عبقرية الجاسوس هانسن تثير ذعر الامريكيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

خوفا من فراره من الولايات المتحدة قررت قاضية امريكية ابقاء اخطر الجواسيس الذين عملوا لصالح موسكو روبرت هانسن في السجن والذي بقيت حلقة تجسسية غامضة في حياته تمثلت بالفترة بين عامي 1991 و 1999 فيما الاخطر اوجس اجهزة الامن الامريكية من عبقرية هانسن الكمبيوترية واستمرار هذا الاختراق في حال دخوله السجن. وبررت قاضية اتحادية في ولاية فرجينيا قرارها استمرار احتجاز هانسن وعدم اطلاقه بكفالة باحتمال فراره من الولايات المتحدة ودللت على ذلك بالقول انه كان يحمل جواز سفره عندما اعتقل الشهر الماضي. الى ذلك ذكرت صحيفة واشنطن بوست امس ان المحققين الفيدراليين يحاولون معرفة ما اذا كان هانسن توقف عن تزويد المعلومات لموسكو مابين عامي 1991 و 1999. وفي الدعوى التي رفعت إلى المحكمة الشهر الماضي, أوجز مكتب التحقيقات الفدرالي أدلة مفصلة على أن هانسن أجرى اتصالات مع المخابرات السوفيتية (كي.جي.بي) بين الاعوام 1985 إلى 1991 ومن ثم مع خليفتها وكالة المخابرات الاجنبية الروسية (إس.في.آر) بين الاعوام 1999 و 2001. ويبدو أن الاتصالات التي حصلت بين الاعوام 1985 و 1991 مدونة في ملف للـ (كي. جي. بي) حصلت عليه الولايات المتحدة من مصادر روسية العام الماضي. وتم الحصول على رسائل هانسن إلى الاس.في.آر بين الاعوام 1999 إلى 2001 في عملية بحث في جهاز الكمبيوتر الخاص بهانسن. إلا أن نشاطات هانسن بين عامي 1991 و 1999 لا تزال غامضة بالنسبة لمكتب التحقيقات الفدرالي, طبقا للبوست. ويعتقد عدد من المسئولين الحاليين والسابقين أن هانسن قلص نشاطه التجسسي المزعوم لفترة طويلة, بينما يقول آخرون أنه بقي نشطا. وأشار مدير الـ (اف. بي. آي) لويس فريه في ذلك الوقت إلى أن الاقرار الكتابي الذي قدمته الحكومة لا يزعم قيام هانسن بأي نشاطات تجسسية بين فبراير 1995 و يناير 1999 أثناء قيامه بمهمة تجسس مضاد في مكتب المهمات الاجنبية التابع لوزارة الخارجية, وهي الوحدة المسئولة عن مراقبة الدبلوماسيين الاجانب. لكن الصحيفة اشارت الى ما هو اخطر من ذلك حيث يقوم الخبراء الامريكيون بالتنقيب في كافة اجهزة الكمبيوتر الحكومية للتأكد من ان هانسن عميل المباحث الفيدرالية, (اف. ب. اي) السابق لم يقم بتخريبها او اختراق البرامج ما يسمح للمخابرات الروسية بسرقة الاسرار الامريكية حتى اثناء وجوده في السجن. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين بارزين قولهم أن خبراء الحكومة يقومون بفحص كل الاجهزة التي كان هانسن يمكنه الدخول عليها في مكتب التحقيقات الفدرالي وكذلك وزارة الخارجية, وذلك لان هانسن مبرمج كمبيوتر بارع للغاية. وفي مكتب التحقيقات الفدرالية, قام مسئولو الانظمة (بتنظيف) أنظمة الكومبيوتر السرية في المكتب, غير المتصلة بالانترنت. ولم يعثر الخبراء على دليل على أن هانسن وضع أي شفرات برامج خبيثة لتدمير الشبكة أو توسيع مدى إطلاعه على الاسرار, وفقا لما أوردته الصحفية. ونقل عن مسئول بارز قوله أنه لم يتم التوصل إلى نتائج بشأن أنشطة هانسن في الكومبيوتر في وزارة الخارجية, حيث كان يعمل منذ عام 1995 في مكتب يقوم بمراقبة الدبلوماسيين الاجانب. وقال المسئول ان الموقف ما زال مبهما على ما كان يوسعه أن يقوم به, وأضاف (وبسبب الاحتمالات, علينا أن نلقي نظرة). وفي الوقت نفسه, قامت مجموعة من خبراء مكتب التحقيقات الفدرالي يسميهم المكتب فريق الرد على تحليلات الكمبيوتر, بمحاولة لاستعادة العديد من المعلومات التي كانت مخزنة على الاقراص الصلبة وكروت الذاكرة والاقراص المرنة الصغيرة التي تمت مصادرتها من منزل هانسن. وتضم هذه الاجهزة العديد من الكمبيوترات التي توضع في المكتب وتلك المحمولة وحتى جهاز كمبيوتر كبير في منزله في فيينا. وكان هانسن 56 عاما قد تم اعتقاله في 18 فبراير لاتهامه بالتجسس لصالح موسكو على مدى الخمسة عشر عاما الماضية مقابل حصوله على 1.4 مليون دولار من النقد والماس وودائع البنوك الروسية.

Email