قلق عربي من تصاعد العنف ودعوة أممية إلى تسوية سياسية

85 % من بني وليد تحت سيطرةالجيش الليبي

محتج ليبي مغمى عليه في العاصمة طرابلس بعد احتجاجات عنيفة على اقتحام بني وليد رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت القوات الليبية سيطرتها على 85 في المئة من مدينة بني وليد بعد أيام من القتال العنيف، فيما عبرت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة عن قلقهما من التطورات المقلقة التي تشهدها ليبيا، وخاصة على خلفية الأحداث في بني وليد، ودعت الأمم المتحدة إلى تسوية سياسية بالوساطة.

وأكد الناطق باسم الجيش الليبي محمد القندوز أن الجيش سيطر على أكثر من 85 في المئة من مدينة بني وليد.

وقال القندوز، في مؤتمر صحافي في مدينة مصراتة، إن الهدوء النسبي ساد خطوط التماس مع «المجموعات الإجرامية» في بني وليد بعد أن سيطر الجيش على أكثر من 85 في المئة من المدينة بما فيها المرتفعات والمطار والمنطقة الصناعية، ولم تتبق سوى المباني السكنية في منطقة الظهرة، حيث يجري التقدم ببطء لوجود بعض العائلات في تلك المنطقة وللحفاظ على أهالي المدينة المحتجزين لدى المجموعات الإجرامية المسلحة، بحسب القندوز الذي أكد أيضاً أن الجيش يعتبر كل من يستخدم السلاح ضد أفراده مطلوبا للعدالة ويتم التعامل معه فورا، مشيرا إلى وجود مجرمين تم القبض عليهم خلال العمليات العسكرية ببني وليد وتمت إحالتهم لشرطة الجيش الوطني .

وكانت المواجهات في بني وليد أخذت منحى تصعيدياً بالنسبة لقوات الحكومة، التي فقدت 26 شخصاً وجرح أكثر من 200 آخرين خلال عملية اقتحام المدينة المحاصرة أول من أمس، وانعكس ذلك على تعزيز الأمن في العاصمة طرابلس بقوات إضافية تحسبا لأي خروقات أمنية.

خميس القذافي

وفي السياق، نفى القندوز أن تكون لدى قوة المحور الرابع التي تقاتل في بني وليد أية معلومات عن القبض على شخصيات من النظام السابق بمن فيهم خميس القذافي والناطق باسم النظام السابق موسى إبراهيم، وذكر أن المعلومات التي نشرتها وسائل إعلامية كانت مبنية على تصريحات إعلاميين ثم تأكيدها من المؤتمر الوطني العام. وناشد القندوز الجهات الرسمية التي أكدت القبض على خميس القذافي وموسى إبراهيم أن تقوم بنشر صورهما إن كان الخبر يقينا.

اقتحام مقر قناة

في الأثناء، اقتحم متظاهرون ليبيون من أبناء قبيلة ورفلّة مقر قناة «ليبيا الحرة» في مدينة بنغازي مساء اول من أمس، وقاموا بإتلاف محتوياتها بالكامل، احتجاجا على تغطية القناة للمعارك في بني وليد، على ما افاد مراسل وكالة «فرانس برس». وغادر عدد من المتظاهرين من أبناء قبيلة ورفلة مقر اعتصامهم أمام فندق تيبستي وسط المدينة باتجاه مقر قناة ليبيا الحرة التي يتهمونها بعدم المهنية في تغطية الأحداث التي تجري بمدينتهم بني وليد.

موقف عربي وأممي

إلى ذلك، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن قلقه البالغ إزاء تصاعد وتيرة أعمال العنف والقتال في مدينة بني وليد.

ودعا الأمين العام للجامعة العربية في بيان جميع الأطراف الليبية الى الاحتكام للوسائل السلمية في معالجة النزاعات الدائرة وتغليب المصالح العليا للشعب الليبي على المصالح الفئوية للميليشيات والمجموعات المسلحة في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة، مبديا استعداد الجامعة لبذل مساعيها مع مختلف القيادات السياسية الليبية من أجل وقف أعمال العنف واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية وحدة الشعب الليبي وأمنه واستقراره.

بدوره، أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الدعم فى ليبيا طارق متري عن مخاوفه بشأن التطورات العسكرية الحالية في بني وليد.

وقال الوزير اللبناني السابق في بيان له إنه بالرغم من الإشادة بالجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة الليبية وغيرها لوقف العنف في البلاد، إلا أنه قلق من التطورات العسكرية التي تتكشف في بني وليد. وأضاف انه من أجل المصالحة الوطنية والاستقرار طويل الأمد، ثمة حاجة ملحة للتسوية عن طريق الوساطة. وحض جميع الأطراف على الالتزام بالمبادئ الإنسانية الدولية، مشيراً إلى «التزاماتها بضمان حماية المدنيين واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتفادي استهداف المناطق المدنية والسماح بإجلاء الجرحى ووصول المساعدات الإنسانية».

 

 

 

موقف روسي

 

 

 

قالت وزارة الخارجية الروسية، إن أحداث مدينة بني وليد تؤكد أن الحكومة الليبية عاجزة عن فرض سيطرتها على بعض المناطق، معربة عن قلقها إزاء المماطلة في تشكيل حكومة في البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن وزارة الخارجية الروسية، قولها في بيان، إن «أحداث بني وليد تشير إلى أن السلطات الليبية لا تزال تواجه صعوبات في فرض سيطرتها على بعض المناطق». وأوضحت الوزارة أن معلومات واردة كشفت عن قتل عشرات الأشخاص في مواجهات بين قوات موالية للحكومة الليبية وأنصار النظام السابق في هذه المدينة.

وأعربت عن قلقها إزاء «المماطلة في تشكيل الحكومة وانعدام النتائج الملموسة بعملية إنشاء جيش وقوات أمنية قـــادرة على العمــل» في البــــــلاد. كمـــــا أعربت عن أملها في أن «تتخــــذ طرابلس الإجـــراءات العاجلة الكفيلـــة بحــل النزاعـــات سلميـــــاً».

 

 

Email