الجيش الحر يسيطر على معبر تل أبيض مع أنقرة

ثوار سوريا يتحكمون بـ 450 كيلومتراً من الحدود مع تركيا

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حقق الجيش الحر أمس، انتصاراً نوعياً في معركة عنيفة اندلعت مع القوات الموالية للنظام على نقطة تل أبيض الحدودية بين سوريا وتركيا، حيث انتهت المواجهات بسيطرة كاملة للثوار على المعبر الذي رفعوا عليه علم الثورة السورية، وهو المعبر الرابع الذي يستولي عليه الثوار لتصبح أكثر من نصف الحدود مع تركيا تحت إدارة المنشقين، في وقت تعرض المقرات الأمنية التابعة للنظام إلى هجمات منسقة من الجيش الحر في عدة أحياء بحلب، فيما انسحب الثوار من الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق التي شهدت مجزرة جديدة لقوات النظام كان ضحاياها 20 مدنياً تم إعدامهم ميدانياً.

وقال مسؤول تركي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الجيش الحر سيطر بالكامل على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا بعد معارك مع القوات النظامية. وأضاف: «يمكنني تأكيد سقوط المعبر. إنه تحت السيطرة الكاملة للثوار».

ويبعد معبر تل الابيض الحدودي (100 كيلومتر شمالي مدينة الرقة السورية). ويسيطر الجيش الحر منذ نهاية يوليو على ثلاثة على الاقل من المعابر الحدودية السورية السبعة مع تركيا، وهي باب الهوى والسلامة وجرابلس التي تشكل ابرز نقاط العبور بين البلدين. ومع معبر تل أبيض يكون الجيش الحر سيطر على نحو 450 كيلومترا من الحدود مع تركيا من أصل نحو 900 كيلومتر. وبذلك فقد النظام تقريباً السيطرة على كامل الحدود مع تركيا على اعتبار أن المنطقة الحدودية التي تقع خارج سيطرة الجيش الحر مع تركيا تسيطر عليها تنظيمات كردية مسلحة.

علم الثورة

وأظهرت لقطات تلفزيونية مقاتلين من الجيش الحر ينزلون العلم السوري من على سطح مبنى حكومي عند بوابة تل ابيض الحدودية الواقعة في محافظة الرقة. وقالت وكالة «رويترز» إنه أمكن سماع دوي طلقات الرصاص بشكل متقطع وتصاعد الدخان الأسود من أجزاء في المبنى الذي يبدو أنه مكتب للجمارك. واندلع القتال ليلة اول من أمس وبدا أنه المحاولة الأولى لقوات للمنشقين لأحكام قبضتهم على المنطقة الحدودية في محافظة الرقة والتي لا يزال معظمها تحت سيطرة قوات الرئيس بشار الأسد.

وأصدر مكتب المحافظ في بلدة اكاكالي الصغيرة على الجانب التركي من الموقع الحدودي تعليمات بإغلاق جميع مدارس البلدة وطلب من القرى المجاورة اغلاق المدارس ليوم واحد لأسباب أمنية وحظر جميع الأنشطة الزراعية في المنطقة.

وقال رجل في الاربعينات لمحطة تلفزيون «سي.ان.ان ترك»: «يسقط وابل من طلقات الرصاص هنا. نشعر بالهلع واضطررنا للمبيت في منزل آخر الليلة الماضية. لا نعرف ماذا نفعل». وأضاف: «المدرسون.. الجميع غادروا المدرسة المجاورة لنا. فروا من المنطقة».

وذكرت شبكة «ان.تي.في» التلفزيونية الخاصة في تركيا ان ثلاثة من سكان مدينة اكجكال في جنوب شرق تركيا أصيبوا برصاص مصدره معبر تل الابيض، ومن بين الجرحى الثلاثة امرأة في حالة خطرة. وشوهدت اثار الرصاص على جدران مدرسة في اكجكال، بحسب ما ذكرت وكالة انباء الأناضول.

مقرات الاستخبارات

وفي مدينة حلب، استمرت الاشتباكات حيث ينفذ الجيش الحر هجمات متكررة على مراكز تابعة للقوات النظامية، بحسب مصدر عسكري. وأفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» عن ارتفاع وتيرة الاشتباكات في المدينة.

ونقل عن مصدر عسكري ان مسلحين شنوا هجوما في منطقة ميسلون على نقاط تمركز للقوات الموالية للنظام، «قامت مجموعة من وحدات الجيش تؤازرها مروحية عسكرية بصده، وقد استمر لأكثر من ثلاث ساعات». وقال المصدر ان مقر الاستخبارات الجوية وكتيبة المدفعية في منطقة الزهراء تعرض «لهجوم من مسلحين»، مشيرا الى «محاولات متكررة وشبه يومية للسيطرة عليه»، حسب المصدر.

إعدام 20 مدنياً

وارتكبت القوات الموالية للنظام مجزرة مروعة في حي جوبر بالعاصمة دمشق، حيث اعدمت 20 شخصا داخل البيوت القريبة من حاجز الجسر وسط قصف عنيف بالهاون والمدفعية أسفر عن العديد من الإصابات.

من جهة ثانية، نقل المرصد السوري عن «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة اعلانهم الانسحاب من أحياء الحجر الاسود والقدم والعسالي في مدينة دمشق بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية استمرت أياما عدة رافقها قصف عنيف من القوات النظامية على هذه الأحياء».

أحياء منكوبة

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان «الأحياء الجنوبية لمدينة دمشق، وهي حي القدم والعسالي والحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن، مناطق منكوبة».

وقالت ان «تلك الأحياء تعرضت لحملة همجية شرسة من جيش النظام وشبيحته تجلت بالحصار المطبق الذي فرض على المنطقة، إضافة الى القصف العشوائي الذي استهدف منازل المدنيين ومحالهم التجارية منذ 15 يوليو، ما دفع بغالبية السكان الى النزوح بحثا عن مناطق أكثر أمنا». كما اتهمت الهيئة القوات السورية «بتنفيذ سلسلة طويلة من الاعدامات الميدانية» في المنطقة.

Email