رأى أنّ مطالب الفيدرالية ستكون حاضرة قريباً

النجيفي لتلفزيون دبي: المالكي مسؤول عن انهيار العراق

زينة يازجي خلال الحوار مع أسامة النجيفي من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شن أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي في لقاء مع تلفزيون دبي، هجوماً لاذعاً على رئيس الوزراء نوري المالكي، حيث حمله مسؤولية «ما يجري في العراق من تدهور أمني وانهيار سياسي وتصدع اجتماعي ومكوناتي» ، كما أدرج «حرمان» محافظتي نينوى والأنبار في خانة منهج طائفي تتبعه حكومته، محذراً من رفع ورقة تقسيم البلاد إلى أقاليم قريباً، فيما اعتبر أن الخلاف السني الكردي حول كركوك أصبح ثانوياً، بينما أعرب عن اعتقاده بوجود اتفاق استراتيجي أميركي إيراني حول مصير العراق والشرق الأوسط.

وقال النجيفي في حلقة من «برنامج الشارع العربي مع زينة يازجي» تبث كاملة مساء اليوم الأحد إن المطالب بتقسيم العراق إلى أقاليم ستكون حاضرة بالتأكيد في وقت ليس ببعيد إذا لم تعالج مشاكل بغداد بعد الانتخابات ولم تتبدل الخارطة السياسية، وأضاف أنّ وقت الأقاليم «يحين إذا انقطعت سبل الشراكة واستمرت بغداد بإدارتها الحالية وبنفس السياسة المتبعة في التعامل مع المحافظ».

عودة الفيدرالية

ونفى النجيفي وجود أي حرمة دستورية بشأن الخوض في مسألة تقسيم العراق إلى أقاليم. وفيما شدد على أن العراق بلد واحد، أكد بالمقابل أن «الأقاليم متاحة دستورياً»، مشيرا إلى وجود قانون كان قد شرع سابقاً حدد كيفية تشكيلها. ورأى في تشكيل الأقاليم مخرجاً ينقذ من «اليد الحديدية والتسلط» الذي قال إنه يطال حقوق المحافظات والمواطنين.

ولفت رئيس البرلمان العراقي إلى أن البلاد تشهد محاولة لـزيادة مركزية الدولة وإهمال المحافظات مع سلب صلاحياتها وحقوقها، رغم ما ينطوي عليه ذلك من انتهاك للدستور، مشيراً إلى أن «الدستور رسم شكل الدولة العراقية على أنها دولة اتحادية لامركزية، وأعطى صلاحيات واسعة للمحافظات والأقاليم، وحدد سلطات الحكومة الاتحادية في المركز، ووسع الصلاحيات في المحافظات»

هجوم قوي

وهاجم رئيس مجلس النواب رئيس الوزراء العراقي بشدة، حيث حمّله مسؤولية ما يجري في العراق من تدهور أمني وانهيار سياسي وتصدع اجتماعي ، معرباً عن استيائه من استمرار سياساته، رغم أنها مرفوضة على نطاق واسع من قبل السنة والأكراد، إضافة إلى قطاع واسع من الشيعة، وفق تعبيره.

وبخصوص رفض المالكي تلبية طلب استجواب كان قد وجهه له أخيراً نواب في البرلمان، اتهم النجيفي رئيس الوزراء العراقي بأنه لا يحترم السلطة التشريعية، ويحاول جعل البرلمان إحدى دوائر مجلس الوزراء. وأدرج النجيفي ما سماه «حرمان» محافظتي نينوى والأنبار من حق المشاركة في الانتخابات المحلية في سياق منهج طائفي تتبعه الحكومة، متهماً سياساتها بأنها «تميز بين العراقيين على أساس المذهب والقومية وتتخذ إجراءات قسرية تجاه المحافظات وتحرمها من حقوقها».

الخلاف السني الكردي

ووصف النجيفي الخلاف السني الكردي حول مصير كركوك والموصل وديالى، وهي مناطق دأب الأكراد على المطالبة بضمها إلى إقليم كردستان، بأنه بات يعتبر «خلافاً ثانوياً ومؤجلاً» بالنظر إلى «حجم الهجمة التي نواجهها من قبل حزب رئيس الوزراء وقسم من قوى التحالف الوطني»، غير أنه رفض في الوقت نفسه التنازل عن تلك المناطق، معتبراً أن أمرها «يعود لقرار شعبي مبني على ثوابت قانونية»

وموازاة مع ذلك، شدد على التفريق بين تيار المالكي وحلفائه من جهة، وبقية الشيعة الذين «يؤمن كثير منهم بالشراكة وبحق المواطنة والمساواة بين المواطنين»، فيما نوه بسياسة التيار الصدري الحالية، التي قال إنها «تقترب كثيراً من سياستنا تجاه البلد»

دعم أميركي للمالكي

إلى ذلك، اتهم رئيس البرلمان العراقي الولايات المتحدة بعدم إقامة وزن لحقوق الإنسان في العراق، إذ «ترى وتسمع الكثير من المخالفات»، لكن بالمقابل «تقدم للمالكي دعماً غير مشروط».

ومضى النجيفي في الإشارة إلى الانحياز الأميركي لصالح المالكي على حساب بقية الأطراف بالقول: «الولايات المتحدة لم تلتزم بوعودها بشأن الضغط على المالكي للالتزام باتفاق أربيل»، وأضاف أنّه «رغم أنه نكل باتفاق أربيل استمرت في دعمه، وبالعكس ضغطت علينا وعلى الأكراد وبعض القوى الشيعية في سبيل الحيلولة دون سحب الثقة منه»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تجد بديلاً عنه للحصول على «بعض الاتفاقات وصفقات السلاح».

 

اتفاق استراتيجي

كشف النجيفي عن أن الولايات المتحدة وإيران تتبعان منهجاً سياسياً في العراق يجمعهما على دعم المالكي، كما أعرب عن اعتقاده بوجود «اتفاق استراتيجي» بين البلدين حول عموم الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن العراق من المحتمل أن يكون إحدى المناطق التي رسمت صورته المستقبلية في ذلك الإطار، مستدلاً على ما ذهب إليه بــ«كثير من التطابق نراه بين سياستي البلدين تجاه ما يحدث في العراق»

وفسر المسؤول العراقي ما يحظى به المالكي من دعم إيراني بأنه يستجيب «لكثير من الالتزامات التي تطلبها إيران، كما يستجيب للوضع الذي تريده طهران في المنطقة».

 

Email