الزعرور البري يفاجئ فواكه الموسم في الجزائر وينافسها

الزعرور البري يفاجئ فواكه الموسم في الجزائر وينافسها

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتظر القرويون في الجزائر إنتاجاً قياسياً من الزعرور البري هذا الموسم بعد تسجيله إنتاجاً وفيراً الموسم الماضي. ويجري جني هذه الفاكهة من الجبال والتلال والأراضي البور التي تغطيها أشجارها، خاصة في مناطق الهضاب العليا على فترت ين ـ بحسب المناطق وارتفاعها ومدى الرطوبة بها ـ الأولى مبكرة وتبدأ في يوليو والثانية تتأخر إلى أكتوبر.

يخرج خلالها آلاف من القرويين من مختلف الأعمار يومياً لقطف ثمار الزعرور بلا مقابل، كونها تأتي في الغالب من أشجار غابية لا مالك لها، ويبيعونها للبقالين في المدن والبلدات، أو يعرضونها بصفة مباشرة على المستهلكين في الأسواق الشعبية. ومع أن الأسواق تعج حالياً بالفواكه الموسمية مثل البطيخ والمشمش والخوخ والأجاص والكمثرى والكرز والفراولة وغيرها، إلا أن الزعرور البري يجد مكانه لدى كثير من العائلات الحضرية والريفية على السواء.سمير مراهق في السابعة عشرة من ولاية خنشلة شرق الجزائر يقول «أنهينا الدراسة الأسبوع الماضي، وسأشتغل خلال الصيف لتوفير الأموال التي احتاجها لدخول العام الدراسي الجديد. ويشكل موسم نضج الزعرور البري فرصة كبيرة بالنسبة لي ولكثير من الشباب لتحصيل الأموال، كما سبق أن فعلت الموسم الماضي وحققت الكثير من المال.

إنتاج هذا العام وفير رغم أن منطقتنا تضررت قبل أسابيع بهطول أمطار مصحوبة بحبات كبيرة من البرَد ورياح عاتية». وقال إن عدداً كبيراً من أترابه وحتى من العجائز قطفوا العام الماضي أطناناً من الزعرور البري، وأنه شخصياً يجنى ما معدله عشرة كيلوغرامات يومياً يبيعها بمائتي دينار للكيلو الواحد، وقد يكون السعر حسبة أهم هذا العام.

وأرجع عمار شارف الأخصائي في العلوم الزراعية غزارة الانتاج هذا الموسم والذي قبله إلى تراكم كميات من الثلوج على تلك المرتفعات خلال فصل الشتاء لأسابيع عدة، مكنت من ارتواء الأشجار فأعطت بذلك ليس انتاجاً غزيراً فحسب، بل راقياً أيضاً من الناحية النوعية.

وقال «الزعرور البري مثل الزيتون تماماً يصلح موسمه كماً ونوعاً بالثلوج». وتوجد في براري الجزائر ثلاثة أنواع من الزعرور هي الأصفر والأحمر والبرتقالي ولكل منها مذاقه الخاص وتستهلك في العادة طازجة، لكن معظم الناس يفضلون الأصفر، وهو النوع الذي جربه سليمان وهو مهني من منطقة بوقاعة بولاية سطيف في صناعة الحلويات المزينة بالفاكهة.

وقال إن النتائج كانت رائعة، وإن مذاق الحلويات كان أحسن من تلك التي تصنع بالمشمش والكرز وهي حتى الآن أحسن أنواع الفاكهة المستخدمة في الحلويات.

وعرض «اختراعه» على من طلبوا خدماته في إعداد حلويات الأعراس ولقي الترحاب. وجرب آخرون الزعرور البري في صناعة عصير طبيعي منزلي فريد من نوعه، وهو ما يرشحه ليتحول إلى نوع جديد يعزز قائمة من 400 نوع من عصائر الفواكه التي تعج بها السوق الجزائرية. وقد يجري تجريبه أيضاً في صناعة المربى أو المعجون كما يسمى محلياً.

وما ساهم في الترويج لهذه الفاكهة البرية التي كانت إلى عهد قريب ثانوية ولا يعرف عنها الكثيرون شيئاً، الكتابات الصحافية والحصص التلفزيونية والإذاعية التي أشارت إلى فوائدها الصحية الكبيرة، لاسيما في تنشيط القلب ومساعدته على مقاومة الإرهاق الناتج عن الإجهاد.

فقد وزعت وسائل الإعلام في المدة الأخيرة نتائج دراسات غربية عن فوائد الزعرور وتلقاها الكثيرون وتأثروا بها إلى درجة أن طلاب أقسام الامتحانات يتناولونه عوضاً عن السكريات. ولما صار مهماً لهذه الدرجة وما يجعله فاكهة دائمة على مدار العام تصنيعه وتحويله إلى عصائر ومربى وربما إلى شرائح مجففة.

الجزائر ـ مراد الطرابلسي

Email