معركة «الأسواق القديمة» تشتد في حلب.. وثمانية أطفال ضحايا غارة جوية في إدلب

علويون في القرداحة يحملون السلاح ضد عائلة الأسد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أصيب التلاحم الصلب بين مكونات الطائفة العلوية في سوريا بالتصدع، حيث اندلعت اشتباكات هي الأولى من نوعها في القرداحة، مسقط رأس الرئيس بشار الأسد، بين عدة عائلات علوية على خلفية الاختلاف بالرأي السياسي والحل الأمني الذين ينتهجه النظام، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص فيما أصيب أحد كبار عائلة الأسد بجروح خطيرة، في مؤشر على بدء بروز معارضة مسلحة لحكم عائلة الأسد من داخل الطائفة التي ينتمي إليها، فيما اندلعت حرب شوارع عنيفة في الأسواق القديمة بمدينة حلب، حيث قتل نحو 40 شخصاً من بين 110 في أنحاء سوريا، وأسفرت غارة جوية على ريف إدلب إلى مقتل 30 مدنياً من بينهم ثمانية أطفال.
وفي تفاصيل المشهد الميداني الساخن، شهدت القرداحة في ريف اللاذقية، مسقط رأس الرئيس الأسد، اشتباكات أهلية حيث قتل ثمانية أشخاص في مواجهات بين عدة عائلات على خلفية الاختلاف بالرأي السياسي إزاء ما تشهده البلاد. وقالت إحدى الناشطات إن خلافا نشب بين عائلتي عثمان والخيّر من جهة وبين عائلة الأسد الموجودة في المدينة من جهة أخرى.

سؤال لرامي مخلوف

من جانبها، ذكرت الناشطة سمر يزبك في صفحتها على فيسبوك أن «خمسة من أقاربها من آل عثمان قتلوا خلال تلك الاشتباكات، ووجهت سؤالاً لقريبها، والد زوجة رامي مخلوف، وهو من آل عثمان، تقول فيه: «ما رأيك بمقتل أولاد عمومتك على أيدي الشبيحة الذين يمولهم رامي مخلوف؟». وتعتبر عائلة الخيّر من أكبر عائلات القرداحة، ولها مكانة ثقافية ودينية لدى الطائفة العلوية، وامتنع أبناؤها عن حمل السلاح لرفضهم العنف المنتشر في البلاد، وفقا لمنال.

وكان عبدالعزيز الخيّر، العضو في هيئة التنسيق الوطنية للتغير الديمقراطي في سوريا، اختطف مع معارضين من التجمع نفسه نهاية شهر سبتمبر الماضي عقب عودتهم من الصين، واتهم ناشطون النظام السوري باعتقالهم.

وأفادت الأنباء بأن خلافاً نشب في مقهى في القرداحة، إثر تلاسن حصل حول الأوضاع في البلاد ومطالبة أحد شبان آل الخير، الأكبر عدداً والأشهر في القرداحة، بأن يغادر الرئيس منصبه قبل أن يحل الخراب والقتل بمدينتهم نفسها. فما كان من محمد الأسد المعروف بشيخ الجبل إلا أن أطلق النار على الشاب، فرد عليه شبان آل الخير بالنار، وأصابوه إصابة خطرة جداً.

وكتب السيناريست فؤاد حميرة، معارض علوي، على «فيسبوك» إنّ «ما حدث في القرداحة تطور هام يجب البناء عليه.. وينبغي على كل فصائل المعارضة أن تحاول استثماره بالشكل الأمثل.. لا تتركوا القرداحة للتشبيح». ورغم تضارب المعلومات حول أصول بيت الأسد ومدى انتمائهم للقرية، إلا أن القرداحة تعتبر الركيزة القوية والرئيسية لنظام الأسد، وبها بقية عائلته التي توصف «بالبطش والقسوة»، وهم المتهمون أيضا بقيادة الشبيحة.

معارك الأسواق القديمة

إلى ذلك، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية للنظام والجيش الحر في الاسواق القديمة لمدينة حلب شمال سوريا.

وبحسب ما أفاد مراسل وكالة «فرانس» ان اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين من الجيش الحر متحصنين داخل أحد اقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجها، مشيرا الى تراجع حدتها في فترة بعد الظهر. وأوضح ان الاسواق، المدرجة على لائحة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتراث العالمي، ما زالت مهجورة منذ اندلاع النيران في أجزاء منها.

وقال أمير وهو ناشط من المعارضة يعمل مع ألوية الجيش الحر: «يسيطر المعارضون على أكثر من 90 في المئة من مساحة البلدة القديمة الآن». لكنه قال إنهم يكافحون لإبقاء سيطرتهم على مواقعهم تحت وطأة نيران المدفعية الثقيلة. وأضاف أن المعارضين يسيطرون على سوق المدينة وهي سوق مسقوفة على مساحة 13 كيلومترا.

وقتل 38 مدنيأ في مدينة حلب خلال عمليات عسكرية وقصف جوي وبري شنته قوات النظام. وقال ناشطون إن 22 مدنياً على الأقل قتلوا في قصف على حي كرم الجبل إضافة إلى خمسة في حي المشارقة التي قصفت قوات النظام فرناً فيه كان يصطف أمامه طابور طويل من المدنيين. وقتل 11 شخصاً خلال قصف جوي على جامع عثمان بن مظغون في حي هنانو شرق حلب.

ثمانية أطفال

في الأثناء، قتل 30 شخصا بينهم ثمانية اطفال في غارة شنتها طائرة حربية تابعة للنظام على بلدة في ريف ادلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان إن القتلى سقطوا «اثر القصف الذي تعرضت له بلدة سلقين من قبل القوات النظامية التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط البلدة»، مشيرا الى ان من بينهم «ثمانية أطفال دون سن الـ18». وأشار الى ان ثلاث سيارات إسعاف تركية وصلت إلى معبر باب الهوى الحدودي الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن البلدة، لنقل المصابين إلى داخل الأراضي التركية.

قصف أطراف دمشق

وفي السياق، قال ناشطون ومقيمون إن القوات الموالية للنظام قصفت الأحياء الشرقية لدمشق واشتبكت مع الثوار.

وذكرت تقارير حقوقية أن 19 شخصاً قتلوا إثر اقتحام قوات موالية للأسد مدينة حرستا في ريف دمشق. وأبلغ السكان عن سماع أصوات قذائف المدفعية الثقيلة وقالوا ان العاصمة اهتزت نتيجة لعدة انفجارات مدوية ربما كانت نيران المدفعية. وقال مقيم في حي العدوي بوسط العاصمة لوكالة «رويترز» في مكالمة هاتفية تخللها دوي انفجارين: «كل منها (الانفجارات) يبدو وكأنه زلزال».

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان قوات الاسد تستهدف المناطق الريفية حول أحياء زملكا وعين ترمة على المشارف الشرقية لدمشق والتي تمثل معاقل للثوار. وقال ان هجوم الجيش أمس جاء بعد ان منيت قوات الاسد بخسائر فادحة في المنطقة عندما تعرضت عدة نقاط تفتيش عسكرية للهجوم.

كمين

قتل 18 جنديا نظاميا على الأقل وجرح أكثر من 30 آخرين في كمين للجيش الحر في محافظة حمص (وسط).

وبحسب المرصد السوري، قتل ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية وأصيب اكثر من 30 بجروح، وذلك إثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص تدمر.

Email