تحركات أسعار الأصول

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان غابرييل غارسيا ماركيز، الروائي الحائز على جائزة نوبل في الأدب، وصاحب الرواية الأكثر شهرة «مئة عام من العزلة»، مواطناً كولومبياً. ومع ذلك، كان جارسيا ماركيز، بوصفه ضليعاً في فن الواقعية السحرية، ليقدر التركيبة الحديثة التي تتألف من الواقع والخيال في جمهورية الأرجنتين. ففي منتصف يونيو، باعت وزارة الخزانة هناك ما قيمته 2.75 مليار دولار من السندات المقومة بالدولار والتي تُستَحَق بعد مئة عام.

يبدو أن الاقتصاد السياسي في الأرجنتين يتجه في المسار الصحيح. بيد أن مئة عام فترة طويلة للغاية للتعاقد على أي شيء. ففي فترة السنوات المئة المنصرمة، عجزت الحكومات في الأرجنتين عن سداد ديونها الدولية في ثماني مناسبات، وأصدرت نحو عشر عملات، وصممت فترة من التضخم المفرط . وقد ترك هذا التاريخ المتقلب من التدخل الحكومي الأرجنتين في حال أسوأ كثيراً نسبة إلى بقية العالم، ففي عام 1916 كانت الأرجنتين الدولة صاحبة ثاني عشر أكبر نصيب فرد في الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم (أعلى من ألمانيا)، واليوم تأتي في المرتبة السادسة والستين.

في نمط محفور بشكل عميق في التاريخ المالي، عندما تتدفق كميات كبيرة من رأس المال إلى الأسواق المالية المحلية الصغيرة الضحلة، يميل سعر الصرف إلى الارتفاع، وهو ما من شأنه أن يدفع أسعار الأصول إلى الارتفاع. وبالتالي، تعمل تحركات أسعار الأصول المواتية على تحسين المؤشرات المالية الوطنية وتشجع التوسع الائتماني المحلي، فيتفاقم الضعف البنيوي في القطاع المصرفي المحلي. واليوم، مع وصول موجات تشوهات السوق الناجمة عن السياسات المالية في الاقتصادات المتقدمة إلى شواطئ الأسواق الناشئة، فإن الحل ليس إقامة جدران بحرية سحرية.

* أستاذ النظام المالي الدولي في كلية كينيدي للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد

Email