قوات النظام تقصف حمص وبنش وأول عملية للمنشقين في السويداء

«قادمون يا دمشق» تحرك العاصمة سلمياً وعسكرياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تظاهر مئات الآلاف السوريين أمس، مطالبين بإسقاط النظام ونصرة للعاصمة في جمعة «قادمون يا دمشق» التي قتل فيها 32 محتجاً، حيث شهدت العاصمة السورية تظاهرات حاشدة ترافقت مع اشتباكات بين المنشقين والقوات الموالية في حي القابون بالضواحي، فيما سقط قتلى باشتباكات مماثلة في ريف حلب التي شهدت مع المدينة 70 تظاهرة، تزامنا مع تعرض أحياء مدينة حمص المحاصرة إلى قصف عنيف، في حين نفذ الجيش السوري الحر أولى عملياته في محافظة السويداء ضد قوات النظام، ما أسفر عن عدة قتلى.

وقال ناشطون ولجان حقوقية وشهود عيان امس إن 32 محتجاً قتلوا في تظاهرات جمعة «قادمون يا دمشق» في أنحاء سوريا، منهم 11 في حمص، وتسعة قتلى في درعا، وخمسة في ادلب، وقتيل في كل من اللاذقية ودير الزور وحلب وحماة والرقة.

 

وضع دمشق

وشهدت العاصمة دمشق تظاهرات كبيرة شارك فيها عشرات الآلاف رغم الحصار الأمني الخانق، حيث خرجت تظاهرات في حيي الميدان والتضامن. كما تظاهر اكثر من ألف شخص في حي كفرسوسة واجهتهم قوات الامن بإطلاق الرصاص، ما اسفر عن جرح ثمانية اشخاص.

من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية ان «قوات النظام طوقت جميع المساجد لمنع خروج تظاهرات منها»، مشيرة الى «وجود كثافة أمنية على حاجز جوبر- العباسيين».

 

تظاهرات ليلية

كما خرجت تظاهرات ضخمة ضمت الآلاف الليلة قبل الماضية في احياء الميدان وركن الدين برزة وجوبر نصرة للمدن المحاصرة ودعما للجيش الحر، تزامنا مع احتجاجات في عدد من مناطق ريف دمشق.

ورفع المتظاهرون في حي جوبر «اعلام الثورة» ورقصوا على ايقاع الطبول والاغاني المعارضة للنظام. وفي حي ركن الدين، خرجت تظاهرة رفعت فيها لافتة «اقصفونا بدلاً من حمص وحماة ودرعا». وفي حي برزة، انتظم المتظاهرون في صفوف وتمايلوا على وقع أغان وهتافات معارضة للنظام.

 

اشتباكات العاصمة

وعلى صعيد الاشتباكات في العاصمة، قال ناشطون إن قوات موالية للنظام اشتبكت مع منشقين في ضواحي دمشق. وذكر الناشط هيثم عبد الله لوكالة الأنباء الألمانية أن الثوار هاجموا نقطة تفتيش تابعة للجيش في القابون بضواحي دمشق، ما أدى إلى حدوث اشتباك بين الجانبين وقصف شديد امتد إلى ريف العاصمة.

 وقال عبد الله: «شوهدت الدبابات تتوجه إلى المنطقة وخاصة إلى حرستا في خطوة تهدف إلى مهاجمة المنطقة بأكملها بواسطة الشبيحة». وأفاد شهود عيان أنه أمكن سماع دوي الاشتباكات في كل مناطق دمشق منذ الساعات الأولى من صباح أمس.

 

وضع حلب

وفي حلب، اكد الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة «فرانس برس» ان «20 تظاهرة خرجت في المدينة، شارك فيها الآلاف، ابرزها في احياء صلاح الدين والمرجة ومساكن هنانو والسكري والانصاري والفردوس وبستان القصر والمشهد والحمدانية، بالاضافة الى حيي الفرقان وحلب الجديدة الراقيين».

واشار الحلبي الى «انتشار امني غير مسبوق في حي الشعار الذي شهد الاسبوع الماضي تظاهرات كبيرة، وانتشار كبير في حي الصاخور الذي شهد تظاهرات حاشدة في الايام الماضية، ما حال دون خروج تظاهرات فيه».

 

اشتباكات اعزاز

وفي ريف حلب، خرجت نحو 50 تظاهرة ابرزها في مدينتي الباب ومنبج شارك فيها الآلاف.

وقال الناشط السوري ان الاشتباكات متواصلة منذ اول من امس بين القوات النظامية ومنشقين عنها في مدينة اعزاز، «التي تتعرض لقصف الجيش النظامي، فيما تحلق في سمائها حوامات الجيش النظامي».

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان ثلاثة من عناصر القوات النظامية وعنصرا منشقا سقطوا في الاشتباكات الدائرة في اعزاز، 65 كيلومترا شمال حلب، فيما قتل عنصر من المجموعات المسلحة المنشقة.

 

تظاهرات ادلب

وفي محافظة ادلب، التي تتركز فيها العمليات العسكرية للقوات النظامية، خرجت تظاهرات حاشدة ضمت عشرات الآلاف من عدة مساجد في مدينة معرة النعمان تطالب بمحاكمة رموز النظام ووقف شلالات الدماء»، كما خرجت تظاهرات شارك فيها الآلاف في عدة بلدات بريف ادلب.

وفي السياق ذاته، بدأت القوات الموالية للنظام قصف مدينة بنش احد معاقل حركة الاحتجاج شرق ادلب. ودوى أول الانفجارات التي نجمت عن مدافع دبابات متمركزة في ادلب. وأصابت عددا من المساكن في ضواحي المدينة واثارت الذعر في صفوف السكان، الذين بدأ الآلاف منهم الفرار.

 

24 قذيفة

من جهة اخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن نحو 24 قذيفة هاون سقطت على أحياء باب الدريب والصفصافة والورشة بمدينة حمص. وذكر المرصد السوري أن القذائف تسببت «في تهدم جزئي في بعض المنازل.. ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن سقوط جرحى أو قتلى».

ورغم القصف، شهدت العديد من أحياء حمص تظاهرات بعشرات الآلاف نصرة لدمشق. وبثت ناشطون لقطات على الانترنت أظهرت تجمعات حاشدة في باب الدريب ودير بعلبة ومخيم النازحين.

 

عملية السويداء

وفي تطور غير مسبوق، أعلن الجيش الحر تنفيذ أول عملية عسكرية ضد القوات النظامية في محافظة السويداء. وذكرت لجان التنسيق المحلية نقلاً عن مصادر منشقة : «نفذت كتيبة صقور اللجاة وكتيبة سلطان باشا الأطرش التابعتان للجيش الحر عملية في محافظة السويداء أسفرت عن مقتل النقيب كريم زينة وأسر الملازم أول ياسر عاصي من بانياس ورقيب آخر»، تحفظ المنشقون عن ذكر اسمه. وحذر المنشقون في بيانهم قوات الأمن و«الشبيحة» في السويداء من المساس بالنساء، معتبرين الأمر «خطاً أحمر»، ونصحوا النظام بـ«الإبقاء على سلمية الثورة في المحافظة وعدم جرهم للرد والقتل لأنهم لا يريدون سفك الدماء».

 

Email