حس المسؤولية والأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظّم في جنوب أفريقيا، مؤتمر نقابات جنوب أفريقيا، وهو أكبر منظمة عمالية في البلاد، ما اعتُبِر أكبر احتجاجات شعبية منذ نهاية الفصل العنصري، ضد الفساد وسيطرة أصحاب المصالح على مفاصل الدولة. وفي مولدوفا يواصل المواطنون الاحتجاج على قانون انتخابي مثير للجدال ويحابي أكبر حزبين سياسيين في البلاد على حساب الحركات الأصغر حجماً. وفي الولايات المتحدة، يركع لاعبو كرة القدم الأميركية المحترفون أثناء عزف النشيد الوطني للفت الانتباه إلى عنف الشرطة ضد ذوي البشرة السوداء.

على الرغم من اختلاف هذه الأمثلة على الاحتجاجات العامة فإنها تتقاسم شيئاً واحداً مشتركاً: فهي تعكس جهوداً يبذلها مواطنون عاديون ليس فقط لمحاسبة حكوماتهم، بل وأيضا الشركات وغيرها من المؤسسات. وتشكل مثل هذه الأفعال، وحق المواطنين في التنظيم والمشاركة فيها، ضرورة أساسية، وخاصة في الأوقات العصيبة.

على هذه الخلفية، من السهل أن نفهم لماذا يشعر الناس العاديون في مختلف أنحاء العالَم بالعجز على نحو متزايد. ولكن في الأوقات الأشد صعوبة يظهر معدننا الحقيقي. ومن الإيماءات الصغيرة بين الجيران والمساهمات الخاصة الكبيرة في جهود الإغاثة من الأزمات من قِبَل شركات كبرى، نستطيع أن نتبين وفرة من القصص الإنسانية، على المستويين الفردي والمؤسسي، والتي تمنح السبب للأمل. والواقع أن مثل هذه التصرفات، وما تعكسه من حِس المسؤولية الشخصية، هي التي تمكن مجتمعاتنا من التقدم والازدهار. وكما نعلم تماماً، في غياب القواعد والمسائلة، لا يمكننا الاعتماد دوما على قيام المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال بالتصرف السليم. وعلاوة على ذلك، تُفضي إخفاقاتهم الأخلاقية إلى عواقب بعيدة المدى، نظراً للنفوذ الكبير الذي يفرضونه على السياسة والاقتصاد.

* الرئيسة التنفيذية لشركة ماركوس فينشر للاستشارات

Email