الأمن الصحي كأساس للنمو الاقتصادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتزايد الإقرار يوماً بعد يوم، بأهمية الأمن الصحي كأساس للنمو الاقتصادي في أنحاء العالم. فالشعوب التي تتمتع بصحة جيدة أقدر على الإنتاج والتجارة والاختراع، بينما الشعوب المريضة ترهق الموازنات العامة، وتخلق مخاطر لا تشجع على التبادل الاقتصادي. وقد تردد هذا المنطق في تقارير مكتوبة لا حصر لها داخل الاتحاد الأوروبي، بل إنه يكتسب حالياً اهتماماً ودعماً داخل الولايات المتحدة.

وإزاء هذه الخلفية، فإن لدى منظمة الصحة العالمية، تحت قيادة مديرها العام الجديد تيدروس جيبريسوس فرصة فريدة لتطبيق إصلاحات ملحة وضرورية. فقد حُكم صراحة بالفشل على تعامل المنظمة مع تفشي مرض إيبولا في غربي أفريقيا في الفترة من 2014 حتى 2016.

ومع ظهور أمراض جديدة مثل زيكا ــ وعودة أعداء قدامى إلى الحياة كالطاعون الدبلي ــ فلا شك في أن كثيراً من البشر لا يزالون تحت رحمة علم الأحياء. فضلاً عن ذلك، و انتشار الأمراض المعدية. وإن تفشياً لمرض الإنفلونزا كالذي حدث في الفترة بين عامي 1918 و1920.

والذي قتل من 50 مليوناً إلى 100 مليون شخص، قد يكون أكثر تدميراً لو وقع في أيامنا هذه. وللحيلولة دون حدوث مثل هذه النتائج الكارثية، فإننا بحاجة لنهج شامل لتقوية توصيل الرعاية الصحية في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، للمساعدة لتحسين قدرتها على توصيل الدواء وإدارة الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري، التي تفرض عبئاً ضخماً على اقتصاداتها.

إن زيادة إتاحة الأدوية الأساسية أمر حتمي لتحسين نتائج الرعاية الصحية لمئات الملايين ، وان إهمال التهديد الذي تشكله الأمراض المعدية في العالم النامي يستدعي في الوقت ذاته كارثة لن تقتصر على دول هذا العالم النامي فحسب، وإنما ستمتد إلى الاقتصادات المتقدمة أيضاً. بوسعنا فعل الكثير لإغلاق الفجوة العالمية في الأمن الصحي.

* أستاذ اقتصاد في جامعة هاينرش هاينه

Email