ترتيب موازين القوى في أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظَهَر في الآونة الأخيرة مثلث جديد من العاطفة الجيوسياسية في أوروبا: فقد كَفَّت بريطانيا العظمى عن الشعور بأنها أرفع مقاماً من فرنسا، وتوقفت فرنسا عن الشعور بأنها أقل مقاماً من ألمانيا. والسؤال الآن هو ما إذا كان هذا التحول العاطفي كفيلاً بإعادة ترتيب موازين القوى في أوروبا، وربما العالَم، في نهاية المطاف.

الواقع أن التطورات التي جرت في بريطانيا وفرنسا حاسمة. ويبقى أن نرى كيف قد يصلح البريطانيون الضرر الذي يلحقونه بأنفسهم من خلال الخروج من الاتحاد الأوروبي. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الفرنسيون قادرين على تسخير الطاقة الإيجابية التي تشع من رئيسهم إيمانويل ماكرون لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشدة.

ولكن حتى في حين تتواصل هذه الشكوك، ينخرط كل من البلدين في تحول عاطفي مجموعه صِفر، ومن المستحيل تجاهله. ففي الماضي كان المسافر من باريس إلى لندن يستشعر بسهولة الفارق بين المدينتين.

فكانت لندن تتفجر بالدينامية والنشاط، أما باريس فكانت على الرغم من كونها أكثر جمالاً على نحو لا يمكن إنكاره عُرضة لخطر التحول إلى روما جديدة، سجينة ماضيها المجيد، فكانت مكاناً للزيارة في أفضل تقدير، ولكنها لم تكن مكاناً يصلح للإقامة.

واليوم، انتُزِعَت الثقة من بريطانيا بفِعل الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، والإرهاب، وعدم اليقين بشأن مستقبل البلاد. وفي فرنسا، على النقيض من ذلك، يستشعر المرء طاقة جديدة وإيجابية.

فقد عاد الأمل في مستقبل أفضل، وهو ما انعكس في تأييد الشعب الفرنسي الساحق لطلب باريس استضافة الألعاب الأوليمبية الصيفية في عام 2024. قد لا تكون العواطف كافية لتفسير كل الحقائق السياسية. ولكن التحول في المزاج الوطني في بريطانيا وفرنسا لا يمكن إنكاره، وسوف يلعب دوراً متزايد الأهمية في تحديد سياسة أوروبا.

Ⅶ دومينيك مويسي* كبير مستشاري معهد مونتاين في باريس

Email