خلال مسيرة العودة إلى فلسطين من بوابة لبنان وسقط خلالها عشرات الجرحى

10 شهداء بنيران إسرائيلية في مارون الراس

ت + ت - الحجم الطبيعي

استشهد 10 اشخاص من الفلسطينيين واللبنانيين برصاص جيش الاحتلال وجرح العشرات خلال محاولتهم اجتياز السلك الحدودي قرب قرية مارون الراس في جنوب لبنان الحدودية مع الاراضي الفلسطينية المحتلة. خلال الهبة الشعبية التي خرج فيها عشرات الالاف في لبنان لاحياء ذكرى النكبة.

وقالت مصادر امنية لبنانية ان 10 فلسطينيين على الاقل استشهدوا امس بعد ان اطلقت القوات الاسرائيلية النار على المتظاهرين في ذكرى النكبة.

وتأكيداً منهم بأن «العودة حقّ» وبأن «للحقّ موعدا آتٍ لا محالة»، ترك عشرات الآلاف من الفلسطينيين أمس مخيمات اللجوء التي تضمّهم في شمال لبنان وبقاعه وفي بيروت والجنوب، وغصّت بهم، وبمن رافقهم من لبنانيين وعرب، الدروب المؤدية الى فلسطين من بوّابة لبنان، وتحديداً في منطقة مارون الراس الحدوديّة. وذلك، في مبادرة أرادوها سلميّة، وللمرة الأولى منذ 63 عاماً، لتطويق الدولة التي تطبِق على أوجه حياتهم كافة، منذ إعلان قيامها في ما بات يُعرف بـ«يوم النكبة».

وتحت شعار «الشعب يريد العودة الى فلسطين»، وتحت راية العلم الفلسطيني، كانت وجهة المسيرة، في يوم «العودة» و«الانتماء» الى أرض الجدود والآباء، الى بلدة «مارون الراس» الحدودية والأقرب الى فلسطين من لبنان، حيث أطلّ منها المشاركون في المسيرة على سهل الجليل الأعلى.. وهناك، لم يتقيّد عدد كبير منهم بالتعليمات التي شدّدت على ضرورة عدم النزول إلى الأراضي المحاذية للأسلاك الشائكة الفاصلة بين الحدود اللبنانية- الفلسطينية، والتي كان أعلنها الاحتلال الإسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة، فأطلق الجيش الإسرائيلي نيرانه باتجاه المحتشدين العزّل لدى اقترابهم من الشريط الحدودي، ما أدّى الى استشهاد 10 وجرح العشرات منهم، حسب تأكيد المصادر لـ«البيان».

في الاثناء شوهدت مروحيات اسرائيلية تحلق فوق الشريط ومحيط بلدة مارون الراس. وتحركت ايضا دبابات اسرائيلية قرب المواقع الاسرائيلية الحدودية في ظل استنفار عسكري غير مسبوق. واعلان المنطقة الواقعة على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان «منطقة عسكرية مغلقة».

وقال الناطق العسكري الإسرائيلي العميد يوءاف مردخاي إن ما بين 4 إلى 8 قتلى لبنانيين سقطوا خلال تظاهرة في قرية مارون الراس اللبنانية المحاذية للحدود وأنه توجد «بصمة إيرانية» في الأحداث.

وفيما استنفرت القوة الدولية على طول الخط الأزرق الدولي من الناقورة حتى شبعا.قامت قيادة الجيش اللبناني بتعزيز وحداتها على الحدود الجنوبية بوحدات من فوج المغاوير لمواجهة التطوّرات.

وتمكن عشرات الفلسطينيين الذين توجهوا الى منطقة مارون الراس من اختراق صفوف الجيش اللبناني والاقتراب من الشريط الشائك الحدودي، حيث اخذوا يرشقون الجانب الاسرائيلي بالحجارة ويلوحون بالاعلام الفلسطينية.

وسبق ذلك اشتباك بين المتظاهرين وعناصر الجيش الذين تصدوا لعشرات الشبان الذين ابتعدوا عن الساحة المحددة للاعتصام المقرر في ذكرى «النكبة» والواقعة على بعد كيلومتر واحد من مستعمرة افيفيم الاسرائيلية.

واضطر الجيش الى اطلاق النار بغزارة في الهواء، ومنع الفلسطينيين بالقوة من التقدم. الا ان الشبان جددوا المحاولة بعد دقائق، وتمكنوا من اختراق صف الجيش الكثيف، ووصلوا الى الشريط حيث اخذوا يطلقون الهتافات «خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود»، و«بالدم، بالروح، نفديك يا فلسطين». والقوا حجارة من فوق الشريط.

ونظراً الى حالة الاضطراب الأمني التي شهدتها الحدود اللبنانية- الفلسطينية في منطقة مارون الراس، اختصِر البرنامج الذي كان مقرّراً لإحياء ذكرى النكبة، والذي كان يضمّ أفلاماً وثائقية عن النكبة وأغانٍ وطنية تحاكي القضية الفلسطينية وعروضاً فنيّة فلكلوريّة بالإضافة إلى إطلاق بالونات هوائية تحمل رسائل إلى الفلسطينيين والإسرائيليين في الوقت ذاته، واكتفى اللاجئون برفع مجسّمين ضخمين، الأول خريطة فلسطينية كبيرة ستنصب في متنزه مارون الراس، والثاني لوحة إعلانية ضخمة مكتوب عليها باللغات العبرية، العربية والإنجليزية: «حق العودة مقدس، ولن يُفرّط به». الرسالة بالطبع وجِّهت إلى أبناء الضفة الأخرى من المستوطنين، والفلسطينيين. فللمستوطنين أن اللاجئين سيعودون إلى أرضهم عاجلاً أو آجلاً، ولفلسطينيي أراضي الـ48 أن اللقاء سيكون قريباً حتى ولو بعد حين.

 

Email