير» الواقعة في محافظة حمص وسط سوريا، موضحاً ان هذه القوات «باتت على بعد كيلومترات قليلة» من المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وتحدث المرصد أمس عن اشتباكات عنيفة تدور في البساتين المحيطة بمدينة القصير التي تتعرض لغارات جوية متواصلة، مشيراً الى مقتل 16 شخصاً بينهم 12 مقاتلاً أمس.

وقال عبد الرحمن إن «ثمة تصميماً لدى القوات النظامية على دخول مدينة القصير»، وذلك بعد ايام من سيطرتها على قرى عدة محيطة بها أبرزها جوسيه الحدودية مع لبنان، بحسب المرصد. وأقر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب متلفز الثلاثاء أن عناصر من حزبه يقاتلون الى جانب القوات النظامية في ريف القصير، ومشدداً على انهم «يدافعون» عن لبنانيين شيعة يقيمون في قرى حدودية داخل الأراضي السورية.

سيارة مفخخة

في دمشق، أفاد المرصد عن تفجير عبوة ناسفة في سيارة عميد في القوات النظامية السورية في حي مشروع دمر في شمال غرب دمشق، ما أسفر عن إصابة الضابط ومقتل سائقه. وفي مدينة الرقة (شمال) التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، أفاد المرصد مقتل ستة أشخاص وإصابة 25 آخرين بجروح جراء قصف بالطيران الحربي.

 

الثوار نحو حرب استنزاف في معاقل العلويين

في منطقة اللاذقية، في قلب المناطق العلوية، الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الاسد، يؤكد المقاتلون المعارضون استعدادهم لخوض حرب استنزاف، بسبب افتقارهم الى الاسلحة القادرة على مواجهة القوة الضاربة للنظام.

ففي معسـكر للـجيش السوري الحر المعارض، تتدرب مجموعة من المقاتلين، وهم خليط متـنوع مـن التجـار السابـقين والمزارعين والجنود المنشقين فـي هـذه المنطقة الساحلية وسط الجبال والـغابات.

ويقفز المقاتلون والسلاح بيدهم فوق حاجز خشبي ثم يمرون بين الاشجار وينبطحون أرضا في وضعية اطلاق نار استعدادا لمعارك مرتقبة مع قوات النظام التي لها معسكر قريب.

وبالرغم من تصميمهم، يعترف عناصر لواء عبد السلام ان مهمتهم صعبة في مواجهة قوات النظام المجهزة بالاسلحة بشكل افضل والتي تملك السيطرة التامة على الاجواء حتى فوق المناطق المحررة من قبل الثوار.

ومنطقة اللاذقية تعتبر معقلا علويا، الطائفة التي ينتمي اليها الاسد، بينما غالبية سكان البلاد، مثل المعارضين، هم من المسلمين السنة.

والمعركـة هــنا تـدور مـن قرية الى قرية، ومـن تلة الى اخـرى. ويـدافع النظام بشراسة عـن السـاحل المتوسطي الذي يعتبر بمـثابة الملجأ المحتمل لعائلة الاسد في حال سقوط دمشق. وفقد الجيش الحر عددا من مقاتليه في معركة شرسة اواخر ابريل للاستيلاء من القوات النظامية على قمة النـبي يونـس، اعـلى نقطة في منطقة اللاذقية توفر تقدما اساسيا للمعارك.

واحد التحديات المتزايدة التي سيواجهها المقاتلون المعارضون يتمثل في وجود متسللين اطلقوا صواريخ مضيئة غامضة خلال الليل من الاراضي التي يستولي عليها الثوار، ربما لإبلاغ القوات الحكومية بأهداف لقصفها. ومع بدء حلول الظلام على معسكر التدريب، دوى اطلاق نار عبر الجبال، وأمر قادة المقاتلين المعارضين رجالهم بوقف التمارين.

 

واشنطن «مروعة»

أعلنت الولايات المتحدة أمس أنها «روعت» إزاء الأنباء التي تحدثت عن قيام القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب «مجزرة» في بلدة البيضا السورية، وحذّرت من أن «المسؤولين عن الخروقات لحقوق الإنسان يجب أن يحاسبوا».

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي في بيان إن «الولايات المتحدة روعت من الأنباء التي أشارت إلى وقوع أكثر من مئة قتيل في الثاني من مايو في هجمات وحشية على بلدة البيضا».

وأضاف البيان: «بناء على هذه المعلومات فإن قوات النظام وميليشيات الشبيحة دمرت المنطقة عبر قصفها بالهاون ثم انقضت على البلدة، حيث أعدمت عائلات بكاملها بنسائها وأطفالها». وخلصت الناطقة إلى القول: «لا بد من محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان».

Email