عباس : سنلتقي قريباً في القطاع.. و«حماس» تعتبر نجاح المهرجان إنجازاً

مليونية في غزة بذكرى انطلاقة «فتح»

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفل قرابة مليون فلسطيني في قطاع غزة في مشهد غير معهود منذ أكثر من خمسة أعوام أمس، وفقاً لتقديرات حركة «فتح»، بذكرى الانطلاقة 48 للحركة، التي حمل مهرجانها اسم «الدولة والانتصار»، احتفاء بالعضوية الأممية، فيما أكد الرئيس الفلسطيني أنه لا بديل عن الوحدة لتحقيق النصر، مؤكداً أنه سيلتقي قريباً بأنصار الحركة في غزة، في حين باركت حركة «حماس»، التي تسيطر على القطاع، نجاح المهرجان، واعتبرته إنجازاً لها أيضاً، واصفة إياه بأنه «مهرجان للوحدة»، في تصريحات تعكس جواً من الوفاق الفلسطيني الداخلي.

وقال القيادي في «فتح» جمال عبيد، في تصريحات صحافية أمس، إن قرابة المليون شخص يحيون مهرجان انطلاقة الحركة على أرض السرايا بمدينة غزة.

وأضاف أن «ساحة السرايا والشوارع المحيطة بها أغلقت بالكامل»، مضيفاً أن «رسالة الجماهير هي إنهاء الانقسام»، ومعتبراً أن «على الدوائر الإقليمية والدولية إعادة حساباتها من جديد تجاه قطاع غزة».

وكان مئات آلاف الفلسطينيين احتشدوا بساحة السرايا منذ وقت مبكر صباح أمس، للمشاركة في مهرجان انطلاقة حركة فتح الـ 48، الذي بدأ فعالياته رسمياً بعد الظهر، والذي يعد الأول من نوعه منذ سيطرة «حماس» على القطاع في 2007.

ويعود آخر مهرجان جماهيري نظمته «فتح» في غزة، إلى 13 نوفمبر 2007، لإحياء ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، انتهى باشتباكات مع شرطة «حماس»، ومقتل 10 من المشاركين وجرح آخرين.

الدولة والانتصار

وحمل المهرجان اسم «الدولة والانتصار»، احتفاء بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 29 نوفمبر الماضي، رفع مكانة فلسطين إلى صفة دولة مراقب غير عضو فيها.

ورفع المشاركون في المهرجان رايات «فتح» الصفراء، ورددوا هتافات مؤيدة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

واعتبر نائب المفوض العام لحركة «فتح» يحيى رباح، الحشود «استفتاء جديداً للحركة»، واصفاً هذا اليوم بأنه «تاريخي ويوم فرح للشعب الفلسطيني بأسره».

وقال إن «الجماهير توصل رسالة للعالم، بأن «فتح» هي صاحبة المشروع الوطني».

بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن احتفالات غزة بانطلاقة «فتح»، هي استفتاء شعبي شامل على دعم الخط السياسي الصحيح للقيادة الفلسطينية.

غزة.. حاضنة الثورة

وفي كملة متلفزة بثت في المهرجان، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنه «لا بديل عن الوحدة الوطنية لتحقيق النصر».

وشدد عباس على الوحدة بين غزة والضفة، قائلاً: «نولي جل اهتمامنا لرفع الحصار عن غزة، لكي تكون موصولة لباقي الوطن.. وسنعمل كل ما هو ضروري لرفع الحصار عن غزة».

وخاطب عباس المشاركين: «إن شاء الله نلتقي قريباً بكم في غزة»، مشيداً بغزة، التي قال إنها «حاضنة الثورة ومفجرة الانتفاضة الأولى».

مهرجان للوحدة

بدوره، قال الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري، إن حركته تعاملت مع مهرجان احتفال «فتح» باعتباره «مهرجاناً للوحدة الوطنية».

واعتبر أبو زهري أن «نجاح مهرجان انطلاقة «فتح» إنجاز لحركة «حماس»، مثلما هو إنجاز لـ «فتح»». ورأى في «هذه الأجواء الإيجابية التي تسود الساحة السياسية الفلسطينية، خطوة على طريق استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام السياسي».

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية المقالة في غزة، أن حركة وصول المواطنين إلى مهرجان حركة «فتح»، «لم تسجل أية عراقيل».

وكانت قيادات من «فتح»، المقيمة في الضفة، وصلت إلى غزة، ومن أبرزها عضو لجنتها المركزية جبريل الرجوب، الذي التقى رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، وبحثا الترتيبات النهائية لعقد المهرجان.

وكانت السلطة الفلسطينية سمحت لحركة «حماس» الشهر الماضي، بتنظيم مسيرات واحتفالات في ذكرى انطلاقتها بالضفة الغربية، في ظل أجواء تصالحية، برزت بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي استمر 8 أيام في نوفمبر الماضي.

 

قتيل وجرحى

 

قتل فلسطيني أمس، وأصيب سبعة بجروح، بحادثة سقوط عن عمود كهرباء وتدافع خلال مهرجان إحياء الذكرى الـ 48 لانطلاقة حركة «فتح» في غزة. وقال مصدر طبي فلسطيني، إن الشاب إبراهيم تايه (23 عاماً)، توفي بعد سقوطه عن عمود الضغط الكهربائي قرب مفترق السرايا في غزة، أثناء محاولته تعليق راية لحركة «فتح» عليه، فيما أصيبت الفتاة تحرير بكر (20 عاماً) بحالة خطيرة، نتيجة سقوط الشاب تايه على مجموعة من المواطنين كانوا في المكان.

إلغاء وفوضى

 

كان يفترض أن يلقي القيادي في حركة «حماس» روحي مشتهى، كلمة الفصائل الفلسطينية، فيما كان من المقرر أن يلقي شعت كلمة «فتح»، وانتصار الوزير كلمة المرأة الفلسطينية، وهي كلمات ألغيت جميعها.

وأكد الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري، رسمياً، أن ««فتح» طلبت من «حماس» عدم الحضور للمهرجان بسبب الفوضى وفقدان السيطرة على منصة الحفل».

Email