محللون لـ «البيان»: خطة خليجية ضرورة لمواجهة إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب محللون سياسيون وأمنيون في تصريحات لـ«البيان»، دول مجلس التعاون الخليجي بضرورة وضع خطة عمل استراتيجية لتفتيت المشروع الإيراني في المنطقة، في وقت استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة السعودية في طهران وسلمته مذكرة احتجاج حيال ما سمته «مزاعم حملة إعلامية بشأنها».

وقال المحلل السياسي كمال الشمري ان محاولة طهران التدخل في الشأن السعودي، وما سبقتها من محاولات «تهدف بشكل أساسي الى تقويض النفوذ السعودي في المنطقة ومحاولة إضعافه ومحاولة سحب الريادة الإسلامية منها مهما كلف الثمن وكذلك إضعاف الدور الخليجي المعتدل عموماً».

بدوره، أشار الكاتب والباحث نايف عبدالله الجهني الى وجود تشابه كبير بين شبكة التجسس التي فككتها السعودية وكانت تعمل لصالح إيران، ومثيلتها التي تم الكشف عنها في الكويت في مايو 2012، على اعتبار ان طهران استغلت في كلا الشبكتين البعد الطائفي لعملائها، فضلا عن التشابه في تركيبة الشبكتين الإيرانيتين في كل من السعودية والكويت، عبر الاستعانة بعناصر من مواطني الدولتين بقيادة من عناصر خارجية ترتبط مباشرة بجهاز الاستخبارات الإيرانية.

ومن جهته، وصف المفكر السياسي فهد الشمراني المحاولة الإيرانية بالتجسس على السعودية بأنها «إجرامية وإرهابية يائسة تكشف عن نوايا عدوانية لطهران»، معتبراً أن «المحاولات المتكررة لزرع خلايا التجسس والإرهاب في دول مجلس التعاون تسعى إلى المساس بأمنها واستقرارها، وتؤكد ان ايران تضع نفسها دوما في موقف العداء مع جاراتها».

وأردف القول: «الساسة الإيرانيون يصنعون الأعداء إذا لم يكن لديهم احد لهدف استراتيجي يتمثل في إيهام الشعب بأنهم يدافعون عن حقه، ومن اجل ان يلقى خطابهم رواجا في الداخل فإنهم يصورون البلاد بأنها مستهدفة من الغرب وتجسيد المشهد على انه ابتزاز ومحاولة تركيع من الغرب لاسيما في الملف النووي». وأضاف: «أحداث منطقة القطيف كشفت عن الدعم الإيراني المزدوج لتنظيمات تجمعها الأفكار الأصولية، كما أن طهران تدعم فلول القاعدة من جهة، وتدعم أيضاً التنظيمات الراديكالية حتى صار تدخلها في الخليج له وضوح الشمس».

أما أستاذ العلاقات الدولية خالد القحطاني، فرأى أن إيران تعتبر السعودية تحديداً بمثابة «ميدان حرب يتم التعامل السياسي والاستخباري والأمني معها على هذا الأساس».

استدعاء واحتجاج

في الأثناء، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة السعودية في طهران. وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء ان رئيس الدائرة الاولى للخليج بوزارة الخارجية الإيرانية «سلم في هذا اللقاء القائم بالأعمال السعودي مذكرة احتجاج»، حيال ما سماه «المزاعم والحملة الإعلامية بشأنها»، على حد تعبيره. وطالب رئيس الدائرة الاولى للخليج في وزارة الخارجية القائم بالأعمال السعودي «تقديم ايضاحات رسمية حول الموضوع»، على حد وصفه.

أدلة للقضاء

ومن جهتها، أعلنت السلطات السعودية أن أدلة إدانة خلية التجسس المرتبطة بالاستخبارات الايرانية ستعلن أمام القضاء.

ونقلت تقارير اعلامية عن الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي قوله إن «الأدلة التي أشارت إليها الوزارة والتي تثبت ارتباط خلية التجسس المقبوض عليها مؤخرا باستخبارات ايران ستظهر عند عرض المتورطين على القضاء لإصدار أحكام بحقهم». وأردف التركي القول إن المتورطين في شبكة الـ«18» التجسسية «هم من اعترفوا خلال التحقيقات الأولية معهم بارتباطهم المباشر بأجهزة الاستخبارات الإيرانية»، مشدداً أن لهذه القضية «أبعاداً خطيرة على أمن الوطن والمواطنين السعوديين».

يشار إلى أن السلطات السعودية أعلنت الثلاثاء الماضي أن لديها دليلا بأن الـ 18 شخصا، وهم 16 سعوديا وايراني ولبناني، الذين تم القاء القبض عليهم الأسبوع الماضي بتهمة التجسس، يعملون لصالح طهران.

تسريبات

أفادت تقارير أن السفير الإيراني لدى السعودية غادر الى بلاده منذ عدة أيام. وأشارت التقارير إلى احتمال بقائه في طهران حتى إشعار آخر. وكان من اللافت أن إيران نفت أية صلة لها بشبكة التجسس التي فككتها أجهزة الأمن السعودية، حتى قبل أن تعلن السعودية علاقة الشبكة بإيران.

Email