قواسم مشتركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تختلف كل من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في العديد من الجوانب.

لقد تولت ماي مهام منصبها بشكل غير متوقع العام الماضي بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وذلك عندما استقال سَلَفها ديفيد كاميرون وماكرون لديه خبرة أقل في الرئاسة حيث اعتلى كرسي الرئاسة في مايو الماضي، وهذا المنصب هو أول منصب منتخب له. أما ميركل فقد عملت مستشارة منذ عام 2005 (ونائبة بالبرلمان من عام 1991) مما يجعلها أطول رؤساء حكومات أوروبا حكماً.

ومع ذلك، فإن هؤلاء القادة الأوروبيين الثلاثة لديهم أيضاً الكثير من القواسم المشتركة،إنهم جميعا في موقف قوي نسبيا محليا، ففي الواقع، يبدو أن كل من ماي وميركل فازتا بالانتخابات العامة لبلديهما، وحقق ماكرون انتصارًا حاسمًا في فرنسا.

والأهم من ذلك، أنهم جميعا يبنون نوعاً جديداً من السياسة لسد الفجوة التي خلفها تراجع تأثير الأحزاب السياسية التقليدية. ويستند النموذج السياسي الجديد إلى نوع من الشعبوية المعتدلة والتي تمزج بين الدعم للعولمة مع «جرعة صحية» من الحماية الاجتماعية مع قليل من المشاعر الوطنية.

ويعد هذا النموذج شخصي للغاية فبدون شك، فإن ماي هي نقطة الجذب الرئيسية ، وقد أصبحت ميركل أيضًا الشخصية الرئيسة في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المتغير، في حين شكّل ماكرون حزبه الخاص.

وقد غاب عن هذه الثورة السياسية إلى حد كبير المعلقون الذين يميلون إلى إساءة تفسير ضعف الأحزاب التقليدية، ولا سيما تلك التي تنتمي إلى يسار الوسط على أساس أن هذا الضعف يشكل تهديدًا أساسيًا للديمقراطية وقد أدى تصاعد الشعبوية اليمينية والمعادية لليبرالية في كل بلد صناعي كبير تقريبا على مدى العام الماضي إلى تعزيز هذا التصور.

* أستاذ التاريخ والشؤون الدولية في جامعة برينستون

Email