قرية بيت علام تحولت إلى ثكنة أمنية، ارتفاع ضحايا مجزرة الثأر إلى 23 قتيلاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفع عدد ضحايا مجزرة الثأر في قرية بيت علام بسوهاج إلى 23 قتيلاً اثر وفاة احد المصابين فيما ضبط اثنان من المتهمين، في وقت خيم صمت القبور على القرية المنكوبة، التي تحولت إلى ثكنة امنية ينتشر في دروبها اعداد كبيرة من رجال الشرطة وعناصر الأمن السري، في وقت قرر 28 نائباً من نواب سوهاج التحرك للصلح بين العائلتين، بعد دفن جماعي لضحايا المجزرة. المتهمان في جريمة الاخذ بالثأر اللذان ألقي القبض عليهما من عائلة عبدالحليم هعما ممدوح تمام وحمد هاشم، فيما رفضت عائلة الحناشات العزاء. وعلى الطريق المؤدية الى مدخل القرية الواقعة وسط حقول الذرة والتي يمتد وراءها جبل صحراوي، ما زالت بقع الدماء الجافة وحطام زجاج السيارات تقف شاهدا وحيدا على الحادث. وسحبت الشرطة حافلتين صغيرتين قتل داخلهما 22 من افراد من عائلة الحناشات، بينهم طفل في الثامنة، حسب شهود عيان. ونجا من المكمن الذي اعده خمسة او ستة مسلحين من عائلة عبد الحليم الذين امطروا الحافلتين بوابل من رصاص الكلاشنيكوف ثلاثة اشخاص فقط حسبما افاد احد رجال الشرطة في القرية. وقد تمكن الثلاثة من النجاة بسبب اختبائهم تحت المقاعد فاصيبوا بجروح طفيفة. ويقول عمدة القرية عبد القادر مصطفى بحسره واقفا في شارع خال من المارة وسط صمت لا يقطعه سوى نباح كلب ضال «لم يتصور احد ان نصل الى هذا الحد». واضاف لوكالة «فرانس برس» ان عائلة الحناشات في حالة غضب شديد و«يرفض افرادها تلقي واجب العزاء» في اشارة الى التقليد السائد والذي يقضي بأخذ القصاص. وتابع العمدة يقول «يجب ان لا يفلت زمام الامور بأي شكل من الاشكال، يجب القيام بمحاولة للتوسط لكن ذلك لن يكون ممكنا قبل شهر على الاقل». وانتشرت اعداد كبيرة من قوات شرطة مكافحة الشغب في البلدة الزراعية التي يبلغ عدد سكانها 15 الف نسمة وتتبع محافظة سوهاج الواقعة على بعد 400 كلم جنوب القاهرة. ومنعا لحدوث تجمعات، دفنت جثث القتلى جميعا في الساعة الواحدة من فجر أمس في مقبرة البلدة تحت حراسة الشرطة بغياب الاهالي والاقارب، كما اوضح عدد من سكان البلدة. ويعود الخلاف بين العائلتين الى العام 1990 كما اوضحت وزارة الداخلية المصرية امس السبت. وقال احد سكان البلدة واسمه ناجح امين ان «الخلاف بدا بسبب تبادل اتهامات بين العائلتين اثناء حفل زواج بشأن سلوك بعض الاطفال» واضاف ان «'الاولاد كبروا ونقلوا معهم الخلافات الى المدرسة وكل مكان يتواجدون فيه». وكان الضحايا في طريقهم لحضور جلسة محاكمة اثنين من عائلة الحناشات متهمين بقتل همام عبد الحليم في ابريل الماضي، بحسب ما اوضحت الشرطة. ويبدو ان المتهمين حلمي احمد وعلي محمود الحناشات ارادا بقتل همام الانتقام لواحد من ابناء عائلتهم قتل قبل 11 سنة على يد افراد من عائلة عبد الحليم. واوضح العمدة «ما ان يهدأ الحال عند عائلة الحناشات، سنعمل على حمل الوجهاء والاعيان ورجال الدين ونواب المنطقة على التدخل لتسوية الامور». وقامت الشرطة بتطويق الاحياء التي تسكن فيها العائلتان. وقال شهود من اهالي البلدة ان منازل عائلة عبد الحليم باتت خالية من الذكور الذين اختبأوا في الحقول او الجبل هربا من الشرطة التي تمكنت من توقيف اربعة من المشاركين في الهجوم، مشيرين الى عودة الجرحى الثلاثة من مستشفى جرجا الذي يبعد مسافة 40 كم عن المكان. ويعتبر هذا الحادث اكبر عملية للثأر واكثرها دموية منذ 1995 عندما قتل 24 شخصا في تبادل اطلاق نار ومواجهة بالسكاكين بين عائلتين متنازعتين لدى الخروج من جامع في محافظة المنيا (جنوب). على صعيد متصل قال مقربون من نواب سوهاج انهم اتفقوا على القيام بمهمة الوساطة وبالتعاون والمشاركة مع قوات الأمن هناك لتجنيب القرية مزيدٍ من ازهاق الأرواح واراقة الدماء في الوقت الذي بدأوا فيه أيضاً البحث عن صيغة مناسبة لتصفية جيوب الخلافات الثأرية في قرى المحافظة.

Email