حي المالكي في دمشق يحرسه إيرانيون وسكانه يأكلون الجبنة الفرنسية المستوردة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يبدو من السخف الحديث عن حياة عادية في سوريا بعد عامين من الثورة، وأكثر من 70 ألف قتيل وخمسة ملايين نازح.

ولكن، في حي المالكي الراقي بالعاصمة دمشق، لا تزال فئة من الأغنياء الموالين للنظام تتمتع بالتبضع في مركز تجاري وشراء الجبنة الفرنسية المستوردة وأجهزة «آي باد» منه.

ففي المالكي، تسقي مرشات المياه المروج المشذبة خارج الشقق الفاخرة التي تقدر بملايين الدولارات، فيما يتوفر الوقود لسيارات سكان الحي الفارهة والكهرباء كذلك لأجهزة التكييف داخل منازلهم.

ويستمر سكان الحي في التمتع بوسائل الراحة المادية والبضائع المستوردة المتوفرة بكثرة، فيما يعيش ملايين آخرين على المساعدات الغذائية. وحتى في المالكي، تبدو الحالة الطبيعية وهماً وغير واقعية، كما التأكيدات العديدة لمسؤولي النظام من أن النصر قريب.

فقرب متجر فاخر لبيع الشوكولا، ألصقت أوراق تنعي أشخاصاً قتلوا خلال النزاع، على الرغم من أن حالة السكون في الحي تناقض تقارير منظمات الإغاثة عن بلدٍ منقسم بخطوط مواجهة متنقلة ومعارضة متشظية.

وفي هذا المتجر، لا بد من الدفع نقداً فقط، على اعتبار أن العقوبات الاقتصادية أجبرت شبكات بطاقات الاعتماد الدولية على مقاطعة أي عمليات التحويل في سوريا، في حين أن الأسعار في لوائح الطعام تم تحديثها أكثر من مرة بسبب التضخم وارتفاع الأسعار.

حرس إيرانيون

وفي الجوار، تسمع أصوات طلقات مدفعية تذكر سكان المالكي بحرب الشوارع قربهم، فيما تحلق في بعض الأيام طائرة «ميغ» في السماء في طريقها إلى قصف معاقل الثوار.

ويعود الفضل في حماية أمن الحي الدمشقي الثري إلى أشخاص يتكلمون اللغة الفارسية وليس العربية، بحسب الأهالي، حيث تنتشر أقاويل أن رئيس النظام بشار الأسد نفسه وعائلته يسكنون المنطقة.

ويتندر البعض على مقولة إن الحي يقع ضمن ما يعرف بـ«المربع الأمني»، مشيرين إلى تقلص المساحات التي يسيطر عليها النظام ليقلبوا المصطلح إلى «المثلث الأمني».

لا زبائن للذهب

ويشتكي أحد أصحاب متاجر بيع الحلي الثمينة من ندرة الزبائن في أحد الأسواق القديمة. ويقول: «يبيع الناس الذهب ولا يشترونه هذه الأيام»، مضيفاً: «تزدهر تجارتنا بفضل السياح والأعراس». ويردف: «لا أحد يتزوج والسياح رحلوا».

وعلى طاولة فاخرة مليئة بالطعام، يناقش بعض المسيحيين مخاطر الخطف والهجمات بقذائف الهاون، في وقت هاجر الميسورون إلى لبنان، بعدما تحولت الحياة في العاصمة السورية العريقة إلى أشبه بلعبة «روليت» روسية.

 

نقاط

من بين 38 نقطة تفتيش وحاجزاً عسكرياً على طريق دمشق ــ حلب، مروراً بمدينتي حمص وحماة، فإن تسعة من تلك الحواجز للثوار، حيث يبدو الوضع مختلفاً في العاصمة التجارية لسوريا عنه في دمشق. رويترز

Email