ليبيا.. نذر حرب بين مصراتة وبني وليد

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفعت درجة التوتر في وسط ليبيا، وتصاعدت حدّة الخطاب بين منطقتي بني وليد ومصراتة، وقال جمعة أحمد بالحاج آمر جحفل ثوار مصراتة «إنها الحرب ولا شيء غير الحرب».

وانعقد صباح أمس بمدينة بنغازي اجتماع شيوخ وأبناء قبيلة ورفلة في المنطقة الشرقية، الذين أكدوا تضامنهم الكامل مع أبناء قبيلتهم في بني وليد. ومدينة بني وليد هي مركز قبيلة ورفلة، أكبر قبائل ليبيا والتي يبلغ تعداد أبنائها قرابة المليوني نسمة.

كما أكد شيوخ وشباب ورفلة في العاصمة طرابلس أن أي اعتداء على بني وليد سيواجه بأقسى من مثله طبقاً للأعراف الاجتماعية.

اختطاف الإعلاميين

يأتي ذلك في الوقت الذي تتابع وزارة الداخلية الليبية قضية اختطاف الإعلاميين الليبيين، في مدينة بني وليد الواقعة شمالي غربي البلاد منذ أيام، وطالبت الخاطفين بالإفراج الفوري عن الصحافيين، وإخلاء سبيلهما دون قيد أو شرط.

وذكرت الوزارة في بيان صحافي لها أول من أمس أنه بالرغم من الجهود التي قامت بها لاحتواء الموقف ومنع تطوره إلا أن جهودها لم تؤت ثمارها، محملة الخاطفين المسؤولية الكاملة عن النتائج المترتبة عن عدم الاستجابة لهذا الطلب، مؤكدة أنها ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية والأمنية لتحرير المختطفين، وتقديم خاطفيهم إلى العدالة.

ونظم عدد من الإعلاميين الليبيين بمدينة بنغازي أمس وقفة تضامنية للمطالبة بالإفراج عن زميليهما المختطفين وطالب الإعلاميون في بيان لهم الحكومة الليبية ووزارتي الداخلية والدفاع بالتدخل الفوري لاتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة الإعلاميين المختطفين، اللذين يعملان في قناة «توبا كتس» الفضائية.

وأدانت هيئة تشجيع ودعم الصحافة الليبية حادثة اختطاف الإعلاميين، مؤكدة أن مثل هذه الأفعال غير المسؤولة خطيرة لما تمثله من خروج سافر عن القانون وتعد انتهاكاً لحقوق الإنسان وخرقاً لمبادئ المهنة.

وطالب مجلس شيوخ القبيلة بإجراء عملية تبادل للأسرى بين بني وليد ومصراتة، مشيراً إلى وجود107 أشخاص من أبناء بني وليد موجودون في سجون مصراتة منذ عام، ويتعرضون للتعذيب اليومي بشهادة المنظمات الدولية والمحلية المهتمة بحقوق الإنسان، حسب قوله.

استنكار حكومي

واستنكرت رئاسة الأركان العامة بالجيش الليبي احتجاز الأشخاص من قبل جهات غير مسؤولة وغير مكلفة بذلك، مؤكدة أن مسؤولية إحلال وتنفيذ القانون شأن يخص الدولة الليبية وحدها من خلال أجهزتها الشرعية.

وأوضحت رئاسة الأركان في بيان لها، خلال مؤتمر صحافي، عقد مساء أول من امس، بمقر رئاسة الوزراء بشأن احتجاز اثنين من الصحافيين الليبيين من قناة توباكتس بمدينة مصراتة، أن ثوابت الوحدة الوطنية في ليبيا خط أحمر يجب على الجميع عدم المساس به، وأن أي عمل قد يترتب عليه عواقب وخيمة تهدد الأمن والسلم الأهلي نرفضه جميعاً وترفضه الدولة ولا تقره.

مهمة إعلامية

وكانت قناة «توباكتس» الفضائية الليبية التي تبث من مدينة مصراتة أعلنت السبت الماضي أن اثنين من مصوريها هما يوسف بادي وعبد القادر فسوك تعرضا للاختطاف من قبل مسلحين من بني وليد، لما كانا في طريق عودتهما من مهمة اعلامية في منطقة زلّة، وبالمقابل أكد اجتماع شيوخ قبائل ورفلة ببني وليد أن المصورين لم يتعرضا للاختطاف، وانما تم إلقاء القبض عليهما عندما دخلا المدينة على متن سيارة عسكرية بهدف استفزاز المواطنين وانهما لم يظهرا ما يثبت انتماءهما لقطاع الصحافة أو أنهما في مهمة عمل.

Email